«بانيراي».. علاقة طويلة وحميمة مع البحار

تتجدد مع اليخت الشراعي «إيلين»

TT

قد لا يكون لأي صانع ساعات في العالم علاقة بالبحار أوثق من علاقة دار «أوفيتشيني بانيراي». فالدار الإيطالية العريقة، التي غدت منذ عام 1997 جزءا من مجموعة «فاندوم»، قبل أن تتحوّل إلى مجموعة «ريشمون» السويسرية العملاقة، طورت مع البحار، ولا سيما سلاح البحرية، علاقة قديمة ومتميزة.

بدأت القصة عام 1850 طبعا على مستوى محلي محدود في دكان يحتضنه جسر بونته ديللي غراتزي، أحد جسور مدينة فلورنسا، بشمال غربي إيطاليا، على يد رجال الأعمال والمبتكر المؤسس جيوفاني بانيراي (1825 - 1897). وذلك قبل أن يكبر الدكان، وتصبح أول مشغل ومتجر في المدينة الراقية الغنية عام 1860. وفي سيرة «بانيراي» الأرشيفية الشهيرة، أن المؤسس جيوفاني عندما انطلق في هذه المهنة، كان في حينه أول صانع ساعات في فلورنسا، واتصل بكبار الصانعين السويسريين وأنشأ وعائلته معهم علاقات وثيقة سهّلت له تجميع مكونات الساعات والآلات الدقيقة، وأتقن أيضا أعمال الصيانة والتصليح. وعام 1897 عند وفاة جيوفاني، ورث ابنه ليون فرانشيسكو مؤسسته المزدهرة. غير أن النقلة النوعية الكبرى في مسيرة بانيراي تحققت في عهد غييدو (1873 - 1934)، حفيد المؤسس، عندما صارت المورّد الرسمي المعتمد للبحرية الملكية الإيطالية للكثير من المعدات والآلات الميكانيكية والبصرية الدقيقة، وطبعا الساعات.

غيدو، وسع دائرة اهتمامات الدار لتشمل تصنيع الآلات والمعدات الميكانيكية والبصرية الدقيقة، مثل البوصلات وآلات القياس والنواظير والفوانيس العميقة وما إليها، وضمن الاحتكار الفعلي لتزويد سلاح البحرية الملكية الإيطالية بكل هذه الآلات والمعدات في العقد الأخير من القرن التاسع عشر، ولاحقا امتد التوسع ليشمل الجيش. وتوج الحفيد نجاح الدار وأكد مكانتها وإطلالتها على العالم بنقله مقرها الرئيسي القديم إلى مبنى الـ«بالاتزو آرتشيفسيكوفيلي» المطل على ساحة بياتزا سان جيوفاني في المدينة العريقة.

واستمر توسع أعمال المؤسسة مع الجيل الرابع من العائلة متمثلا بجيوسيبي وماريا، ابن غيدو وابنته، وتقاسم الشقيقان المسؤوليات، فاهتمت ماريا بالمتجر وتصنيع الساعات وتجميعها، بينما تولى جيوسيبي مهمة توثيق العلاقات مع البحرية. ومع هذا، لم يكن جيوسيبي بعيدا عن تقنيات عالم الساعات، إذ إليه يعود الفضل خلال عقد الثلاثينات من القرن العشرين، ومن ثم سنوات الحرب العالمية الثانية، في ابتكار الطرازين الكلاسيكيين المميزين لساعات «بانيراي»، بشكليهما اللذين يشبهان الوسادة، وهما «لومينور» عام 1916 و«راديومير» 1949. ويأتي اسم «راديومير» من مسحوق في أساسه الراديوم يستخدم لتسهيل رؤية العقارب والمؤشرات والعدادات، أما الـ«لومينور» فيأتي من نظير هيدروجين التريتيوم، الذي حل محل المادة المشعة في الـ«راديومير».

عام 1956 صنعت «بانيراي» طرازا خاصا للبحرية المصرية سمته «إيجبشن» (مصري)، وهو ساعة غوص ضخمة مع قرص دوار مرقم.

وعام 1972، بعد وفاة جيوسيبي، انتقل الدار ومعها صلاتها بالبحرية الإيطالية إلى إدارة المهندس دينو زيي، الذي أسس اسم «أوفيتشيني بانيراي» التجاري. ومن ثم في عام 1997 بيعت الدار إلى «فاندوم» (ريشمون اليوم). ثم في عام 2002 دشنت الدار مقرها الجديد في مدينة نوشاتل بغرب سويسرا.

«بانيراي» والبحار.. واليخت الشراعي «إيلين»

* عام 2008 أطلقت «بانيراي» ساعة «لومينور ريغاتا كلاسيك يوتس تشالنج 2008» الكرونوغرافية البديعة، مع رعايتها إحدى أهم مسابقات اليخوت الشراعية في العالم. والواقع أن «بانيراي» اشترت اليخت الشراعي «إيلين» Eilean، أي «الجزيرة الصغيرة» باللغة الغايلية، التي كانت قد صنعت عام 1936 في اسكوتلندا عام 2006، وأعادت تأهيله في ورشة سفن فرانشيسكو دل كارلو بميناء فياريجيو، في شمال غربي إيطاليا. وخلال حفل كبير سلمت الورشة «إيلين» إلى «بانيراي» في احتفال كبير في القاعدة البحرية الإيطالية بميناء لاسبيزيا. وحقا انطلق «إيلين» في مطلع العام الماضي 2010 في رحلة عبر المحيط الأطلسي، وأعد له برنامج حافل اعتبارا من «أسبوع انتيغوا الكلاسيكي»، الذي هو أول أحداث روزنامة فعاليات «ريغاتا كلاسيك يوتس تشالنج».