تركيا تقدم اعترافا واقعيا بالمجلس الوطني السوري.. والاعتراف القانوني ينتظر التوقيت

داود أوغلو: سياسة تصفير المشاكل مستمرة مع جميع الدول ما عدا سوريا

TT

حظيت المعارضة السورية باعتراف تركي بـ«الوجود» بعد إجرائها أول اتصال علني مع الحكومة التركية، وتحديدا مع وزير الخارجية أحمد داود أوغلو الذي وجه مجموعة «نصائح» إلى المعارضين السوريين أبرزها ضرورة الحفاظ على «سلمية المعارضة»، بالإضافة إلى المطلب التركي الدائم بـ«الوحدة في صفوفها». وأشارت مصادر تركية لـ«الشرق الأوسط» إلى أن الاعتراف بالمجلس الوطني «قيد الدرس جديا» في أنقرة، معتبرة أن القرار الذي سيتخذ بشأنه سيراعي «الظروف القائمة ومدى مساهمة هذه الخطوة في المساعدة على إنهاء سفك الدماء الجاري في سوريا».

وقالت مصادر دبلوماسية تركية إن داود أوغلو حض «المعارضة على استخدام الوسائل السلمية في جهود مكافحة نظامها»، قائلا: «ينبغي التعبير عن المطالب العادلة من خلال الوسائل المشروعة والسلمية»، مشددا على أنه «يتوجب على المعارضة أن تحمي وحدة البلاد والعمل من أجل التحول الديمقراطي من خلال السبل السلمية».

ووصف عضو المجلس الوطني عبيدة نحاس أجواء اللقاء مع أوغلو بأنها كانت «جيدة للغاية»، مشيرا إلى أن «تركيا أعربت عن دعمها للمجلس الوطني»، وموضحا أن «داود أوغلو أطلع وفد المجلس على الجهود الدبلوماسية التي تقوم بها بلاده في المحافل الدولية من أجل القضية السورية». وقال نحاس إن «الاعتراف نوعان، اعتراف بالوجود واعتراف قانوني»، مشيرا إلى أن الاعتراف الثاني يستوجب من الدول التي تقوم به أن تقفل سفارتها في دمشق وتقطع الاتصال مع النظام، وهو أمر يدخل في حسابات كل دولة وفقا لمصالحها». وأوضح نحاس أن «المعارضة السورية طلبت رسميا من تركيا الاعتراف بالمجلس الوطني ممثلا شرعيا وحيدا للشعب السوري».

وأوضح مشاركون في الاجتماع لـ«الشرق الأوسط» أن داود أوغلو الذي استبق اللقاء مع وفد المعارضة باتصال هاتفي مع الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، أوضح أنه طلب من العربي «استقبال وفد المجلس الوطني ومحاورته بشأن مطالب المعارضة».

وفي خطوة لافتة، لا تخلو من الدلالات، انتقل وفد المعارضة السورية برئاسة برهان غليون من أنقرة إلى طرابلس الغرب مباشرة بعد الاجتماع مع أوغلو، حيث سيلتقي مسؤولين في المجلس الوطني الانتقالي الذي كان المعترف الوحيد بالمجلس الوطني السوري ممثلا للشعب السوري من أجل تسلم السفارة السورية في طرابلس الغرب وبدء العمل من خلالها. وقالت مصادر في المعارضة السورية إن الزيارة تهدف إلى شكر المسؤولين الليبيين على الاعتراف بالمجلس الوطني، حيث كانت ليبيا أول دولة تعترف بالمجلس الوطني السوري، وتغلق سفارة سوريا فيه. وقالت المصادر إن الوفد سيطلب تسليم مبنى السفارة السورية للمجلس الوطني، وذلك من أجل أن تكون أول سفارة سورية يديرها المجلس الوطني السوري.

وكانت صحيفة «يني شفق» المقربة من حزب العدالة والتنمية نقلت عن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو قوله «إنه ذهب للقاء الرئيس السوري بشار الأسد 16 مرة»، مشيرا إلى أن سياسة تصفير المشاكل مستمرة مع كل الدول عدا سوريا. وأضاف «في الاجتماع الأخير حذرنا سوريا واتفقنا على خريطة طريق من 14 مادة، وكانت تشمل المبادرة خطوات منها توسيع مجال الحريات وإجراء انتخابات حرة والاعتراف بالهوية الكردية. لكنهم لم يطبقوا أي واحدة منها»، مشددا على أن «تركيا لن تكون في أي تحالف مع أي بلد يظلم شعبه»، كما رفض مقولة أن سياسة تصفير المشكلات قد انتهت، معتبرا أنها «مستمرة مع جميع الدول ما عدا سوريا».