اليسار الفرنسي يختار مرشحه لمنافسة ساركوزي العام المقبل

أكثر من مليون ناخب صوتوا.. وهولاند الأوفر حظا بين المتنافسين الستة

فرنسيون من اليسار يدلون بأصواتهم في الانتخابات التمهيدية للحزب الاشتراكي أمس (أ.ب)
TT

توجه ناخبو اليسار الفرنسي، أمس، إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في الدورة الأولى من انتخابات تمهيدية لاختيار مرشحهم للانتخابات الرئاسية عام 2012، التي يعتبر فيها النائب فرنسوا هولاند الأوفر حظا بالفوز. وبعد ظهر أمس، أعلن الحزب الاشتراكي أنه حقق مراده بالوصول إلى مليون ناخب في هذه الانتخابات، معربا عن الأمل بالوصول إلى رقم المليونين، الذي لو تحقق فسيشكل نجاحا كبيرا لهذه المبادرة الجديدة في فرنسا، والمشابهة للانتخابات الأميركية التمهيدية لاختيار مرشح كل حزب.

ويحق لكل فرنسي يعلن ولاءه لـ«قيم اليسار» المشاركة في هذه الانتخابات بعد أن يدفع مبلغا رمزيا مقداره يورو. ويتنافس ستة مرشحين لتمثيل الحزب الاشتراكي، أكبر تنظيم معارض في فرنسا، الذي لم يتمكن من الوصول إلى الحكم منذ رحيل الرئيس الفرنسي السابق، فرنسوا ميتران، عام 1995، إلا أنه فاز بكل الانتخابات التي جرت بعد انتخاب ساركوزي رئيسا عام 2007، وبينها خصوصا انتخابات مجلس الشيوخ الذي بات له رئيس اشتراكي للمرة الأولى منذ الخمسينات.

ويعتبر الزعيم السابق للحزب الاشتراكي الفرنسي فرنسوا هولاند، 57 عاما، الأوفر حظا في الدورة الأولى للانتخابات التمهيدية. وصرح هولاند، بعد أن اقترع في مسقط رأسه في تول، جنوب غربي فرنسا: «كلي أمل، لأنني أعتقد أن آلية الانتخابات التمهيدية هذه ستتيح لنا الوصول أقوياء أمام اليمين واليمين المتطرف بعد التاسع والسادس عشر من أكتوبر (تشرين الأول)» الحالي، في إشارة إلى موعدي الانتخابات التمهيدية لليسار الفرنسي.

من جهتها، قالت المرشحة الأخرى مارتين أوبري إنها «واثقة ومرتاحة»، معربة عن الأمل بأن يختار الناخبون «التغيير الفعلي». وتوقعت آخر استطلاعات الرأي أن يحصل هولاند على 43 في المائة من أصوات مناصري اليسار، مقابل 28 في المائة لمنافسته الرئيسية زعيمة الحزب الاشتراكي ورئيسة بلدية ليل أوبري.

وتجمع عدد كبير من الناخبين في مركز اقتراع داخل أحد الأحياء الشعبية في باريس ظهر أمس. وقال جوزيه رافاييل ليفي، الناشط الاشتراكي البالغ الثلاثين من العمر: «لم نكن نتوقع هذا الإقبال، والمشاركون من جميع الأعمار». وأعلنت طبيبة القلب صوفي، 44 عاما، أنها صوتت لصالح هولاند. وأضافت: «لو أن المرشح هو دومينيك ستروس - كان لكنت اقترعت له بالتأكيد. لقد تابعت المناظرات لأتمكن من الاختيار واستيضاح بعض الأمور». وكان ستروس كان استبعد عن الانتخابات إثر اتهامه بارتكاب جريمة اغتصاب في الولايات المتحدة قبل تبرئته منها. وشارك في هذه الانتخابات وقال إنه اقترع لصالح مارتين أوبري.

كذلك، قالت سليمة (46 عاما) وهي تقترع في بانتان في ضواحي باريس: «أتقاسم اليسار أفكاره وأنا مسرورة لأنني أستطيع أن أعبر عن رأيي. لقد كانت المناظرات مفيدة، وأتاحت لي استيضاح بعض النقاط».

واستفاد هولاند من خروج ستروس - كان من المنافسة، بعد أن كان المفضل في استطلاعات الرأي.

وسعى هولاند، منذ انطلاق حملته، عام 2010، إلى رسم صورة له كرئيس قريب من الناخبين، فجاب الأرياف وبذل كل ما في وسعه ليبدو قائدا ديناميكيا يتمتع بمصداقية في مواجهة الأزمة الاقتصادية. لكن المرشحين والمعلقين أبدوا حذرا إزاء التوقعات بسبب عدم التأكد من نسبة المشاركة وعدم تحديد الناخبين.

ومساء أول من أمس، أعلن هولاند أنه يرغب في حصول «تصويت واضح في الدورة الأولى، لكي لا تكون هناك أي شكوك»، معتبرا في الوقت نفسه أنه «من المرجح» حصول دورة ثانية. وإلى جانب هولاند وأوبري، يتنافس أربعة مرشحين آخرين هم سيغولين روايال (58 عاما)، التي خسرت الانتخابات الرئاسية في منافسة مع ساركوزي في 2007، وارنو مونتبور (48 عاما)، الذي يعتبر من التيار اليساري في الحزب ومن مؤيدي الحمائية الأوروبية، ومانويل فالس (49 عاما) من تيار اليمين في الحزب، وأخيرا جان - ميشال بايليه (64 عاما) رئيس حزب راديكاليي اليسار الصغير المتحالف مع الحزب الاشتراكي.

وإذا لم يحصل أي مرشح على 50 في المائة من الأصوات في الدورة الأولى، فسيتنافس المرشحان اللذان يحصلان على أكبر عدد من الأصوات في دورة ثانية تنظم الأحد المقبل. والفائز في الانتخابات التمهيدية للاشتراكيين سيواجه في ربيع 2012 على الأرجح الرئيس نيكولا ساركوزي ومارين لوبن مرشحة الجبهة الوطنية.

وعلى مدى الحملة، حرص المرشحون اليساريون على ألا يهاجم الواحد منهم الآخر للمحافظة على وحدة الحزب الذي لم يفز بالانتخابات الرئاسية منذ 1988. لكن هولاند تعرض في الآونة الأخيرة لانتقادات من منافستيه الرئيسيتين بسبب عدم خبرته الوزارية.