نمو توزيع الصحافة الورقية ومداخيلها في آسيا وحوض المحيط الهادي

رغم غلبة المنافسة الإلكترونية في أوروبا وأميركا الشمالية

TT

«أضحى حالها حال الشمس.. يزداد انتشارها شرقا ويتقلّص غربا». هذه هي حكاية الصحافة الورقية كما اتفق خبراء ومتابعون شاركوا في المنتدى العالمي للصحف ومحرّريها، الذي أكمل جلساته مؤخرا في العاصمة النمساوية فيينا، مختتما بتقديم تقرير تضمن مسحا مثيرا للجدل حول وضع الصحافة الورقية.

بنظرة عامة يتضح أن الصحافة الورقية، بكل المقاييس وعلى الرغم من تطور التقنيات الإلكترونية، ليست مريضا يحتضر، بل هي منتج مرغوب فيه، له عشاقه المخلصون. ومع أنه يسجّل انخفاضا واضحا في حجم توزيع الصحف والمجلات الورقية في مختلف أنحاء العالم، عموما، فقد سجلت نسبة توزيعها ارتفاعا في منطقة آسيا وحوض المحيط الهادي بنسبة 7% عن العامين الماضيين. وفي التفصيل، انخفض توزيع الصحف في الولايات المتحدة بنسبة 11% على أساس سنوي، و17% على مدى 5 سنوات، وبالتالي انخفض مدخول الإعلانات في الصحف الأميركية بنسبة 17% لفترة 5 سنوات، وإن ارتفع بنسبة 1% العام الماضي. وفي أوروبا انخفض توزيع الصحف الورقية بنسبة 12% على مدى 5 سنوات، لكنه أيضا ارتفع بنسبة 2% في العام الماضي. من ناحية أخرى، وسط احتدام الجدل حول أيهما أسهل، قراءة النسخة الإلكترونية أم النسخة الورقية، تشير الأرقام إلى أن الصحف الورقية ما زالت متقدمة، إذ يصل عدد قرائها إلى 2.3 مليار مقابل 1.9 مليار للصحافة الإلكترونية. ولكن الأهم أن أسرع أسواق العالم نموا، أي آسيا وحوض المحيط الهادي وأميركا اللاتينية، تشهد تزايدا في مداخيل الصحافة الورقية عاما بعد عام، مقابل تراجع هذه المداخيل في أميركا الشمالية وأوروبا. أما أطرف ما بينته الأرقام فهو أنه بعكس ما يتخيّل كثيرون، تتصدر اليابان حيث لا يكاد يخلو بيت من جهاز كومبيوتر، قائمة أعلى توزيع للصحف الورقية بمتوسط 461 ألف نسخة يوميا، تليها النمسا بمتوسط 162 ألف نسخة. ومن حيث حرص القراء ولو على قراءة صحيفة واحدة يوميا، جاءت آيسلندا في المرتبة الأولى بنسبة 96%، فاليابان بنسبة 92%، ثم النرويج والسويد وسويسرا بنسبة 82%، تلتها هونغ كونغ 80%.