الأمير سلطان بن سلمان: الجوائز العالمية تعكس نجاح السياحة السعودية

رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار يلتقي نائبة الأمين العام للأمم المتحدة على هامش مؤتمر السياحة

الأمير سلطان بن سلمان مخاطبا الدورة
TT

أكد الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، أن السياحة في المملكة شهدت في السنوات الأخيرة تطورا لافتا على المستوى الاقتصادي، بصفتها أحد أهم القطاعات الاقتصادية الموفرة لفرص العمل والمحركة للتنمية، إضافة إلى شراكاتها المتميزة مع المجتمعات المحلية، وتعزيز التواصل الاجتماعي والوعي التربوي للسياحة.

وأشار في كلمته التي ألقاها في (الطاولة الوزارية المستديرة) التي أقيمت صباح أمس الاثنين، ضمن أعمال الدورة التاسعة عشرة للجمعية العمومية لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة العالمية المقامة حاليا في مدينة غيونغجو الكورية الجنوبية، إلى أن قطاع السياحة في المملكة يشهد حاليا إعادة للهيكلة من خلال الاستراتيجية العامة للسياحة الوطنية التي تم تحديثها مؤخرا والتي تتوقع نمو فرص العمل في قطاع السياحة إلى 43 مليون فرصة عمل بحلول عام 2020. وكشف عن قرب إطلاق الوجهات الاستثمارية السياحية على كل من البحر الأحمر والخليج العربي، وقال إن السياحة أصبحت ركيزة أساسية للتنمية في المملكة، وتوفر عوائد اقتصادية مختلفة في كافة المناطق، إضافة إلى التركيز بشكل متزايد على بناء القدرات السعودية لإدارة السياحة الداخلية بالمملكة.

وأوضح أن الهيئة العامة للسياحة والآثار نفذت العديد من البرامج السياحية والاجتماعية والتربوية والبيئية التي حصلت على جوائز عالمية، كحصول برنامج التربية السياحية المدرسية (ابتسم) الذي تعمل عليه الهيئة بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم وتنفذه في المدارس الحكومية على جائزة اليوليسيس للتميز السياحي التابعة لمنظمة السياحة العالمية، وكذلك برنامج تعزيز السياحة في المجتمعات المحلية (السياحة تثري) وبرنامج (تمكين) الذي يسعى إلى تحويل إدارة السياحة إلى المناطق والمجتمعات المحلية والذي كان من نتائجه فوز الجمعية التعاونية في بلدة الغاط التراثية بجائزة أخرى من جوائز منظمة السياحة العالمية (اليوليسيس) وغيرها من البرامج الهادفة إلى تعزيز الوعي بأهمية السياحة وإيجاد جيل واع بأدوارها الاقتصادية والاجتماعية.

وأكد الأمير سلطان بن سلمان أن الحضارات المتعاقبة في شبه الجزيرة العربية على مر التاريخ، وما تشهده المملكة اليوم من حراك سياسي واقتصادي وديني كبير يؤكد أن المملكة ليست طارئة على التاريخ، وما تتميز به من تاريخ وحضارة، وما شهدته من حضارات متعاقبة، إنما هو امتداد لإرث حضاري عريق، مشيرا إلى العناية الكبيرة التي يوليها خادم الحرمين الشريفين بالتراث وتنميته ليبقى مصدرا للاعتزاز وموردا ثقافيا واقتصاديا، وليشكل بعدا جديدا يضاف إلى ما يعرفه العالم عن المملكة من أبعاد دينية وسياسية واقتصادية.

وقال إن الهيئة تحضر حاليا لإطلاق مشروع الملك عبد الله للعناية بالتراث، الذي يهدف إلى إبراز البعد الحضاري للمملكة، مشيرا في هذا الصدد إلى الاكتشاف الأثري الذي أعلنته الهيئة مؤخرا في منطقة (المقر) والذي عثر فيه على آثار تبرز أقدم استئناس للخيل يرجع إلى تسعة آلاف سنة.

وكانت الدائرة الوزارية المستديرة قد افتتحت بكلمة للدكتور طالب الرفاعي أمين عام منظمة السياحة العالمية، قدم خلالها الدراسة الاستشرافية طويلة الأمد الخاصة بالمنظمة بعنوان (السياحة نحو 2030) التي أوصت بها الدورة 90 للمجلس التنفيذي للمنظمة، وتركز على أهمية السفر والسياحة بصفته من أكبر القطاعات المولدة لفرص العمل، وأحد المحركات الأساسية للتنمية في العالم، كما تناولت الدراسة الحديث عن أهمية السياحة البيئية بشكل خاص، وتوفير التمويل اللازم للأنشطة السياحية المختلفة. وأبرز الأمين العام للأمم المتحدة نمو السياحة العالمية في 2010م، واعتراف دول صناعية مهمة مثل اليابان والصين وكوريا بالسياحة كقطاع نمو استراتيجي. وقد ركز رؤساء الوفود في هذه الجلسة على الدور المهم لقطاع السياحة في توفير فرص العمل ودعم التنمية في كافة دول العالم.

كما تم الحديث عن تزايد حجم النمو الاقتصادي السياحي الذي أصبح يعادل تريليون دولار، إضافة إلى تزايد حركة السفر في العالم إلى نحو ألف مليون إنسان يسافرون سنويا للسياحة.

وعلى هامش الفعاليات، استقبل الأمير سلطان بن سلمان الدكتورة عائشة روز ميغيرو، نائبة الأمين العام للأمم المتحدة، وبحث معها عددا من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، بحضور سفير المملكة لدى كوريا الجنوبية أحمد البراك.