حملة شعبية في إسرائيل لمواطنين يطالبون بأن يسجل في بطاقات هوياتهم أنهم «بلا دين»

قادها الكاتب أمنون كبليوك جراء سيطرة التيار المتزمت في اليهودية على الدولة

TT

أطلق نحو 600 مواطن يهودي، أمس، حملة في إسرائيل هدفها الاعتراف بإلحادهم. وهم يطالبون بألا يسجل في بطاقات الهوية التي تصدرها وزارة الداخلية أنهم ينتمون إلى الدين اليهودي، بل أن يكتب بصريح العبارة: «بلا دين».

وجاءت هذه الحملة بعد معركة قضائية، خاضها الكاتب أمنون كبليوك، خلال السنين الأربع الماضية لشطب انتمائه إلى الديانة اليهودية من بطاقته. وتكللت معركته بالنجاح، إذ قررت محكمة العدل العليا في الأسبوع الماضي قبول دعواه، وأصدرت أمرا لوزارة الداخلية لشطب الانتماء اليهودي له ووضع كلمة «بلا دين».

واعتبر كبليوك هذا القرار انتصارا لحرية العقيدة. وقال: «أنا لست ضد الدين، لكن سيطرة التيار المتزمت في اليهودية على الدولة دفعني إلى هذا الاحتجاج الصارخ. فالتطرف يمس عصب أي مجتمع، وعلينا، نحن المعتدلين، أن نظهر قوتنا في مواجهة قوتهم، وتطرفنا مقابل تطرفهم».

وفي أعقاب هذه المحكمة، بادر عدد من الأشخاص إلى حملة على الشبكات الاجتماعية الإلكترونية، تنادي بإعادة بطاقات الهوية بشكل جماعي إلى وزارة الداخلية، حتى تشطب لهم أيضا الانتماء اليهودي وتضع مكانه «بلا دين». وقال الشاعر عوديد كرميلي، أحد المبادرين، إن الحملة الحالية تستهدف التوصل إلى حالة يكون فيها الدين مفصولا تماما عن الدولة في إسرائيل، مثل كل الدول الحضارية.

وأضاف: «في إسرائيل اليوم تسيطر المؤسسة الدينية المتطرفة على شبكة العلاقات الاجتماعية. والدولة تتيح لهم ذلك بدعوى أن اليهودية هي ليست دينا فحسب، بل قومية أيضا. وأنا أريد أن تكون قوميتي (إسرائيليا) وليس (يهوديا). فهذه مسألة تخصني وحدي ولا يحق للدولة أن تقررها لي. وأنا أعرف أن مئات الآلاف من الإسرائيليين وربما الملايين يفكرون مثلي. وقد حان الوقت لنتحرك. لذلك، أطلقنا هذه الحملة ويسعدني أننا تمكنا خلال يومين فقط من تجنيد 600 شخص إلى جانبنا».

المعروف أن نسبة اليهود الذين يعتبرون أنفسهم متدينين أو قريبين من الدين، تبلغ 40 في المائة، وفق آخر إحصاء نشر في مطلع السنة الماضية. والباقون يخلطون ما بين القومية والدين في اليهودية.