إضراب الأسرى الفلسطينيين في سجون إسرائيل يتسع في أسبوعه الثالث

هددوا بالتوقف عن تناول الماء.. ومواصلته حتى تحقيق مطالبهم

سلام فياض رئيس الحكومة الفلسطينية خلال لقائه مع عائلات الأسرى الفلسطينيين في سجون إسرائيل في رام الله (أ.ف.ب)
TT

هدد مئات من الأسرى المضربين عن الطعام بالتوقف عن تناول الماء، في خطوة تصعيدية خطيرة، إذا لم تستجب إدارة السجون لمطالب المضربين منذ 15 يوما.

وقال عيسى قراقع، وزير شؤون الأسرى والمحررين، «إن الأسرى المضربين عن الطعام هددوا بالانتقال إلى خطوة أخرى في مسيرتهم الإضرابية بالامتناع عن شرب الماء على طريقة الإضراب الآيرلندي».

وهدد المضربون بهذه الخطوة التصعيدية ردا على الإجراءات التعسفية التي يتعرضون لها، بعدما راحت إدارة السجون تمارس ضدهم سياسة العزل الانفرادي، ومصادرة كافة محتوياتهم الشخصية. أوضح قراقع خلال زيارته لعائلة الأسير أكرم منصور، في مدينة قلقيلية، والذي يقضي حكا بالسجن 33 عاما، ويتسبب في الإضراب عن الطعام أيضا، العقوبات التي بدأت إدارة السجون في فرضها على الأسرى تتمثل في قطع الملح عن الأسرى المضربين، وهو ما يهدد بتعفن أجسادهم وأمعائهم، كوسيلة للضغط عليهم، وسحب كل الأجهزة الكهربائية وعزلهم بشكل مطلق عن العالم، وعزل عدد كبير منهم بشكل جماعي، ونقل آخرين إلى أقسام السجناء الجنائيين، ومنع المحامين من الزيارات، وتكثيف حملات المداهمات والتفتيشات الاستفزازية لغرف وأقسام المضربين.

وبينما كانت إدارة السجون تتوقع تراجع الأسرى بعد التضييق عليهم، فإن مئات آخرين أعلنوا انضمامهم للإضراب اليوم، فيما يتوقع انضمام آخرين.

وقال قراقع إن 420 أسيرا في سجن جلبوع أعلنوا الانضمام إلى الإضراب المفتوح عن الطعام، وتم تشكيل لجنة نضالية بهذا الخصوص مشكلة من كافة القوى السياسية.

ولا ينوي المضربون التراجع حسب ما أعلن بعض قادة الإضراب، قبل أن تحقق مطالبهم التي تتركز على إنهاء سياسة العزل الانفرادي، وإعادة التعليم الجامعي، والقنوات الفضائية، ووقف سياسة تكبيل الأسرى خلال الزيارات، ووقف سياسة العقوبات الجماعية بالحرمان من الزيارات.

وكانت إسرائيل شرعت منذ شهور بتطبيق سياسة عقوبات جماعية على الأسرى، بعد قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سحب «الامتيازات» ردا على رفض حماس السماح للصليب الأحمر بزيارة الأسير الإسرائيلي لديها جلعاد شاليط.

وقال أمين عام الجبهة الشعبية المعتقل في سجن نفحة، أحمد سعدات، إن الإضراب متواصل ولن يتوقف ما دامت إدارة سجون الاحتلال تواصل ممارساتها القمعية ولا تستجيب لمطالب الأسرى وعلى رأسها إنهاء سياسة العزل الانفرادي.

ويخوض سعدات الإضراب مع غيره من رموز الحركة الأسيرة، بينهم أسرى قدامى، وهو ما أثر سلبا على وضعهم الصحي، بحسب قراقع، الذي طالب باعتبار يوم غد، يوما وطنيا وشعبيا لمناصرة الأسرى في سجون الاحتلال.

وقال «يجب أن يتحول هذا اليوم إلى يوم للإنسانية جمعاء في الدفاع عن كرامة وحرية الأسرى الذين يخوضون معركة الوفاء والحرية بأمعائهم الخاوية وإرادتهم الصلبة ضد سياسات حكومة الاحتلال التي تنتهك كل الأعراف والقوانين الدولية».

من جهته، اتهم فهد أبو الحاج، مدير عام مركز أبو جهاد لشؤون الحركة الأسيرة في جامعة القدس، في تصريح تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية بالتخطيط لقتل سعدات الذي يقبع في زنازين العزل الانفرادي منذ اعتقاله عام 2006، وذلك عبر اتباعها للعديد من الوسائل غير المباشرة لقتله.

وقال أبو الحاج «إنه علاوة عن وضع سعدات رهن العزل الانفرادي والتضييق عليه وحرمانه من أبسط الحقوق الإنسانية، ومنعه من الزيارة، قامت مصلحة السجون مؤخرا بمحاولة قتله، بعد أن يئست من تحقيق تلك النتيجة عبر اتباعها للإجراءات السابقة، وذلك عبر وضع الأفاعي له في زنزانة العزل».

ويتضامن عشرات من الفلسطينيين في الضفة وغزة مع الأسرى، بعدما أعلنوا إضرابا عن الطعام في خيم نصبت في المدن الرئيسية.

وانضم إلى هؤلاء، متضامنون أجانب، رفعوا شعارات «لستم وحدكم». وأمس، انضم 3 متضامنين أجانب وواحد مصري إلى آخرين مضربين عن الطعام في خيمة مقامة أمام مقر الصليب الأحمر الدولي بغزة.

ويقبع في السجون الإسرائيلية نحو 6000 أسير فلسطيني موزعين على 22 سجنا ومعسكرا داخل إسرائيل، بينهم 38 أسيرة، و285 طفلا قاصرا، و270 معتقلا إداريا، و22 نائبا من المجلس التشريعي و20 أسيرا في العزل الانفرادي و143 أسيرا يقضون أكثر من 20 عاما في السجون إلى ذلك، تقدمت دولة فلسطين بطلب رسمي إلى الأمانة العامة للجامعة العربية لعقد اجتماع غير عادي لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين لبحث موضوع التصعيد الإسرائيلي بحق الأسرى في سجون الاحتلال. وتضمنت المذكرة التي أرسلتها المندوبية العامة لدولة فلسطين، أمس، إلى الجامعة العربية لطلب هذا الاجتماع العاجل، الإشارة إلى أنه يهدف إلى مناقشة «وضع الأسرى في سجون الاحتلال في ظل الهجمة الشرسة الإسرائيلية بحقهم وما تتخلله من إهمال وحرمان وتعذيب ومصادرة كافة حقوقهم، الأمر الذي دفعهم لخوض معركة الأمعاء الخاوية». وذكرت مصادر فلسطينية أن هذا التحرك يأتي لتنسيق الجهود والقيام بتحرك عربي جماعي على الصعيد الدولي والإقليمي دعما لقضية الأسرى القابعين في سجون الاحتلال، الذين مضى عن إضرابهم 14 يوما.