«الشرق الأوسط» رافقت أم البوعزيزي إلى مكتب التصويت في منطقة المرسى

منوبية انتظرت ساعتين تحت أشعة الشمس الحارقة للإدلاء بصوتها

TT

قالت منوبية البوعزيزي، والدة محمد البوعزيزي، الذي أشعل فتيل الثورات العربية عندما أضرم النار في نفسه يوم 17 ديسمبر (كانون الثاني) الماضي، إنها تشعر بفخر كبير لأنها أدت واجبها الانتخابي الذي قامت به للمرة الأولى على الإطلاق أمس. وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «إن العملية الانتخابية واجب مهم جدا لتحسين ظروف التونسيين، ورفع الظلم والقهر عنهم». وزادت: «إن الانتخابات التونسية جعلتها تشعر أن دم ابنها لم يضع هدرا، وأنها تتمنى أن ترى تونس جديدة بلا فقراء ومحتاجين، وكل الشباب يعملون فيها، ولا يقع الاعتداء على حق أي أحد كان».

وصاحبت «الشرق الأوسط»، صباح أمس، والدة البوعزيزي وشقيقته ليلى إلى مركز الاقتراع للإدلاء بصوتهما في المدرسة الإعدادية لحي الرياض في منطقة المرسى، التي تقع في الضاحية الشمالية من تونس العاصمة، بيد أن منوبية أعادت في منتصف الطريق قراءة بطاقتها الانتخابية لتكتشف أنها تسير في الطريق غير الصحيح، وأنها مطالبة بالإدلاء بصوتها في مدرسة ابتدائية غير بعيدة عن المدرسة الأولى. حولت منوبية وابنتها وجهة سيرهما باتجاه المدرسة، ووقفتا نحو نصف ساعة في طابور طويل انتظارا لدورهما في التصويت. وحينما جاء دور منوبية قال لها الشخص المسؤول عن السماح بالدخول إلى مكتب التصويت إنها توجد في المكان الخطأ، وإن التشابه في أسماء المدارس هو السبب في قدومها إلى المكان الخطأ، قبل أن تعود أدراجها وابنتها على أمل التوجه نحو مكتب التصويت الصحيح.

وبعد لأي، وجدت منوبية وابنتها نفسيهما أمام طوابير طويلة من الناخبين تتطلب منهما انتظارا لا يقل عن الساعتين من الزمن. آنذاك سألت «الشرق الأوسط» أم البوعزيزي إن كانت مستعدة للانتظار هذه المدة كلها أو تنوي العودة لاحقا أو التخلي كليا عن التصويت، فقالت ومن دون تردد: «سأنتظر.. لا توجد مشكلة أبدا».

وقفت منوبية وابنتها ساعتين تحت أشعة الشمس الحارقة وغير المعتادة في مثل هذا الوقت قبل أن يأتي دورها وتقوم بالإدلاء بصوتها، معبرة عن فخرها واعتزازها.

من جهتها، قالت ليلى البوعزيزي: «إن هذه اللحظة تاريخية ونتمنى أن تغير تونس، وإنني أنتظر بشوق الإعلان عن نتائج الاقتراع».