حماس تحذر عباس من العودة إلى المفاوضات وتتهم «الرباعية» بالانحياز لإسرائيل

السلطة وإسرائيل تتمسكان بموقفيهما من المفاوضات وسط محاولات إيجاد صيغة وسط

TT

جددت السلطة الفلسطينية موقفها من العودة إلى المفاوضات، قائلة إنها مستعدة لذلك في أي وقت، لكن شريطة وقف الاستيطان، والاعتراف بحدود 1967 مرجعية لهذه المفاوضات.

وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة «إن الفلسطينيين جاهزون للعودة للمفاوضات مع إسرائيل شرط الوقف التام للاستيطان، واعتراف إسرائيل بحدود عام 1967 مرجعية لعملية السلام». وكان أبو ردينة يرد على تصريحات وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون، التي قالت في ختام اجتماع لممثلين عن اللجنة الرباعية الدولية في بروكسل، إن الرباعية ستدعو الإسرائيليين والفلسطينيين إلى استئناف المفاوضات «في أقرب وقت».

وأوضحت أشتون أن «الرباعية»، التي تضم الولايات المتحدة وروسيا والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، ستدعو الطرفين إلى اللقاء «خلال الأيام المقبلة».

وقالت في بيان «ناقشنا ما ينبغي القيام به لتشجيع شركائنا الإسرائيليين والفلسطينيين على استئناف المفاوضات المعمقة في أقرب وقت». وأضافت «أعتقد أننا أحرزنا تقدما جيدا».

وجاء هذا الاجتماع، بعد اجتماع آخر عقد في 23 سبتمبر (أيلول) الماضي، في نيويورك لإحياء مفاوضات السلام في المنطقة.

ودعت الطرفين للعودة إلى المفاوضات، غير أن تباينا في تفسير البيان بين الفلسطينيين والإسرائيليين حال دون التوافق على الدعوة التي نصت على بدء مفاوضات مباشرة تنتهي باتفاق حتى نهاية 2012، على أن يتم تحقيق تقدم جوهري حول الحدود والأمن في الأشهر الـ6 الأولى، بحيث يعقد مؤتمر دولي في موسكو بعد ذلك.

وفيما اعتبر الإسرائيليون أن البيان لا يحمل أي دعوة لوقف الاستيطان أو الانسحاب إلى حدود 1967، فإن الفلسطينيين يقولون إن ذلك ضُمّن بشكل غير مباشر.

واستند الفلسطينيون إلى فقرتين وردتا في البيان، الأولى تقول إن الرباعية «تؤكد تصميمها على البحث فعليا وجديا عن حل شامل للنزاع الإسرائيلي - العربي على أساس قرارات مجلس الأمن الدولي رقم 242 و338 و1397 و1515 و1850 ومبادئ مدريد، بما في ذلك مبدأ الأرض مقابل السلام وخارطة الطريق والاتفاقات التي توصل إليها الجانبان من قبل».

والثانية تقول «تدعو اللجنة الرباعية الطرفين إلى الامتناع عن القيام بأعمال استفزازية لتكون المفاوضات مجدية. وتذكر اللجنة الرباعية الجانبين بالتزاماتهما الواردة في خارطة الطريق».

وتحاول «الرباعية» الآن تجاوز هذه المعضلة.

ويقول الإسرائيليون إنهم مستعدون لاستئناف المفاوضات المباشرة فورا بدون شروط. ويقول الفلسطينيون إن هذه التزامات على إسرائيل، وليست شروطا.

وفي هذه الأثناء حذرت حماس من «أي استجابة من قبل السلطة الفلسطينية لدعوة الرباعية الدولية بالرجوع إلى خيار المفاوضات»، وقالت إن ذلك «يعتبر منحدرًا ومنزلقًا خطيرًا على حساب الشعب الفلسطيني وثوابته الوطنية، وعلى حساب تعاطف شعوب الربيع العربي مع قضيته العادلة».

وقال فوزي برهوم، المتحدث باسم الحركة «إن عباس حشر نفسه في زاوية المفاوضات التي لم تجلب نفعًا للشعب الفلسطيني، وما زال يخضع القضية الفلسطينية لتجارب أثبتت فشلها على مر السنين».

وأضاف قائلا لـ«المركز الفلسطيني للإعلام» التابع لحماس «آن الأوان لعباس أن يعيد قراءة المواقف من جديد، وأن يرتب الصف الفلسطيني، دون أن يخضع القضية الفلسطينية لتجارب ثبت فشلها، فذلك مضيعة للوقت ويشكل خطرًا على الثوابت».

واعتبرت حماس أن «شروط الرباعية الدولية هي سبب معاناة الشعب الفلسطيني وتحديدًا قطاع غزة، وسبب تدمير العملية الديمقراطية النزيهة التي خاضها الشعب الفلسطيني»، وقالت «إن ما تقوم به الرباعية الدولية بالضغط على الشعب الفلسطيني والسلطة الفلسطينية هو انجرار وراء الرغبة الصهيونية على حساب حقوق الشعب الفلسطيني، ومحاولة بائسة للالتفاف على الحق الفلسطيني». واتهمت حماس الرباعية بـ«الكيل بمكيالين» وقالت إنها «منحازة للعدو الصهيوني علاوة على تسببها في استمرار الحصار».