القذافي دفن في ظروف سرية.. مع نشر رسالة يطالب فيها برلسكوني بوقف الضربات العسكرية

واشنطن دعت ليبيا لوضع معايير منضبطة في التحقيق بشأن مقتل العقيد المخلوع ودعم حقوق الإنسان

TT

بينما دفن العقيد الليبي أمس في «ظروف بالغة السرية»، دعت واشنطن الحكومة الليبية الانتقالية إلى الالتزام بمعايير رفيعة المستوى ونزيهة في التحقيق المزمع حول ملابسات مقتل العقيد القذافي، لما سيسفر عنه ذلك من إشارة قوية لجميع أفراد الشعب الليبي ودول العالم حول حقيقة أن هذه حقبة جديدة.. نشرت مجلة فرنسية رسالة وجهها القذافي في مطلع أغسطس (آب) الماضي إلى «صديقه» رئيس الوزراء الإيطالي سلفيو برلسكوني، طالبا منه «وقف القصف الذي يقتل إخواننا الليبيين وأطفالنا».

وأعلن أمس مسؤول في المجلس العسكري لمدينة مصراتة، التابع للمجلس الوطني الانتقالي، أن جثمان القذافي الذي كان منذ الجمعة في أحد برادات المدينة، دفن ليل الاثنين - الثلاثاء في «مكان سري» بعدما أقيمت عليه الصلاة، مع جثماني ابنه المعتصم ووزير دفاعه السابق أبو بكر يونس الجابر.

وبحسب وكالة الأنباء الفرنسية، فإن موكبا من أربع أو خمس سيارات عسكرية نقل الجثامين في وقت متأخر من ليل الاثنين إلى مكان مجهول. وأوضح المسؤول في المجلس العسكري أن ثلاثة رجال دين من أنصار القذافي أقاموا صلاة الغائب قبل دفن الجثامين، وأضاف أن اثنين من أبناء وزير الدفاع السابق (وهما معتقلان، لكن أفرج عنهما مؤقتا) حضرا الدفن.

وفي غضون ذلك، دعت الولايات المتحدة الحكومة الانتقالية في ليبيا، ليلة أول من أمس، إلى وضع معايير قوية في التحقيق بشأن مقتل العقيد المخلوع معمر القذافي ودعم حقوق الإنسان. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند، في واشنطن: «الأمر المهم هنا هو أن يتم التحقيق بشكل كامل ونزاهة. هذا التحقيق سيرسل إشارة قوية لجميع أفراد الشعب الليبي حول حقيقة أن هذه حقبة جديدة.. وأنها تحتاج إلى النزاهة». وأضافت نولاند: «جميع الليبيين الذين لم تلطخ أياديهم بالدماء يستحقون فرصة في مستقبل آمن»، مؤكدة أن الأشخاص الذين خالفوا القانون يجب أن يتم التعامل معهم وفق المعايير الدولية للعدالة.

إلى ذلك، نشر موقع مجلة «باري ماتش» الفرنسية رسالة قال إن العقيد الليبي السابق معمر القذافي كتبها في الخامس من أغسطس إلى «صديقه» رئيس الوزراء الإيطالي سلفيو برلسكوني، طالبا منه «وقف القصف الذي يقتل إخواننا الليبيين وأطفالنا».

وكتب القذافي في الرسالة «عزيزي سلفيو (...) فوجئت بموقف صديق كنت وقعت معه اتفاق صداقة لمصلحة شعبينا.. كنت آمل منك على الأقل أن تهتم بما يحصل، وأن تحاول إجراء وساطة قبل أن تعلن تأييدك لهذه الحرب».

وأضاف القذافي: «لا ألومك على ما لست مسؤولا عنه لأنني أعلم جيدا أنك لم تكن تدعم هذا العمل الذي لا يشرفك ولا يشرف الشعب الإيطالي، لكنني أعتقد أنك ما زلت تستطيع الدفاع عن مصالح شعبينا». وتابع «أوقف هذا القصف الذي يقتل إخواننا الليبيين وأطفالنا.. تحدث إلى أصدقائك وحلفائك لوقف هذا الاعتداء ضد بلدي.. آمل أن يلهمك الله سلوك طريق العدالة».

وقالت المجلة على موقعها إن صديقين إيطاليين للقذافي قاما بتسليم هذه الرسالة في مطلع أغسطس للسلطات الإيطالية في روما.