الاتحاد الأوروبي يجدد دعوته للأسد بالتنحي ويلوح بعقوبات جديدة

القادة الأوروبيون حيوا «شجاعة الليبيين».. وحضوا طهران على احترام التزاماتها الدولية

المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تمزح مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي خلال مؤتمر صحافي على هامش قمة بروكسل أمس (أ.ب)
TT

استغل القادة الأوروبيون، الذين اجتمعوا في بروكسل أمس لبحث أزمة اليورو، القمة الأوروبية من أجل توجيه دعوة جديدة لتنحي الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة، ملوحين بتطبيق عقوبات جديدة على النظام في حال استمر بعمليات قمع المدنيين المطالبين بإسقاط النظام. كما حيوا «شجاعة وعزم» الشعب الليبي الذي أعلن أمس «تحرير كامل بلاده» بعد مقتل العقيد معمر القذافي.

وحذر رئيس الاتحاد الأوروبي هرمان فان رومبوي في بروكسل أمس من أن الاتحاد مستعد لاتخاذ عقوبات جديدة بحق سوريا إذا لم يكفّ نظامها عن قمع المظاهرات، حسب ما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية.

وصرح فان رومبوي للصحافيين أن قادة الاتحاد الأوروبي المجتمعين في قمة في بروكسل أعربوا عن «قلقهم الشديد من العنف ضد الشعب» السوري، وأنهم «سيفرضون قيودا جديدة على النظام» إذا استمر القمع.

وقد اتخذت أوروبا عقوبات عدة بحق دمشق، لا سيما الحظر على الأسلحة والإمدادات النفطية. وفي مسودة بيان القمة النهائي دعا القادة الأوروبيون مجددا الرئيس السوري بشار الأسد إلى «التنحي عن الحكم وفتح المجال لمرحلة انتقالية سياسية». وأدان الأوروبيون «بأشد العبارات القمع الشديد» الذي قالت الأمم المتحدة إنه أسفر عن سقوط ثلاثة آلاف قتيل منذ اندلاع حركة الاحتجاج، كما دعوا مجددا «جميع أعضاء مجلس الأمن الدولي إلى تحمل كل مسؤولياتهم إزاء الوضع في سوريا»، وفق ما جاء في البيان.

وقد استخدمت روسيا والصين حقهما في النقض (الفيتو) بداية الشهر ضد مشروع قرار عرضه الغربيون لإدانة القمع في سوريا، بينما امتنعت جنوب أفريقيا والبرازيل والهند عن التصويت.

وفي الشأن الليبي، حيا القادة الأوروبيون «شجاعة وعزم» الشعب الليبي الذي أعلن «تحرير كامل بلاده» التي حكمها معمر القذافي 42 سنة بلا منازع قبل أن يُقتل الخميس. وجاء في مسودة البيان النهائي أن الاتحاد الأوروبي «ينوه بشجاعة وعزم الشعب الليبي وينتظر بفارغ الصبر تشكيل حكومة لا تقصي أحدا وتكون ممثلة أكثر ما يمكن (للشعب الليبي) كي تتمكن من الانطلاق في مرحلة انتقالية ديمقراطية سلمية وشفافة لكل الليبيين»، كذلك أعربوا عن أملهم في تنظيم «انتخابات حرة ومنصفة».

وبشأن مقتل معمر القذافي اعتبروا أن مصرعه «يشكل نهاية مرحلة تعسفية وقمعية عانى خلالها الشعب الليبي لمدة طويلة». وأضاف البيان أن «بإمكان ليبيا اليوم أن تطوي صفحة من تاريخها وتواصل المصالحة الوطنية وتعانق مستقبلا ديمقراطيا جديدا».

وكان الوزير الفنلندي قد انتقد أول من أمس على هامش اجتماع وزراء الخارجية الأوروبيين في بروكسل ظروف مقتل العقيد القذافي، معتبرا أن «قتله بالقوة لا يخدم القضاء».

إلى ذلك، أعرب القادة الأوروبيون عن قلقهم إزاء «توسع» البرنامج النووي الإيراني و«الأبعاد العسكرية المحتملة» له. وبحسب البيان أدان قادة الاتحاد «الانتهاكات غير المقبولة لحقوق الإنسان»، فضلا عن إعرابهم عن دعم العقوبات التي يفرضها الاتحاد على خمسة إيرانيين على خلفية الاتهام بمخطط فاشل لاغتيال السفير السعودي لدى الولايات المتحدة عادل الجبير.

وبحسب نص مسودة البيان حض بلدان الاتحاد وعددهم 27 بلدا «إيران على احترام كل التزاماتها بمقتضى القانون الدولي». وأعرب القادة عن «استمرار قلقهم إزاء توسع البرنامج النووي والصاروخي الإيراني، وهو انتهاك (لمطالب) مجلس الأمن الدولي والوكالة الدولية للطاقة الذرية».

وقد فرضت القوى الغربية مجموعة من العقوبات على إيران منذ عام 2007 بسبب مخاوفها من سعي الجمهورية الإسلامية لصنع قنبلة نووية تحت غطاء برنامج مدني، وهو ما تنفيه طهران. وأكد زعماء الاتحاد «التزام الاتحاد بالعمل على حل دبلوماسي لتلك القضية».