مطرانية الأقباط بأسوان تنشر بيانا مدفوع الأجر لتوضيح حقيقة كنيسة الماريناب

اعتبرت أن ما حدث له دلالات خطيرة وشككت في مصداقية الإعلام

TT

نشرت مطرانية الأقباط الأرثوذكس في أسوان بيانا إعلاميا مدفوع الأجر، يعد الأول من نوعه في الإعلام المصري، تشرح فيه حقيقة ما دار من لغط حول كنيسة الماريناب التي اندلعت بسببها أحداث ماسبيرو في القاهرة منذ أكثر من أسبوع.

وقال الأنبا صليب إلياس الديك، وكيل مطرانية الأقباط الأرثوذكس في إدفو (المركز الذي تقع به كنيسة الماريناب بمحافظة أسوان)، لـ«الشرق الأوسط»: «كان من المهم أن يعرف الشارع المصري والرأي العام ككل حقيقة ما يثار من لغط في وسائل الإعلام التي لا تقول الحقيقة، مما جعل الناس في حالة من البلبلة والحيرة والتشويش».

وتابع الأنبا صليب قائلا: «لجأنا إلى نشر البيان في إحدى الصحف القومية (الأهرام) لأنها الأوسع انتشارا بين المصريين من ناحية، ومن ناحية أخرى، في ظل حالة من التعمد بالتكتيم، التي يمارسها علينا الإعلاميون والمذيعون بالفضائيات خاصة في القنوات الحكومية، تجاه ما نقول وما نفنده من مزاعم ملصقة بنا وبالكنيسة، لدرجة أننا أنشأنا صفحة على موقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك) باسم المطرانية وكنيسة الماريناب نشرح فيها الحقيقة، لكن كل هذا يتم تجاهله عن عمد.. وبالتالي، قررنا أن ننشر بيانا مدفوع الأجر للرأي العام حتى تصل الحقيقة لكل الناس».

أما بيان المطرانية المنشور والموقع باسم الأنبا هيدرا، مطران أبراشية أسوان (الذي تعذر الوصول إليه نظرا لاعتكافه) فقد جاء نصه كالتالي: «إن قرية الماريناب بها كنيسة باسم أمير الشهداء مار جرجس ويصلى فيها منذ أكثر من أربعين عاما ويوجد بها أكثر من مائتي مسيحي، حيث يقيم الآباء الكهنة القداسات الإلهية مع خدمة بعض القرى المجاورة.. وكذلك قمت بنفسي (الأنبا هيدرا) بالصلاة فيها أكثر من مرة دون أي مضايقات من إخواننا المسلمين، بل نجد منهم كل ترحاب.

ولكن حدث ما عكر صفو هذه العلاقة في آخر شهر سبتمبر (أيلول) الماضي بهدم الكنيسة وحرق محتويتها وحرق ثلاثة منازل للمسيحيين تجاور الكنيسة. وكان هذا الأمر مؤلما للغاية، ليس فقط في محافظة أسوان، ولكن في كل أنحاء مصر وخارجها أيضا.

إن هذا الحدث في محافظة هادئة مسالمة له دلالته الخطيرة وتداعياته في باقي المحافظات الأخرى مع تراكمات الأحداث منذ بداية العام الحالي التي تواترت وتراكمت بصورة متلاحقة، مما أفضى إلى الأحداث المحزنة يوم الأحد الدامي 9 أكتوبر (تشرين الأول) 2011 في ماسبيرو.

لذلك نرفع قلوبنا إلى الرب القدير لكي يسمع ويستجيب إلى صلوات وتضرعات شعبه من خلال أيام الصوم والصلاة الثلاثة التي قررها المجمع المقدس برئاسة صاحب الغبطة والقداسة البابا شنودة الثالث حفظه الرب سنين عديدة ذخرا لوطننا الغالي مصر ويعيد لنا السلام والهدوء والاطمئنان».

هذا وكشف الأنبا صليب أن هذا البيان ليس هو الأول من نوعه للرأي العام، قائلا: «البيان الذي نشر في الصحيفة أمس هو البيان رقم (2) للمطرانية، بينما نشر البيان الأول على بعض مواقع الإنترنت فقط، وكان مخصصا لإيضاح حقيقة الفيديو المذاع على مواقع الإنترنت للأنبا هيدرا ويشير فيه إلى أن كنيسة الماريناب ما هي إلا منزل كان يصلي به من زمن طويل، والحقيقة أن أصلها يعود إلى عام 1940. حيث تناقلت وسائل الإعلام هذا الفيديو، والذي يتضمن نفي الأنبا هيدرا أسقف أسوان هدم كنيسة الماريناب والاعتداء على الأقباط، لكن الحقيقة أنه تم تسجيله في 18 سبتمبر (أيلول) الماضي، وأذيع على قناة (الكرمة) يوم 20 سبتمبر، بينما الاعتداء على الكنيسة تم في 30 سبتمبر».

وأضاف قائلا: «البيان الأول جاء لكي يطمئن الأنبا هيدرا وقتها المسيحيين، بأنه لم يتم إنزال الصليب لأنه لم يكن قد عُلق بعد». لافتا إلى أن «المبنى كنيسة، على هيئة بيت تبرع به صاحبه عام 1940 وأقيمت فيه الصلوات منذ ذلك التاريخ». ولفت إلى أن قرار الإحلال والتجديد صادر باسم «كنيسة مار جرجس»، كما أن الرخصة رقم 2 لسنة 2010، والرخصة رقم 42 لسنة 2011 الخاصة بالبناء، كل منهما تقول «كنيسة مار جرجس بالماريناب».

وحول ردود الفعل التي صاحبت نشر هذا الإعلان، سواء على المستوي الرسمي أو الشعبي، أوضح صليب قائلا: «لا يهمنا ردود الفعل سواء كانت سلبية أم إيجابية، كل ما يهمنا أن تصل الحقيقة لرجل الشارع البسيط بعيدا عن زيف الإعلام وتضليله».