الاتحاد الأوروبي يوسع عقوباته على إيران لانتهاكها حقوق الإنسان

طهران تسعى لإطلاق سراح مواطنيها المعتقلين في أميركا.. وتفرج عن كروبي مؤقتا واثنين من مخرجي «بي بي سي»

TT

بينما تبذل إيران جهدا كبيرا من أجل إطلاق سراح السجناء من رعاياها المعتقلين في السجون الأميركية، بل إنها بادرت أيضا أمس بإطلاق سراح اثنين - من بين خمسة - من مخرجي هيئة الإذاعة البريطانية المحتجزين لدى طهران، في ما وصفه محللون بإشارة «إلى حسن النية».. أقر الاتحاد الأوروبي عقوبات جديدة على إيران وبيلاروسيا، بسبب ما يراه من ارتكاب الدولتين انتهاكات لحقوق الإنسان وقمعهما حركات احتجاجية.

وخلال اجتماع في لوكسمبورغ، أمس، قرر وزراء خارجية دول الاتحاد الـ27 إضافة أسماء 29 إيرانيا و16 بيلاروسيا (من أعضاء نظام الرئيس ألكسندر لوكاشينكو المتورطين في قمع المعارضة) إلى اللائحة الأوروبية للأشخاص الممنوعين من الحصول على تأشيرات لدخول الفضاء الأوروبي والمشمولين بعقوبات تقضي بتجميد أموالهم، وذلك لارتكابهم انتهاكات لحقوق الإنسان في بلديهم، كما أفاد دبلوماسيون غربيون لوكالة الصحافة الفرنسية. كما ندد وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ بما وصفه بـ«الحصيلة المريعة في مجال حقوق الإنسان» في إيران.

كان الاتحاد الأوروبي قد فرض في مارس (آذار) الماضي عقوبات مماثلة على 32 إيرانيا، من بينهم قضاة ومدعون عموميون؛ لانتهاكهم حقوق الإنسان. وتخضع إيران أيضا لعقوبات أوروبية بسبب برنامجها النووي المثير للجدل، الذي يشتبه الغرب في أن طهران تخفي خلف طابعه المدني برنامجا عسكريا، الأمر الذي تنفيه طهران، مؤكدة أن أهدافه سلمية بحتة، لكن العقوبات التي فرضت الاثنين تتعلق «حصرا بوضع حقوق الإنسان».

يأتي ذلك عقب يوم واحد من إعلان وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي، الأحد، أن هناك جهودا تُبذل لإطلاق سراح السجناء الإيرانيين المعتقلين في السجون الأميركية. حيث قال، في تصريح لوكالة أنباء «مهر» الإيرانية شبه الرسمية: «نحن نبذل مساعينا من أجل إطلاق سراح مواطنينا من السجون الأميركية ونتابع هذا الأمر، ونتمنى أن نصل إلى النتيجة المرجوة في القريب العاجل».

يُذكر أن إيران أفرجت مؤخرا عن أميركيين اثنين بعد احتجازهما لأكثر من عامين، عقب توجيه تهم إليهما بالتجسس، وذلك بعد أن اجتازا الحدود في شمال العراق إلى إيران. وكان الإفراج بعد جهود وساطة قامت بها عدة دول، ومقابل كفالة بلغت مليون دولار.

على صعيد متصل، ذكرت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية، أمس، أنه جرى إطلاق سراح اثنين من بين 5 مخرجين كان قد تم احتجازهم لتعاونهم مع الخدمة التلفزيونية الناطقة باللغة الفارسية لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، متابعة أنه تم الإفراج عن ناصر سافاريان ومحسن شاهنازاد مساء السبت بكفالة بلغت 160 ألف دولار لكل منهما.

وقالت وزارة الثقافة التي تنظم العمل الإعلامي عدة مرات إنه يتعين على المراسلين والمخرجين الإيرانيين عدم التعاون مع «بي بي سي»، خاصة أن حكومة طهران تسمح لوسائل الإعلام الأجنبية بتغطية الأحداث الإخبارية المختارة فقط، التي توافق عليها الدولة، منذ المظاهرات التي أعقبت الانتخابات الرئاسية الإيرانية عام 2009، والتي شابتها مزاعم تزوير.

إلى ذلك، قال موقع الزعيم الإيراني المعارض مهدي كروبي على الإنترنت إنه تم الإفراج مؤقتا عن كروبي، الموضوع قيد الإقامة الجبرية، ليقابل أسرته مطلع هذا الأسبوع.. وهي خطوة تشير إلى أن السلطات ربما تخفف من صرامة القيود على رجل الدين المسن بعد احتجازه 8 أشهر، وقال ابنه إنه سمح له بالاحتفال بعيد ميلاده الرابع والسبعين مع أقاربه ليل الجمعة.

ووضع كروبي رهن الإقامة الجبرية منذ فبراير (شباط) الماضي حين دعا «الحركة الخضراء» الإصلاحية إلى دعم الانتفاضات الشعبية التي تجتاح العالم العربي، ودعا بعض نواب البرلمان إلى إعدام كروبي وزميله في الحركة الخضراء مير حسين موسوي - وهو رهن الإقامة الجبرية أيضا - لدورهما في الاحتجاجات الحاشدة ضد انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد لولاية ثانية في يونيو (حزيران) 2009، إلا أن احتمالية أن تتسبب مثل تلك الإجراءات في موجة غضب محلية وعالمية، جعلت السلطات تفضل عزل الرجلين اللذين شغل كل منهما منصبا رفيعا في الجمهورية الإسلامية.