أمين العاصمة المقدسة: إذا أغلقنا ملف العشوائيات فسنكسر حاجز الـ 10 ملايين حاج ومعتمر سنويا

قال إن الخطط في مكة تستشرف نصف قرن قادم

يجري العمل على تحويل مكة المكرمة إلى المدينة الأجمل على مستوى العالم من ناحية البنية التحتية والتخطيط العمراني والخدمات (تصوير: خضر الزهراني)
TT

أكد الدكتور أسامة البار، أمين عام العاصمة المقدسة، أن الخطط التطويرية التي وضعت للعاصمة المقدسة تستشرف نصف قرن قادم من الزمان، حيث وضعت لها الاستراتيجيات والأهداف والأبعاد، موضحا أنه بالانتهاء من ملف العشوائيات سيكسر حاجز الـ10 ملايين حاج ومعتمر سنويا.

وقال البار في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «بداية الوقائع الميدانية استشرفت العديد من الرؤى وبنيت على كم هائل من الدراسات، لمواجهة كافة التحديات، وما هي التحديات للجهات ذات العلاقة في الرسالة التي تحملها»، مضيفا أن «التخطيط حدد الرؤية نحو مكة المكرمة، وفيما نريد العاصمة المقدسة أن تكون بعد نصف قرن من الزمان، لذا بدأنا أكبر عدد ممكن من ورش العمل، ووضعنا رؤية ورسالة وأهدافا، وبدأنا بكيفية تنفيذ الواقع الداخلي لأمانة العاصمة، مستندين فعليا على تقنية المعلومات، بحكم أنها العصب الرئيسي في أي جهاز في العالم».

وحول ماهية المخطط الهيكلي للعاصمة المقدسة، أفاد البار بأنه «كان هناك مخطط هيكلي للعاصمة المقدسة في عام 2000، وحدث المخطط الهيكلي في ما بعد في عام 2004، ومن ثم تم تحديثه مرة أخرى في عام 2007، وهو مخطط يحدد المسارات الرئيسية ومجالات الطرق الرئيسية والمداخل، وتفصيليا، كان لا بد أن يكون هناك مخطط شامل، وهو ما حملته نيابة عنا هيئة تطوير مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر سابقا، وهو ما سيعلن عن الانتهاء منه قريبا، وهو مخطط مبني على رؤية الأمير خالد الفيصل أمير مكة، وهو الذي يقود عملية التحديث للعاصمة المقدسة، وبقية مدن المنطقة».

وبين أن عملية تحديث العاصمة المقدسة، ليس من مزاياها أنها نظرية فقط، بل نجدها رؤية نظرية بآليات تطبيقية تساعد على تنفيذها، بحيث لا تصبح المخططات سواء كانت الشاملة أو الهيكلية، حبيسة الأدراج ولا يتم تنفيذها إلا عبر عقود، وما يريده أمير المنطقة هو أن تتحول مكة المكرمة إلى المدينة الأجمل على مستوى العالم، من ناحية البنية التحتية والتخطيط العمراني، والخدمات وتقديمها.

وأفاد أمين العاصمة المقدسة أن «مكة مدينة جاذبة، وفي ظروفنا الحالية نستقطب نحو 10 ملايين حاج ومعتمر سنويا، ونحن نتطلع إلى أرقام تفوق تلك الأرقام مستقبلا، خصوصا مع التطورات الحاصلة في هيكل المدينة، وبخاصة بعد تطوير المناطق العشوائية، في بادرة ضخمة وكبيرة، وهو ما سيغير بحول الله وجه العاصمة المقدسة بالكامل».

وأضاف البار: «إننا حين نتكلم عن تطوير المناطق العشوائية نتحدث عن خطط بعيدة المدى، ومع ذلك فإن الأمانة وضعت خططا قصيرة المدى لمدة 5 سنوات قادمة، لتسريع عملية التطوير بالمشاركة مع القطاع الخاص»، مفيدا بأن «معظم المشاريع في العاصمة المقدسة هي مشاريع مجدولة مسبقا وتتسق مع عمليات التطوير المعدة، مثل مشروع قطار الحرمين على سبيل المثال»، موضحا أن «كل المشاريع التطويرية معلنة وتصب بشكل رئيسي في خدمة العالم الإسلامي والقاطنين في العاصمة المقدسة».

وأضاف البار أن هناك اجتماعا سنويا لمناقشة الخطة العشرية التي أقرها الأمير خالد الفيصل قبل سنتين، ومعرفة أين نقف من تنفيذ جميع المشاريع التي أقرت فيها، وما هي المدة المتبقية في تنفيذ كل تلك المشاريع المعلنة.

وقال البار: «حينما كنا نخوض غمار الدراسات الاستشارية والميدانية، ظن البعض أننا نعيش في الأبراج العاجية، ومع ذلك ما زلت أزعم أن معهد خادم الحرمين الشريفين، هو معهد بحثي تطبيقي، لم يكن تنظيريا، والقائمون على المعهد هم على دراية كاملة بكل ما يمس قضايا الحج».

وأردف أمين العاصمة المقدسة قائلا: «إن الساحة الميدانية للحج هي مكة المكرمة، ومن تراكم الخبرات والدراسات والاستشارات، وكان جل التحديات في تطبيق كثير من الدراسات الاستشارية والنظريات التي تحولت في ما بعد إلى حلول عملية جبارة خاصة لمشاكل الزحام التي تواجه الحجيج والمعتمرين، أو القاطنين في العاصمة المقدسة».