عميد الأسرى المحررين لـ«الشرق الأوسط»: آن أوان السلام

المحررون بينهم 5 من فلسطينيي 1948 وواحد من الجولان

إسماعيل هنية في انتظار الأسرى المحررين عند معبر رفح أمس (أ.ب)
TT

بعد أن عبر عميد الأسرى الفلسطينيين، سامي يونس، عن فرحته بحريته وحزنه على أن الصفقة لم تكتمل بعد، صرح بأنه يرى أملا بألا يقتصر التفاهم بين إسرائيل وحماس على صفقة تحرير أسرى. وقال في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إنه «آن الأوان لتحقيق السلام بين إسرائيل وسائر فصائل الشعب الفلسطيني، لما فيه مصلحة الشعبين».

ويونس، هو من مواطني إسرائيل (فلسطينيي 1948) ويعتبر أكبر الأسرى سنا في السجون الإسرائيلية (من مواليد 1933)، وقد اعتقل قبل 29 عاما وأدين بقتل جندي إسرائيلي وحكم عليه بالسجن المؤبد. ورفضت إسرائيل تحريره في الصفقات السابقة. ولكنه تحرر في هذه الصفقة من سجن مجدو، أمس، ووصل إلى بلدته عرعرة في منطقة المثلث. وكان في استقباله المئات من أبناء عائلته وأصدقائه والسياسيين. وفي لقاء قصير معه، قال لـ«الشرق الأوسط»: «أحمل إلى شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية بأسرها، تحيات الأسرى من داخل السجون، وأقول لكم شكرا. شكرا لحركة المقاومة الإسلامية حماس وإلى كل من ساهم في تنفيذ صفقة التبادل، من جمعيات أو مؤسسات أو محامين أو تنظيمات، وأرفع التحية والشكر لعائلتي وزوجتي التي وقفت إلى جانبي كل هذا الوقت صابرة مرابطة، كما أحيي الأسيرين أبناء العائلة كريم وماهر يونس اللذين بقيا في السجن. وفرحتنا لن تتم حتى نتوحد في ظل الحرية، وأقول لكل الأسرى إني لم أتحرر لأنعم بأحضان عائلتي فحسب، بل سأعمل بكل قواي حتى يتحرر جميع الأسرى».

وأضاف يونس: «قصتنا هي رواية شعب يحب الحياة يجب إيصالها لكل العالم. فمن حق الشعب الفلسطيني إعادة كامل حقوقه، وصفقة تبادل الأسرى إنجاز كبير، لكنها لم تكتمل. نحن نعيش في وطننا وتحكمنا دولة لا تفهم لغة الحق إنما القوة، ومن حق شعبنا تحرير الأسرى وواجبهم تحريرهم. وأنا أناشد باسم كل الأسرى الدول العربية أن تعمل من أجل ضمان السلام من أجل أولاد الشعبين. فخسارة على كل نقطة دم تراق. يجب إقامة دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل. وأنا واثق بأن التغيير في العالم العربي سيوفر لشعبنا فرصا أكبر لإقامة الدولة الفلسطينية وضمان السلام. ولكن شعبنا عبر عن رغبته الصادقة في السلام منذ أن مد (الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر) عرفات يده للسلام رافعا غصن الزيتون. وما تبقى سوى أن يتجاوب الإسرائيليون، فيكفون عن احتلال الضفة والاستيطان».

وكانت الصفقة قد ضمت 5 أسرى من فلسطينيي 48 (في البداية تحدثوا عن ستة، وتبين أن إسرائيل تضمنهم أسيرا سوريا من الجولان المحتل، لأنها تعتبر الجولان مثل القدس الشرقية «جزءا لا يتجزأ من إسرائيل»). والأسير السوري المحرر هو وئام عماشة، ابن قرية بقعاثا المحكوم منذ سنة 2005 بالسجن لمدة 30 عاما، وتم إطلاق سراحه إلى بلدته المحتلة، أمس). والخمسة هم: محمد جبارين من أم الفحم، وسامي يونس من عرعرة، ومخلص برغال من اللد، ومحمد زيادة من الرملة، وعلي عمرية من قرية إبطن. وقد استقبلوا جميعا باحتفالات محلية متواضعة، التزاما بقرار لجنة المتابعة العليا بألا تقام احتفالات ضخمة إلا بعد أن تتجاوب سلطات السجون مع مطالب الأسرى المضربين عن الطعام. وفي بقعاثا السورية، ارتفعت الأعلام السورية والفلسطينية لدى استقبال الأسير المحرر، عماشة.