ثاني ظهور للجعبري بعد صفقة تبادل الأسرى

نائب قائد «القسام» هو المطلوب الأول لإسرائيل

TT

للمرة الثانية، في أقل من أسبوع ظهر أحمد الجعبري، نائب القائد العام لكتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، علنا أمام كاميرات التلفاز. وقد صورته وسائل الإعلام مساء أول من أمس وهو يتبادل القبلات والعناق مع رئيس حكومة غزة إسماعيل هنية، في خيمة استقبال الأسرى المحررين. وجاء ظهور الجعبري العلني الأول يوم الثلاثاء الماضي في تسجيل مصور بثه التلفزيون المصري وهو يقوم بتسليم الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط لضابطين كبار في المخابرات المصرية، وظل يرافق الجندي الأسير حتى شارف الضابطان على الوصول إلى الجناح الذي كان يوجد فيه المفاوض الإسرائيلي ديفيد ميدان في المعبر. ويعتبر الجعبري المطلوب رقم واحد في قطاع غزة للأجهزة الأمنية الإسرائيلية، لذا ظل دوما تحت الأرض، وظل يحيط تحركاته بسرية تامة حتى عندما ترأس وفد حماس في المفاوضات التي أفضت إلى صفقة تبادل شاليط بألف و27 أسيرا فلسطينيا من بينهم المئات من ذوي الأحكام العالية والملطخة أيديهم بدماء اليهود، كما تقول إسرائيل. وحسب مصادر إسرائيلية فقد كان الجعبري يتبنى مواقف متطرفة ومتشددة في المفاوضات على الصفقة، حيث كان يبدي تشددا أكبر من القيادات السياسية لحركة حماس سواء تلك الموجودة في قطاع غزة أو تلك الموجودة في الخارج، وتحديدا في العاصمة السورية دمشق.

ونظرة للوراء يتبين أن الجعبري قد نجح في إجبار إسرائيل على التراجع عن الخطوط الحمراء التي وضعتها، حيث وافقت إسرائيل لأول مرة على إطلاق سراح أسرى من «فلسطينيي 48»، وهو ما كانت ترفضه بإصرار في الماضي. ويذكر أن اسم الجعبري قد لمع خلال انتفاضة الأقصى بعدما أصيب محمد الضيف القائد العام لكتائب القسام في محاولة اغتيال فاشلة. وتعرض الجعبري لعشر محاولات اغتيال إسرائيلية، كانت أكثرها مأساوية قيام سلاح الجو الإسرائيلي بقصف منزله الكائن في حي الشجاعية، بإلقاء قنبلة تزن طنا، مما أدى إلى مقتل نجله البكر محمد وشقيقه، وثلاثة من أقاربه، أحدهم زوج ابنته، وجرح العشرات من أفراد العائلة والجيران، في حين أصيب هو بجراح خفيفة. والجعبري من مواليد عام 1960 انتمى في شبابه لحركة فتح، «وألقى جيش الاحتلال القبض عليه بعد مشاركته في عمليات نفذتها فتح في قطاع غزة»، حيث أمضى في السجن 13 عاما، حيث قطع علاقته في السجن بحركة فتح وانضم لحركة حماس. وبعد الإفراج من السجن عمل الجعبري في المجال السياسي والخيري. وانتقل الجعبري بعد ذلك للعمل العسكري، مما دفع جهاز الأمن الوقائي التابع للسلطة الفلسطينية إلى اعتقاله ومكث في السجن عامين، وأفرج عنه بعد أن شرعت إسرائيل في قصف مقرات السلطة الفلسطينية الأمنية.