مصر: صيانة مقابر الأسرة العلوية والمقابر التراثية

تتضمن مقبرتي الملكة ناريمان صادق والأميرة شويكار

مسجد الرفاعي الذي يضم رفاة الملك فاروق («الشرق الأوسط»)
TT

على الرغم من الهدوء الذي يلف عموم المقابر التراثية في القاهرة، لسكون رفاتها؛ فإن هناك ما ينبض بروح معمارية وتراثية. فأخيرا عمل الجهاز القومي للتنسيق الحضاري بوزارة الثقافة المصرية على إبراز هذه الروح المعمارية والتراثية، لقيمة هذه المقابر تاريخيا، فضلا عما تضمه من جثامين لشخصيات كان لها تأثير وبصمات في الحياة المصرية.

هذا المشروع، الذي يوصف بالمتكامل جاء للحفاظ على مناطق المقابر التراثية والمتميزة بالقاهرة، ويعد الأول من نوعه لصيانة هذه المقابر، التي تضم عددا كبيرا من مقابر الأسرة العلوية، وبعض الشخصيات الدينية.

قام العاملون على مشروع صيانة هذه المقابر على جمع جميع المعلومات حولها، بهدف تصنيفها وتوثيقها ليتم تحديدها حسب قيمتها المتميزة معماريا، أو كونها تخص شخصيات مهمة أو ذات قيمة أثرية ومعمارية.

وقال سمير غريب رئيس الجهاز، إن المشروع شمل 13 منطقة تضم مقابر الإمام الشافعي والبساتين والمماليك وعين الصيرة والمجاورين والغفير وباب الوزير والسيدة عائشة والسيدة نفيسة ومقابر الأتراك واليهود والأقباط.

وتابع غريب: «مشروع الصيانة تضمن أيضا حصر هذه المقابر تمهيدا لتسجيلها طبقا للقانون رقم 144 لسنة 2006 ولائحته التنفيذية، بما يجعلها من المحميات، ويحظر التعدي عليها، ورسم حدودها ووضع أسس ومعايير للحفاظ عليها».

وأوضح غريب أنه يوجد كثيرا من المقابر الأثرية والتراثية المتميزة معماريا مثل مقابر الرفاعي والأمير قرقماش وخديجة الأشراف والوقاد وغيرها، لافتا إلى وجود مقابر كثيرة لشخصيات تاريخية، مثل عمر مكرم وطلعت حرب، ومقابر أسرة محمد علي، مثل مقبرتي الملكة ناريمان صادق، والأميرة شويكار.

ولفت رئيس الجهاز إلى أن المشروع استغرق تنفيذه عامين وتم على ثلاث مراحل؛ بدأت بالمسح الاستكشافي والتصوير الفوتوغرافي والفيديو وتجميع المعلومات، وتم في المرحلة الثانية تصنيف وتوثيق المباني والجبانات المتميزة وإعداد قاعدة بيانات لها حسب قيمتها، وينتظر أن يقوم الجهاز بإصدار كتاب علمي عن المشروع، لتوثيقه.

يأتي هذا المشروع إضافة إلى مشروع آخر لصيانة المقابر الخديوية، وأبرزها مقبرة الخديو توفيق في القاهرة، ثاني أكبر مقبرة معماريا في العالم بعد مقبرة تاج محل في الهند، وذلك من ناحية الطراز المعماري الأصيل، ومن حيث المساحة وعلو الأثر من ناحية القيمة الفنية والندرة.

هذه المقبرة أقيمت قبل نحو مائة عام، وتقع في مدافن «حوش الباشا»، أكبر المدافن في القاهرة، وهي بجوار مدافن الإمام الشافعي، وتحيط المقبرة حديقة كبيرة تضم مقابر صدقة للفقراء.

ومن هذه المقابر أيضا مقبرة الأميرة شويكار بنت إبراهيم باشا الأول التي توفيت يوم الاثنين 17 فبراير (شباط) عام 1947، وتعد المقبرة تحفة معمارية، وهي على شكل سرير مغطى بملاءة وعليه وسادة، بجانب مقابر أخرى لعدد من الصالحين، وأيضا مقبرة الفنان الراحل عبد الحليم حافظ.