أكثر من مليون ونصف نتيجة بحث عن خبر وفاة ولي العهد السعودي على «غوغل»

الصحافة العالمية تنعى الأمير سلطان: رجل دولة من الطراز الأول ومواقفه الخيرية في الذاكرة

TT

أفردت الصحف العالمية في أعدادها الصادرة أمس، مساحات واسعة حول وفاة الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد السعودي. وتحدثت صحف «الغارديان» و«الفاينانشيال تايمز» البريطانيتان و«يو إس إيه توداي» الأميركية، و«واشنطن بوست» عن دور الأمير سلطان في الحياة السياسية والاجتماعية كرجل دولة من الطراز الأول، إضافة إلى مواقفه الخيرية وتأسيسه العديد من الجمعيات والأعمال الخيرية، ومساندته كثيرا من المبادرات الإنسانية، إضافة إلى دوره في توطيد العلاقات الدولية مع العديد من دول العالم. يذكر أن الأمير سلطان قام بتأسيس ودعم الكثير من الهيئات الاجتماعية والطبية التي تقدم خدمات مجانية ومساعدات في هذا المجال. ووصف الأمير سلطان برجل الخير الأول وصاحب الأيادي البيضاء وسلطان الخير وغيرها من الصفات والألقاب في الصحافة العربية والدولية التي تدل على عظيم مكانته في قلوب مواطنيه وغير مواطنيه ممن طالتهم سحائب خيره. واستعرضت «بي بي سي» حياة الفقيد مستذكرة سيرته الذاتية التي أفردت لها مساحة كبيرة. في حين ذكرت قناة «سي إن إن» الأميركية أن «الأمير سلطان من بين أبرز الشخصيات في بلاده وسبق له تولي العديد من المسؤوليات».

وتجاوزت نتائج البحث عن خبر وفاة الأمير سلطان في محرك البحث الشهير «غوغل» في الساعات الأولى أكثر من نحو 1.570.000 نتيجة بحث، كما تابعت وسائل الإعلام المرئي الخبر طوال أمس وأول من أمس.

ووصف موقع «بلومبرغ» الإخباري، الأمير سلطان بن عبد العزيز، بأنه أحد أبرز المقاتلين من أجل السلام، يأتي ذلك فيما ذكرت صحيفة «الغارديان» البريطانية أن الفقيد كان شخصية محورية في المملكة، وكانت مهمته على مدى نصف قرن رسم السياسة الدفاعية للمملكة.

أما موقع «دردج ريبورت» الإخباري الأميركي فقد وضع صورة كبيرة نسبيا للفقيد الكبير الأمير سلطان على صفحته الرئيسية، وزود متصفحيه برابط ينقلهم إلى ما نشرته شبكة «فوكس نيوز» التلفزيونية نقلا عن وكالة «أسوشييتد برس» عن رحيل الأمير سلطان بن عبد العزيز. وتوفر «فوكس نيوز» لمتصفحي موقعها تسجيلا لتقريرها التلفزيوني عن وفاة ولي العهد السعودي.

وأبرز موقع «بلومبرغ» الإخباري أيضا جانبا كبيرا من المحطات البارزة في حياة الأمير سلطان بدءا من عمله أميرا للرياض عام 1947 في عهد والده المؤسس الملك عبد العزيز - رحمه الله - وحتى تعيين خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز له وليا للعهد عام 2005 مرورا بتسلمه منصب أول وزير للزراعة في المملكة، ثم وزارة المواصلات، حيث أشرف على بناء خط سكة حديد الدمام - الرياض، ثم توليه مسؤولية وزارة الدفاع والطيران بدءا من عام 1963 حتى وفاته، حيث ظل طيلة تلك الفترة يبذل جهده لتحديث القوات المسلحة السعودية وتأهيلها بما مكنها من لعب دور كبير إلى جانب قوات التحالف التي قادتها الولايات المتحدة عام 1991 في تحرير الكويت. ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» نص بيان الديوان الملكي الذي نعى فيه خادم الحرمين أخاه وولي عهده، وتحدثت «البوست» أيضا عن المسيرة القيادية والإدارية للأمير سلطان التي امتدت لأكثر من 50 عاما أمضاها في خدمة وطنه، وذكرت في ختام تقريرها أن الأمير سلطان كوزير للدفاع كان وراء تأسيس القوات المسلحة السعودية الحديثة.

وتحدث بيتر فين الصحافي البارز في «واشنطن بوست» في تقرير مطول عن محطات مهمة في حياة الأمير سلطان، وقال إن وزيرة الخارجية الأميركية التي كانت في طريقها إلى دول وسط آسيا أشادت بالأمير الراحل، كصديق مهم للولايات المتحدة على مدى سنوات طويلة، قائلة «إننا سنفتقده». ونقلت «واشنطن بوست» تصريحات الرئيس الأميركي أوباما التي نعى فيها الفقيد الراحل، والتي قال فيها: «إن الولايات المتحدة خسرت (صديقا غاليا) بوفاة الأمير سلطان بن عبد العزيز»، وقال أوباما في بيان إن الأمير سلطان «دعم بقوة الشراكة العميقة والدائمة بين بلدينا»، مقدما «تعازيه الحارة إلى الملك عبد الله والأسرة المالكة والشعب السعودي». وأضاف أوباما «بصفته وزيرا للدفاع والطيران طوال أكثر من خمسين عاما، فإن ولي العهد الأمير سلطان كرس نفسه لسلامة شعبه وبلده. كان صديقا غاليا للولايات المتحدة».

وكتبت صحيفة «لندن إيفينينغ ستاندارد» أمس أن ولي عهد بريطانيا أمير ويلز ووزير الخارجية وليام هيغ سارعا إلى تفقد مآثر الفقيد السعودي. ونسبت إلى بيان أصدره قصر «كلارنس هاوس» مقر ولي عهد بريطانيا، أن الأمير تشارلز بعث برسالة شخصية إلى خادم الحرمين الشريفين يعرب فيها عن حزنه العميق على رحيل الأمير سلطان. وذكرت أن هيغ أكد في بيان أصدرته وزارة الخارجية أول من أمس أنه أصيب بالحزن حين سمع بوفاة الأمير سلطان الذي قال إن إسهاماته في ازدهار المملكة وتطورها ستبقى في الذاكرة فترة طويلة. وذكر موقع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أن الفقيد أشرف على تحديث القوات المسلحة السعودية. كما شارك في تطوير «الخطوط الجوية العربية السعودية». وأضاف أن الأمير سلطان ظل حاضرا بنفوذه الكبير على المشهد السعودي على مدى سنوات طويلة.

وأبرزت صحف «لوس أنجليس تايمز» و«ترينتونيان» و«سيراكيوز» الأميركية ما ورد في بيان الديوان الملكي السعودي بشأن رحيل الأمير سلطان بن عبد العزيز، والإعلان عن تشييع جثمانه في الرياض غدا (الثلاثاء).