مناوشات على الحدود البقاعية والشمالية.. والسكان يشتكون من غياب القوى الأمنية اللبنانية

مصادر وزارية لـ«الشرق الأوسط»: الخرق السوري للحدود يعالج في إطار الاتفاقيات الأمنية

TT

لم تلق المناشدات اليومية التي وجهها سكان القرى الحدودية اللبنانية بإرسال قوى أمنية لضبط الحدود مع سوريا، آذانا صاغية لدى الحكومة والمسؤولين اللبنانيين. إذ استمر، وبحسب سكان محليون، «الفلتان الحدودي في الشمال والبقاع، في ظل غياب عناصر الجيش اللبناني والقوى الأمنية لضبط الخروقات السورية للحدود اللبنانية»، بينما قالت مصادر وزارية لبنانية لـ«الشرق الأوسط» إن عدم اتخاذ الحكومة اللبنانية إجراءات أو قرارات في ما يخص الخروقات الأخيرة لمنطقة عرسال البقاعية «لكون العلاقات بين لبنان وسوريا ترعاها اتفاقيات أمنية وقضائية، وبالتالي موضوع الخرق أو غيره من الملفات الأمنية التي تخص البلدين يعالج في إطار هذه الاتفاقيات واللجان المنبثقة عنها وليس من خلال الحكومة».

وميدانيا، أكد رئيس بلدية عرسال علي الحجيري أن «الخروقات السورية للمنطقة لم تتوقف»، لافتا إلى أن «أهل عرسال باتوا يتصدون لها بغياب قوات الأمن اللبنانية». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «يوم الأحد (أول من أمس) اضطر أهالي عرسال للتصدي لبعض محاولات اختراق الحدود، في ظل عدم اكتراث الحكومة والمسؤولين اللبنانيين لوضعنا ووضع المنطقة وللسيادة اللبنانية ككل. نحن لن نناشد بعد اليوم القوى الأمنية ضبط الحدود لأن لا دولة تحمينا، نحن سنحمي أنفسنا». وأوضح الحجيري أنه «وفي معظم الأحيان تخترق القوات السورية الحدود اللبنانية بداعي التخريب».

وعلى الحدود الشمالية، وبالتحديد في بلدة حنيدر، أفاد سكان في المنطقة بأنه «وفي الساعات الأولى من صباح يوم الأحد الماضي، أطلق الجيش السوري قذيفتين سقطتا داخل الأراضي اللبنانية على بعد 500 متر من بلدة حنيدر قرب موقع للجيش اللبناني ترافق مع إطلاق نار مكثف وبشكل متقطع دون معرفة الأسباب». وقال أحد السكان لـ«الشرق الأوسط»: «بعد ظهر يوم أمس، خرقت عناصر من الجيش السوري السياج الفاصل بين حدود البلدين بنحو 150 مترا وأخذت تبحث في المكان الذي أطلقت إليه القذيفتين وهو عبارة عن أرض وعرة ووديان وهضاب». ولفتت المصادر إلى أن «المشهد عامة يوحي بأن خلافا وقع داخل صفوف الجيش السوري وأن إطلاق النار كان يحصل بين منشقين وعناصر الجيش». وإذ أكدت المصادر «غياب أي تمركز فعلي للجيش اللبناني على الحدود الشمالية»، تحدثت عن «دوريات متنقلة تزور المنطقة كل 4 أيام»، وقالت: «اجتمعنا مع قيادة مخابرات الشمال لإرسال تعزيزات للمنطقة لضبط الحدود، ولكن كل الوعود بقيت في إطار الكلام لا أكثر. نحن نستغرب حتى غياب ردود الفعل عن إطلاق النار على منازلنا وعائلاتنا. الوضع برمته أصبح غير مقبول وكأننا لا نتبع للدولة اللبنانية».

وتطرقت المصادر «للوضع المأساوي الذي يعيشه اللاجئون السوريون في المنطقة خاصة وهم على أبواب فصل الشتاء، فلا مازوت أو ألبسة، وعمل هيئة الإغاثة يقتصر على القيام بدراسات وإحصاءات لا أكثر ولا أقل».