3 مفاجآت في الانتخابات التمهيدية لليسار الفرنسي

منافس ساركوزي قد يكون رئيس الجمهورية المقبل

TT

يتوجه ناخبو اليسار مجددا إلى صناديق الاقتراع يوم الأحد القادم للفصل بين المرشحين الاشتراكيين اللذين احتلا المرتبتين الأولى والثانية في الدورة الأولى من الانتخابات التمهيدية وهما فرنسوا هولند، أمين العام للحزب الاشتراكي السابق ومارتين أوبري، أمينته العامة الحالية ووزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل السابقة وابنة رئيس المفوضية الأوروبية الأسبق جاك ديلور.

وأهمية الدورة الثانية أن الاسم الذي سيخرج فائزا منها من المرجح أن يكون رئيس الجمهورية الفرنسية القادم الذي سينافس الرئيس الحالي نيكولا ساركوزي والمرجح له أن يهزمه وفق ما تفيد به كل استطلاعات الرأي المتواترة منذ عدة أشهر.

ووفق ما كان متوقعا، فقد حل فرنسوا هولند الذي يمثل اليسار الوسطي المعتدل في المرتبة الأولى بحصوله على نسبة 38.8% من الأصوات بينما حصلت أوبري، المدافعة بقوة عن قيم الاشتراكية التقليدية والعدالة الاجتماعية على 30.4% من الأصوات. أما المفاجأة الكبرى فقد جاءت من جانب أرنو مونتبورغ، الواقع على يسار الخريطة الاشتراكية الذي كذب كل استطلاعات الرأي وحقق نسبة لم يتوقعها أحد له إذ حصل على 16.6% ما يجعله إلى حد ما حكما في الدورة الثانية. أما الانتكاسة الكبرى فقد ضربت سيغولين رويال، مرشحة الاشتراكيين في الانتخابات الرئاسية السابقة إذ أنها لم تصل إلى عتبة 7% من الأصوات. وحصل المرشح الاشتراكي الخامس مانويل فالس على 5.6% وسارع منذ مساء الأحد إلى دعوة ناخبيه إلى الاقتراع لصالح هولند. ويعد فالس على يمين الخارطة الاشتراكية بينما مواقع رويال مائعة ومتقلبة بين يمينها ويسارها.

ورغم التقدم الذي حققه هولند على منافسته، فإن معركة الدورة الثانية غير محسومة، لا، بل إنها ربما حملت مفاجأة كبرى قد تتمثل بتقدم أوبري وفوزها بالمبارزة القادمة. ويعود السبب في ذلك إلى أن «خزان» الأصوات الذي يستطيع هولند أن يغرف منه قد لا يمكنه حسابيا من أن يسبق منافسته التي تؤكد على تجذرها في الاشتراكية وعلى تجربتها الوزارية الطويلة وعلى قدرتها على إلحاق الهزيمة بمرشح اليمين نيكولا ساركوزي.

وحتى الآن، كان مانويل فالس الوحيد الذي دعا صراحة لانتخاب هولند. غير أن فالس «لا يملك» سوى أقل من 7% من الأصوات في حين أن «بيضة الميزان» هي أصوات مونتبورغ الذي سبق له أن هاجم فالس وسياسته متهما إياه بأنه «مؤهل» للانضمام إلى صفوف حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية اليميني الحاكم. ومن الناحية المنطقية، يمكن تصور أن ناخبي مونتبورغ يجدون أنفسهم أقرب إلى أوبري وإلى مواقفها وسياساتها. وبأي حال، دعا كل من المرشحين الرئيسيين الحزب الاشتراكي واليسار إلى الالتفاف حوله لأنه المرشح الأوفر حظا في التغلب على ساركوزي.

غير أن علامة الاستفهام كبرى ترتسم فوق سيغولين رويال التي لم تخف خيبتها من نتيجتها أول من أمس. وأعلنت رويال وهي رفيقة درب فرنسوا هولند السابقة ووالدة أولاده الأربعة أنها ستدعو ناخبيها إلى الاقتراع للمرشح الأقرب إلى مواقفها. وليس سرا أن العلاقات بين هولند و«زوجته» السابقة ليست في أفضل حال. وبعد فترة من التنافس الحاد بينها وبين أوبري على تزعم الحزب الاشتراكي، «تطبعت» العلاقات بين المرأتين التي تجسد كل منهما أسلوبا مختلفا على المسرح السياسي الفرنسي.