الرموز الانتخابية تثير روح الدعابة لدى المصريين

تناثرت بين المكنسة والمكواة والدش والبطيخة والنجفة

TT

اقتحمت مفردات الحياة المنزلية عالم الانتخابات البرلمانية التي يستعد المصريون للاقتراع عليها الشهر المقبل، فتحولت أدوات مثل المكواة، النجفة، الثلاجة، الخلاط، مروحة السقف، المكنسة الكهربائية، براد الشاي.. ومعها باقة من الفاكهة مثل الموز والعنب والبطيخة - إلى رموز للمرشحين. وعلى الرغم من أن هذه الرموز تثير حفيظة وانتقادات بعض المرشحين، فإنها تفجر روح الدعابة والسخرية لدى أغلب المصريين.

واحتل رمز «دش الحمام» - من بين 149 رمزا انتخابيا حددتها اللجنة العليا للانتخابات - بورصة النكات اللاذعة للمرشحين، من قبيل: مرشح الدش، أو «المرشح عايز يستحم». كما انطلقت نكات أخرى ساخنة مثل «المرشح مكرمش عايز يتفرد» نسبة لرمز المكواة، أو «الانتخابات هتطلع قرعة» نسبة لرمز البطيخة. يقول الشاب خالد عبد المنعم (طالب في كلية الصيدلة): «حينما شاهدت جدول الرموز المنشور في الصحف القومية لم أستطع أن أتمالك نفسي من الضحك على العديد منها، والتي يمكن أن نقول إنها رفعت شعار (ربات البيوت)، فالرموز بها عدد كبير من الأدوات المنزلية التي سيتخذها المرشحون كرمز انتخابي». ويندهش قائلا: «هل يعقل، مع القرن الواحد والعشرين، ما زالت هناك رموز مثل هذه تستخدم في العمليات الانتخابية؟ فأنا لا أتخيل مثلا أن أرشح نفسي في الانتخابات وأقول للناخبين (أنا أنا إبريق الشاي.. إيدي كده، بوزي كده، أصب الشاي وأرجع كده)»، (في إشارة إلى أغنية شهيرة للأطفال انتشرت في فترة الثمانينات)».

بينما تقول هديل المصري، (موظفة في شركة طيران)، ضاحكة: «من أكثر الرموز التي أضحكتني رمز الموز والتفاحة والعنب، ويا حبذا إذا كان من سيحصل على هذا الرمز مرشحة سيدة.. للأسف ستتعرض لتعليقات كثيرة سخيفة منها الست تفاحة، والبعض ممكن أن يغني لها أغنية (العنب العنب العنب) الشهيرة لسعد الصغير والراقصة دينا، وسأشفق عليها كثيرا إذا جاءها رمزها الموز لأنها ببساطة ستحرف بخفة دم المصريين إلى (مزة) أي الجميلة المثيرة».

بينما لم يستطع محمد عباس، (المرشح في انتخابات مجلس الشعب عن ائتلاف شباب الثورة، أحد أعضائه البارزين)، أن يتمالك نفسه من الضحك بشدة حينما عرف أن هناك رمزا اسمه «دش الحمام» قائلا لـ«الشرق الأوسط»: «أعتقد أن هذا الرمز هو الذي سيصيب من يأخذه في مقتل، ولكم أن تتخيلوا حجم الإفيهات التي ستنطلق مع هذا الرمز وصاحبه من قبيل(خدلك دش وانت في اللجنة)، وغيرها من التعليقات المثيرة للضحك».

لهذا، يتمنى عباس ألا يصادف ائتلاف شباب الثورة هذا النوع من الرموز، حيث ما زال الائتلاف يعمل على تنظيم قوائمه في شكلها النهائي، قائلا: «أعتقد أنه لو لم يحالفنا الحظ في الحصول على رمز معقول ومقبول بدرجة كبيرة فإننا سنلجأ إلى الاعتراض، لأن بعضها بالفعل قد يكون مسيئا لأشخاص لا ذنب لهم».

وبينما ضمت قائمة الرموز الانتخابية العديد من أنواع الفاكهة الأخرى مثل: البرتقال، التفاح، المانجو، الكمثرى.. فقد احتوت كذلك على بعض الرموز غير المتداولة بين العامة، خاصة تلك الشريحة التي تستهدفها هذه الرموز وهم الفئة غير المتعلمة التي تشير بعض الإحصاءات إلى أنهم يمثلون ما يزيد على 35% من إجمالي من لهم حق الترشيح.. ومنها «مضرب التنس، الشرشرة، السلم النقال»، بينما ألغيت رموز الحيوانات التي كانت مستخدمة من قبل كالأسد، الهدهد، الحصان، الغزالة. وهو ما يعتبره حافظ أبو سعدة، رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، تصرفا غير مبرر، قائلا: «الكثير من دول العالم ما زالت تتخذ بعض أنواع الحيوانات رمزا في عملياتها الانتخابية، مثل الولايات المتحدة الأميركية التي يتخذ فيها الحزب الجمهوري رمز الفيل، بينما الحزب الديمقراطي رمز الحمار! ومع أسوأ الفروض فإنه مدعاة للسخرية بالطبع أن يكون هناك رمز للمكواة، أو الخلاط، أو الدش، فهي رموز مسيئة لأصحابها.. فهل يعقل أن تدور ميكرفونات الدعاية الانتخابية للمرشح وتقول انتخبوا (البطيخة)، أو انتخبوا (المكواة أو السخان)، أو أن يكون المرشح قوي البنية مثلا ورمزه (الفراشة)!».

ويكشف أبو سعدة قائلا: «لقد أقيمت العديد من الدعاوى القضائية من قبل المرشحين أيام انتخابات 2010 و2005 بسبب الرموز ورفضهم لها، وأذكر أن أحد المرشحين عن الإخوان المسلمين جاء رمزه على شكل (مسدس)، وكان في ذلك الوقت (الإخوان) يواجهون تهما تتعلق بالإرهاب، فاعترض بشدة على هذا الرمز وقال (هل تريدون إثبات تهمة علي؟!)».