الصين تكشف عن 25 موديلا جديدا من طائرات من دون طيار

فيروس يخترق أجهزة التحكم بقاعدة عسكرية بنيفادا تحرك «درون»

TT

أصابت فيروسات مجهولة المصدر غرف القيادة والتحكم التي تحرك الطائرات من دون طيار (درون)، التي باتت الولايات المتحدة تعتمد عليها في عملياتها لاصطياد الإرهابيين في مواقع متعددة، منها اليمن وأفغانستان وباكستان، وقصف مواقع الجماعات المسلحة في بعض المناطق الحدودية بالشريط القبلي بين باكستان وأفغانستان.

كانت وزارة الدفاع الأميركية قد تلقت تقريرا أوليا عن الهجوم الفيروسي من مركز حماية قمرات الطائرات من دون طيار الذي يسمى «هوت بيزيد سيكوريتي سيستم». وحققت وحدة للحماية الإلكترونية في التقرير، إلا أنها قللت من مصداقيته بعد أن قالت محطات تشغيل الطائرات من دون طيار في قاعدة «كريش إير فورس» في صحراء ولاية نيفادا إنها لم تواجه أي عقبات في تسيير الطائرات من دون طيار في جميع أنحاء العالم التي توجد فيها.

وقالت وحدة الحماية الإلكترونية إنها لم ترصد تسرب أي ملفات من قاعدة المعلومات التي تستخدمها شبكة تشغيل الطائرات.

غير أن الأيام التالية أوضحت أن فيروسا تسرب بالفعل عبر جدران حماية الشبكة وأنه توالد بسرعة، مما أدى بوحدة الحماية، طبقا لتقارير أكدها البنتاغون، إلى إعلان حالة الطوارئ وتكثيف الجهود لتنظيف الشبكة من ذلك الفيروس وأي فيروسات أخرى يمكن أن تكون قد تسربت إليها.

وحددت وحدة الحماية الإلكترونية فصيلة الفيروس بقولها إن اسمه «كي لوغر»، وقالت في البداية إنها لم تتمكن من تحديد الجهة التي وجهته نحو اختراق الشبكة، وما إذا كان ذلك قد تم عمدا أم أنه حدث بعد أن استخدم بعض العاملين في الشبكة أجهزتهم في فتح مواقع غير مصرح بفتحها.

إلا أن الوحدة ما لبثت أن توصلت إلى أن الفيروس الذي يتحمل مسؤولية الاختراق كان نسخة معدلة من «كي لوغر» جعلت رصده والتخلص منه أمرا صعبا. وقالت الوحدة إن الفيروس اخترق مساحات سرية وأخرى بالغة السرية من عمل الشبكة وإن بعض المعلومات التي كانت مسجلة في تلك المساحات يمكن أن تكون قد تسربت إلى خارج محطات التشغيل ووصلت إلى أيد مجهولة.

وقال مسؤول في وحدة الحماية: «إننا نواصل تنظيف الشبكة من هذا الفيروس، لكنه يواصل العودة. وحتى الآن فإننا لا نعرف مصدره، لكننا سنعرف في نهاية المطاف. والمهمة الأولى لنا الآن هي إعادة الشبكة إلى العمل بأمان ودون خوف من تسرب المزيد من المعلومات».

وذكرت شبكة «سي بي إس» الأميركية، نقلا عن مجلة «وايرد»، أن هذا الفيروس قاوم الجهود التي بذلها خبراء الكومبيوتر في قاعدة ولاية نيفادا للقضاء عليه، وذلك في الوقت الذي كانت فيه القاعدة الجوية تصدر أوامرها عن بعد إلى طائرات من دون طيار تقوم بطلعات جوية في العراق وأفغانستان.

وأضافت الشبكة أن حادث الاختراق لم يسفر عن فقد أي معلومات سرية، لكن الخبراء لم يصلوا بعدُ إلى مصدر هذا الفيروس، وهل حدث بشكل عارض أو نتيجة لاعتداء متعمد.

