قوات التحالف تطلق عملية «حافة السكين» ضد شبكة حقاني

باكستان: متمردون طلبوا منا المصالحة لكن لا تفاوض معهم قبل إلقاء السلاح

TT

أطلقت القوات الأفغانية وقوات حلف الأطلسي حملة عسكرية جديدة ضد «شبكة حقاني» المرتبطة بتنظيم القاعدة في منطقة القبائل الباكستانية الحدودية، حسب ما كشف مسؤولون عسكريون كبار أمس. وجاء هذا فيما أكدت باكستان أمس تلقيها طلبات للمصالحة من قبل متمردين، لكنها شددت على عدم التفاوض معهم قبل إلقائهم السلاح.

وقال وزير الدفاع الأفغاني عبد الرحيم ورداك إن العملية التي أطلق عليها اسم «حافة السكين» أطلقت قبل يومين، فيما ذكر مسؤول بارز في وزارة الدفاع أنها تستهدف «بشكل خاص شبكة حقاني». وبدوره، قال مسؤول أفغاني، طلب عدم الكشف عن هويته، إن العملية مرتبطة بالخلافات الأخيرة بين واشنطن وإسلام آباد، إلا أنه لم يكشف أي تفاصيل عن حجمها. واكتفى المتحدث باسم الحلف بالتأكيد على أن «العمليات الرسمية المكثفة» مستمرة بهدف «الحد من قدرات هذه الشبكة المسلحة» في المناطق الشرقية المحاذية لباكستان، إلا أنه لم يكشف عن تفاصيل العملية لأسباب أمنية.

واتهمت الولايات المتحدة شبكة حقاني مؤخرا بحصار السفارة الأميركية في كابل لمدة 19 ساعة، وتفجير شاحنة مفخخة في موقع لحلف الأطلسي في سبتمبر (أيلول) ما أدى إلى إصابة 77 أميركيا، والهجوم على فندق إنتركونتيننتال في كابل في يونيو (حزيران) الماضي. ويعتبر قادة أميركيون أن «شبكة حقاني» هي أقوى عدو لهم في شرق أفغانستان وهي قادرة على شن هجمات عنيفة في كابل. والشبكة هي فصيل أفغاني يدين بالولاء لزعيم طالبان الملا عمر.

وصعدت واشنطن الشهر الماضي الضغط بشكل كبير على باكستان لقمع حركة حقاني، بعد أن اتهم الأميرال مايك مولن، القائد السابق للجيش الأميركي، جهاز الاستخبارات الباكستاني بالضلوع في حصار السفارة. وتسببت تلك الاتهامات في خلافات دبلوماسية بين باكستان والغرب الذي يسعى إلى إنهاء الحرب المستمرة في أفغانستان منذ 10 سنوات.

وقال الكابتن الأميركي جستن بروكهوف إن «هذه الشبكات مسؤولة بشكل مباشر عن الهجمات الأخيرة ضد شعب أفغانستان وقوات التحالف». ولم يحدد أي من المسؤولين المنطقة التي تجري فيها العمليات على طول الحدود الطويلة التي تشهد أعمال عنف مستمرة، إلا أن والي شاه هيمات رئيس إقليم غوربوز في ولاية خوست قال: إن السكان شاهدوا حركة كثيفة للقوات. وأضاف هيمات أنه «خلال الأيام الثلاثة الماضية قال لنا الناس إنه وفي كل يوم وبعد حلول الظلام، فإن عشرات عربات التحالف تتجه إلى منطقة غلام خان الحدودية». وقال قائد الجيش الأفغاني شير محمد كريمي إن «هذه العملية أطلقت على طول الحدود لأن العدو يعمل مؤخرا على طول الحدود على الجانبين».

وأول من أمس، قالت وزارة الدفاع الأميركية إن العمليات التي تشن عبر الحدود من باكستان ضد القوات التي تقودها الولايات المتحدة في أفغانستان قد ازدادت منذ أن قتلت القوات الأميركية زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن قرب إسلام آباد في مايو (أيار) الماضي. وصرح جنود أميركيون ينتشرون في ولاية باكتيكا شرق أفغانستان لصحيفة «نيويورك تايمز» أن إطلاق الصواريخ قد ازداد بشكل كبير من المنطقة الباكستانية. وقالوا إنه تم شن أكثر من 100 هجوم ضد 3 مواقع أميركية في باكتيكا منذ مايو الماضي مقارنة مع 13 خلال نفس الفترة من العام الماضي.

وفي سياق متصل، أعلن وزير الداخلية الباكستاني رحمن مالك أمس أن باكستان لن تتفاوض مع المتمردين من طالبان أو غيرهم طالما لم يلقوا السلاح أولا، مؤكدا أنه تلقى من طرفهم طلبات للمصالحة. وقال الوزير للصحافيين أثناء زيارة إلى كويتا عاصمة ولاية بلوشستان (جنوب غرب) المضطربة والتي يسيطر عليها المتمردون: «تلقينا رسائل من مجموعات مسلحة محظورة ومتمردة من أجل إجراء مصالحة، ونقلناها إلى قادتنا». وأضاف مالك: «إن رئيس الوزراء قال له أيضا إنه لا مصالحة إلا مع أولئك الذين يلقون السلاح» من دون مزيد من الإيضاحات بشأن هوية المتمردين الذين يطالبون بالمصالحة (طالبان، البلوش...). واكتفى بالقول: «إنه أمر سري». وكرر: «إن المصالحة غير ممكنة مع من يحمل كلاشنيكوف».

وتشهد باكستان بشكل منتظم هجمات لمتمردي طالبان المتحالفين مع تنظيم القاعدة والذين أعلنوا «الجهاد» في صيف عام 2007 على باكستان لاصطفافها برأيهم إلى جانب السياسة الأميركية في المنطقة. كما تهزها أيضا في بلوشستان حركة تمرد انفصالية تقوم السلطات بانتظام بقمعها بشراسة مما يثير استنكار المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان. وتواجه باكستان، في المقابل، ضغوطا متزايدة من حليفها الأميركي الذي ينشر قوات في أفغانستان المجاورة لقطع أي علاقة مع الجماعات الإسلامية والقضاء على معاقل طالبان و«القاعدة» في مناطقها القبلية الحدودية مع أفغانستان في شمال غربي البلاد.

وتبادلت أفغانستان وباكستان الاتهامات بشأن المسؤولية عن الهجمات الدموية عبر الحدود بين البلدين. وتعمل أفغانستان على بناء قواتها الأمنية بما في ذلك الجيش الذي قوامه 193 ألف جندي تم تدريبهم وتجهيزهم بشكل خاص من قبل الولايات المتحدة التي ينتشر 100 ألف من قواتها في البلاد لمقاومة التمرد الذي تقوده طالبان.