الصومال: عمليات عسكرية في مقديشو والحكومة تعيد افتتاح سوق البكارو

قائد قوات الاتحاد الأفريقي: نسيطر على 95% من العاصمة

TT

بدأت قوات الحكومة الصومالية، صباح أمس، ما وصفته بحملة عسكرية واسعة النطاق لطرد مقاتلي حركة الشباب من ضواحي العاصمة مقديشو في المرحلة الأولى، واستعادة الأقاليم الخاضعة لسيطرة الحركة في مرحلة لاحقة. وقال متحدث باسم القوات الحكومية «إن قواته تتعرض لإطلاق النيران من التلال الواقعة بشمال العاصمة، لكن القوات الحكومية تتقدم، دون مقاومة كبيرة». وأضاف أن «المعركة ستنتقل بعد الآن إلى خارج مقديشو، فيما يجري الحديث عن حملة عسكرية موازية لإزاحة حركة الشباب من عدد من الأقاليم الوسطى والجنوبية».

إلى ذلك، أعادت الحكومة الصومالية فتح سوق البكارو أكبر الأسواق في العاصمة التي أغلقت أبوابها منذ عدة أشهر، جراء اشتداد المعارك بين قوات الحكومة الصومالية وبين مقاتلي حركة الشباب. وقام الرئيس الصومالي شريف شيخ أحمد بزيارة السوق أمس كخطوة رمزية لطمأنة التجار على استئناف أعمالهم اليومية. وتضم سوق البكارو آلاف المحلات التجارية ومقرات الشركات الكبرى في العاصمة، لكنها توقفت عن العمل بسبب الحرب مما أحدث تأثيرا سلبيا كبيرا على الحركة التجارية في عموم البلاد.

كما دارت معارك أمس في الضواحي الشرقية والشمالية للعاصمة مقديشو، حيث لا تزال هناك جيوب يسيطر عليها مقاتلو حركة الشباب.

وتشارك دبابات قوات الاتحاد الأفريقي في هذه الحملة العسكرية. وسيطرت قوات الحكومة الصومالية وقوات الاتحاد الأفريقي على منطقة جلجلاتو وكيسني في الضاحية الشرقية للعاصمة في الوقت الذي تواجه فيها حرب عصابات من مجموعات مسلحة تابعة لحركة الشباب. وقال الجنرال فريد موجيشا قائد قوات الاتحاد الأفريقي في الصومال إن 95 في المائة من مقديشو تقع الآن تحت سيطرة قوات الاتحاد الأفريقي وقوات الحكومة الصومالية، وإن الهدف الثاني هو الأقاليم الوسطى والجنوبية.

وكان مجلس الأمن الدولي قد مدد مؤخرا فترة بقاء قوات الاتحاد الأفريقي في الصومال لمدة عام حتى سبتمبر (أيلول) المقبل، وطالب بزيادة عدد أفرادها إلى 12 ألف رجل، في الوقت الذي يجري الحديث فيه عن خطة لنشرها في أقاليم أخرى خارج العاصمة الصومالية.

في هذه الأثناء قال القيادي في حركة الشباب، والمتحدث العسكري باسم مقاتلي الحركة، الشيخ عبد العزيز أبو مصعب إن مقاتليه صدوا هجوما شنته قوات الاتحاد الأفريقي والقوات الحكومية. وقال أبو مصعب «تمكن المجاهدون من إفشال هجوم العدو الذي كان يحاول بسط سيطرته على مواقع المجاهدين، وتصدى المجاهدون لمحاولات القوات الصليبية للسيطرة على المواقع التي كان يوجد بها مقاتلو حركة الشباب»، مشيرا إلى أن خسائر فادحة تم إلحاقها بالقوات المهاجمة وتم إجبارها على التراجع إلى المواقع التي تحركت منها، حسب قوله.

وبانتشار قوات الحكومة الصومالية وقوات الاتحاد الأفريقي في الضواحي الشرقية والشمالية للعاصمة تغيرت الخريطة العسكرية في مقديشو، حيث أصبح معظم أجزاء المدينة تحت سيطرة الحكومة الصومالية، التي كانت بالكاد تدير نصف مساحتها قبل شهرين. وتقول الحكومة الصومالية إن هذا التحرك جزء من حملة عسكرية واسعة النطاق، لكن المعركة أبعد ما تكون عن النهاية، إذ لا تزال حركة الشباب تسيطر على الجزء الأكبر من وسط وجنوب البلاد.

وكانت حركة الشباب تفرض ما يشبه الحصار العسكري على مقديشو منذ أكثر من عامين بفصلها عن المحافظات المحيطة بها التي تسيطر عليها الحركة. وتحاول القوات الحكومية وقوات الاتحاد الأفريقي كسر هذا الحصار واستعادة السيطرة على الشريط الساحلي بشرق العاصمة الذي يربطها بالمحافظات الوسطى من البلاد. وفي حال نجاح هذه الخطة فإن القوات الحكومية ستكون قادرة لأول مرة على التحرك خارج مقديشو، وتعني أيضا اندلاع المعارك في جبهات جديدة، فيما يجري الحديث أيضا عن حملة عسكرية موازية لقوات الحكومة الصومالية تنطلق من داخل الحدود الإثيوبية والكينية لإزاحة حركة الشباب من عدد من الأقاليم الغربية والجنوبية.

وعلى الرغم من كسب القوات الحكومية وقوات الاتحاد الأفريقي المعركة في مقديشو، فإن التحدي الأكبر أمامها يتمثل في السيطرة على أقاليم وسط وجنوب البلاد الخاضعة لحركة الشباب. من جهة أخرى طالبت الحكومة الصومالية سكان مقديشو بالتزام الحيطة والحذر لأن عناصر حركة الشباب قد تلجأ إلى هجمات انتحارية نتيجة الضربات الأخيرة ضد مقاتليها في ضواحي العاصمة، حسبما ورد في بيان حكومي. وطالب بيان مجلس الوزراء الصومالي في جلسته الأسبوعية السكان بإبلاغ أجهزة الأمن لدى ملاحظة أي حركة مريبة. وكان نحو 80 شخصا قد قتلوا وأصيب أكثر من 100 آخرين في هجوم انتحاري تبنته حركة الشباب على مجمع حكومي يضم عددا من الوزارات المهمة يوم الثلاثاء الماضي.