على صعيد متصل، أصدرت قاعدة «كريتش» بنيفادا بيانا جاء فيه أنها «لا تناقش التهديدات التي تتعرض لها نظم الكومبيوتر في القاعدة؛ نظرا لأن ذلك من شأنه أن يساعد على اختراقها أو استغلالها لأغراض خاصة من جانب الغير».

إلى ذلك، ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، أمس، أن شركات صينية بهرت وفاجأت بعض الأميركيين في معرض زوهاي للطيران بجنوب الصين من خلال الكشف عن 25 موديلا جديدا من طائرات من دون طيار وعرض فيديو حي لطائرة «درون» تدمر عربة مسلحة وتهاجم حاملة طائرات أميركية.

وأشارت الصحيفة، في تقرير بثته على موقعها الإلكتروني أمس، إلى أن العرض بدا كأنه مركز للتسوق عن كونه تهديدا عسكريا؛ حيث يهدف هذا الحدث إلى جذب المشترين سواء من الداخل أو من الخارج، غير أنه كان دليلا قاطعا على أن الولايات المتحدة الأميركية التي قربت من احتكار طائرات من دون طيار تقترب من النهاية، في ظل عواقب بعيدة المدى تتجه نحو الأمن الأميركي والقانون الدولي ومستقبل الحرب.

وقال محللون عسكريون: «إن الولايات المتحدة الأميركية ستواجه قريبا خصما عسكريا أو جماعة إرهابية مسلحة بطائرات (درون)، لكنهم يرون أن الهجوم لن يكون على واشنطن، بل ستتعرض إلى تحديات سياسية ومشروعة عندما تتبع أي دولة أخرى الطريقة الأميركية».

وحظيت الطائرات من دون طيار بشهرة واسعة بعد أن أصبحت الوسيلة المفضلة للولايات المتحدة وربما دول أخرى من بينها إسرائيل في تنفيذ عمليات اغتيال أو قصف مبرمجة ضد من يوصفون بالإرهابيين الذين كان آخرهم رجل الدين الأميركي يمني الأصل أنور العولقي الذي قُتل داخل الأراضي اليمنية. وتم استيحاء اسم هذه الطائرة بالإنجليزية (DRONE) من دوي النحل، أي باستهداف من تريد أينما تريد وفي أي وقت تريد. وهي طائرة توجه عن بعد أو تبرمج مسبقا لطريق تسلكه، في الغالب تحمل حمولة لأداء مهامها كأجهزة كاميرات أو حتى القذائف. وتبنت حكومة الرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش مبدأ غير عادي يسمح للولايات المتحدة بإرسال أسلحة تحكم عن بعد عبر الحدود لقتل عناصر تراها عدائية وتشكل تهديدا حتى لو كانت أميركية.

وقال ميخا زينكو، عضو في مجلس العلاقات الخارجية: «هل هذا هو العالم الذي نرغب في الحياة فيه؟ للأسف نحن الذي خلقناه». وأشارت «نيويورك تايمز» الأميركية - في تقريرها - إلى أن طائرات «درون» أصبحت جزءا طبيعيا في ترسانة الأسلحة التي تستخدم في العراق وأفغانستان.

ففي باكستان، وفقا لمسؤولين أميركيين، قتلت الهجمات بواسطة أسلحة تحكم عن بعد يشنها جهاز الاستخبارات الأميركي ما يزيد على ألفي مسلح، إلا أن عدد الضحايا المدنيين في هذه العمليات لا يزال محور نقاش.

وفي اليمن، استهدفت هذه الطائرات، الشهر الماضي، مواطنا أميركيا للمرة الأولى يسمى أنور العولقي وهو متشدد ديني قام بتنفيذ عدة مؤامرات ضد واشنطن.

وقيل إنه في حال إرسال الصين طائرات «درون» إلى كازاخستان لاستهداف جماعات تدبر عمليات إرهابية، ماذا ستفعل واشنطن حيال ذلك؟ وماذا ستفعل أيضا إذا استخدمت الهند هذه التقنية في مهاجمة العناصر الإرهابية في إقليم كشمير أو إرسال روسيا هذه الطائرات إلى القوقاز للقيام بالمهمة نفسها؟