الجيش الأميركي ينهي انسحابه من نينوى شمالا وميسان جنوبا

مقرب من المالكي ل «الشرق الأوسط» ـ: إمكانية منح حصانة دبلوماسية لمن يبقى

عراقيون يعاينون أمس الدمار الذي خلفه تفجير استهدف متجرا في بغداد الليلة قبل الماضية (أ.ب)
TT

أعلنت الحكومة العراقية أن الجيش الأميركي في العراق يواصل انسحابه من العراق بموجب الاتفاقية الأمنية الموقعة بين البلدين عام 2008. وقال الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية علي الدباغ في تصريح صحافي مكتوب صدر في ساعة متأخرة من مساء أول من أمس وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه إن «القوات الأميركية تواصل إخلاء القواعد العسكرية وسحب جميع عديدها وعتادها تمهيدا لتسليمها إلى الحكومة العراقية»، مبينا أنه «تم إخلاء 485 قاعدة وموقعا عسكريا».

وأكد الدباغ أن «عدد القواعد الأميركية المتبقية يبلغ 20 قاعدة عسكرية»، مشيرا إلى أن «هذه الخطوة تؤكد نجاح تنفيذ الاتفاقية الأمنية» التي كانت قد وقعتها الحكومة العراقية عام 2008 مع حكومة الولايات المتحدة أواخر عهد الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الابن.

وكانت محافظة ميسان جنوب العراق هي المحافظة الأولى التي خرج منها الجيش الأميركي بالكامل الأسبوع الماضي عندما قام بتسليم قاعدة البتيرة هناك إلى الجيش العراقي، تليها محافظة نينوى شمال العراق، التي غادرتها آخر المجموعات العسكرية أمس. وقال النائب في البرلمان العراقي أحمد الجبوري في مؤتمر صحافي عقده أمس في مبنى البرلمان مع عدد من نواب محافظة نينوى إن «محافظة نينوى تحتفل اليوم (أمس) بخروج آخر جندي أميركي منها». وطالب الجبوري في الوقت نفسه البرلمان العراقي بإصدار عفو عام عن المعتقلين «الذين قاوموا الاحتلال من دون أن يستهدفوا الدم أو المال العراقي»، كما طالب بإصدار «تشريع خاص يقضي باعتبار شهداء المقاومة شهداء للعراق ومنح أسرهم الحقوق والامتيازات أسوة بشهداء الأجهزة الأمنية». ودعا الجبوري رئيس الوزراء نوري المالكي بوصفه القائد العام للقوات المسلحة إلى أن يعيد «جميع المفصولين من أبناء القوات المسلحة الذين أجبروا على ترك الخدمة بسبب الظروف القاهرة التي طالتهم جراء الاحتلال والإرهاب».

ويأتي الإعلان عن إخلاء هذا العدد الكبير من المواقع والقواعد العسكرية التي كان يتخذها الجيش الأميركي مقرات له إلى الجانب في العراقي في وقت لا يزال فيه الجدل السياسي قائما بين واشنطن وبغداد حول توصيف من يتبقى من الجنود الأميركيين بصفة مدربين في العراق بعد الانسحاب الأميركي نهاية العام الحالي من جهة، وبين القوى والكتل السياسية من جهة أخرى. وفي هذا السياق أعلن سامي العسكري عضو البرلمان العراقي عن دولة القانون والمقرب من رئيس الوزراء نوري المالكي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «من المتوقع أن ينهي الأميركيون انسحابهم من العراق نهاية الشهر المقبل، ربما قبل الموعد النهائي للانسحاب، وهو نهاية هذا العام، لا سيما أن إجراءات الانسحاب ماضية طبقا للجدولة المتفق عليها بين الطرفين، وهو أمر لا جدال فيه ولا جديد أيضا».