الحريري: التغيير الديمقراطي في سوريا لمصلحة التغيير الديمقراطي في لبنان

اعتبر أن النظام السوري يحاول التخريب متى يشاء بتغطية واضحة من الحكومة اللبنانية

أحمد الحريري
TT

انتقد الأمين العام لتيار «المستقبل»، أحمد الحريري، أن «يكون الاهتمام بالشؤون الإقليمية بات أكبر وأهم من الاهتمام بالمواطن اللبناني وخدمته، وأن يصبح الدفاع عن أنظمة تتهاوى أولوية على مستقبل اللبنانيين في معيشتهم واقتصادهم وإنماء مناطقهم». ورأى أنه «فجأة أصبحت المخاطرة بالنظام اللبناني برمته والمخاطرة باقتصاد لبنان من أجل بعض الأنظمة مسموحا بهما، لا بل أصبحتا مطلوبتين على حساب حياة اللبنانيين ووجود لبنان من أصله».

وأسف الحريري، خلال كلمة ألقاها في احتفال إنمائي أمس، لـ«دخول الدبابات السورية إلى عرسال». وقال: «النظام السوري يذهب لأقصى درجات التطرف، ويحاول أن يقول للبنانيين إنه باستطاعته أن يخرب متى يشاء بتغطية واضحة من الحكومة اللبنانية التي لم تحرك ساكنا تجاه ما حصل». واعتبر أن «لا عرسال ولا أهلها يعنون لهم شيئا ولا السيادة اللبنانية موجودة في قاموسهم، وليس غريبا أن يكونوا متواطئين إلى هذا الدرك الخطير، فهذه سياسة الحياد الإيجابي الذي يمارسونه (كرمى لعيون) من أتى بهم ومن يتحكم بأفعالهم، وهذه سياسة التواطؤ على الشعبين اللبناني والسوري معا، وسياسة دفن الرؤوس في الرمال ومعها كرامات الناس المستباحة من عكار إلى عرسال».

وأشار الحريري إلى أن «كل من يحتمي بهذه السياسات أو يحميها ليس أقل مسؤولية أمام الرأي العام اللبناني والعربي والدولي»، مشيرا إلى أن «ما يحصل في سوريا هو بالنسبة لنا خيار وليس رهانا، ونحن اخترنا أن نسير في اتجاه التغيير الديمقراطي في المنطقة العربية، والتغيير الديمقراطي في سوريا هو لمصلحة التغيير الديمقراطي وحمايته في لبنان وحماية الاعتدال العربي». ولفت إلى أن «الأنظمة الديكتاتورية المستبدة لا تولد إلا العنف ولا تصنع اعتدالا بل هي سبب التطرف وهي السبب في تعطيل ثقافة التعددية، بينما النظام الديمقراطي الذي يطالب به الشعب السوري هو الذي يحمي الاعتدال».

وشدد على أن «مسؤولية اللبنانيين، مجتمعا ودولة وطوائف، مواكبة الحراك السوري نحو الديمقراطية بالإيجابية المطلقة». وأضاف: «استنادا لمسؤوليتنا الوطنية اللبنانية والعربية نؤكد أن الظالمين من كل الطوائف وأن المظلومين هم من كل الطوائف وأن (ربيع العرب) المضرج بالدماء الزكية يجدد وحدة كل شعب ويجدد وحدة الشعوب العربية ويعيد للقضية الفلسطينية العادلة مسارها الصحيح».