«إخوان مصر» ينافسون على كعكة نقابة الصحافيين

بعد فوزهم في انتخابات المعلمين والصيادلة والأطباء

TT

دخلت نقابة الصحافيين المصريين على أجندة جماعة الإخوان المسلمين، في صراعها للسيطرة على النقابات المهنية في مصر. وشجعت أجواء ثورة «25 يناير (كانون الثاني)»، وغياب الضغوط الحكومية جماعة «الإخوان» لدخول المنافسة بقوة على الكعكة الانتخابية التي تشهدها النقابة اليوم لاختيار نقيب جديد لها و12 عضوا يمثلون مجلس النقابة؛ بينهم مرشحون محسوبون على التيار اليساري، إلى جانب المرشحين المستقلين.

فعلى منصب النقيب، يبرز التنافس بين يحيى قلاش سكرتير عام النقابة السابق، المحسوب على التيار اليساري، الذي أمضى في مجلس النقابة ما يزيد على 15 سنة، وينافسه ممدوح الولي، نائب رئيس تحرير «الأهرام»، أمين صندوق النقابة السابق، الذي يحسبه البعض على الإخوان المسلمين، رغم أنه نفى ذلك.

ويمثل «الإخوان» في انتخابات اليوم خمسة مرشحين على عضوية المجلس؛ يتصدرهم رئيس لجنة الحريات بالمجلس الحالي محمد عبد القدوس، إضافة إلى كل من: قطب العربي، وهاني صلاح الدين، وخالد بركات، وهاني المكاوي. بينما تظهر 8 أسماء تنتمي للتيار اليساري الناصري؛ أبرزهم جمال فهمي، وكارم محمود، ومحمد بسيوني، ونور الهدى، ومديحة عمارة.

إعلان صحافيين منتمين لـ«الإخوان» ترشحهم أثار ردود فعل واسعة داخل النقابة؛ حيث اعتبر البعض أن جماعة «الإخوان»، تريد فرض سطوتها على النقابة، خاصة أن العدد يقترب من نصف عدد أعضاء المجلس، وأنه يأتي في إطار السعي المتواصل من الإسلاميين للسيطرة التامة على النقابات، بل ذهبت الاتهامات إلى أن هؤلاء المرشحين يقدمون انتماءهم على حساب اعتبارات العمل النقابي الذي ينتظره آلاف الصحافيين، فيما يرى البعض الآخر أنه لا مانع من ترشح أي عدد من الصحافيين في انتخابات النقابة أيا كان انتماؤهم السياسي، وذلك لأن الناخب سوف يختار برنامجا لا شخصا معينا أو تيارا سياسيا محددا.

وفي ظل تلك الاتهامات، خرجت تأكيدات ممدوح الولي، المرشح لمنصب النقيب، التي يلفت فيها إلى أنه غير مدعوم من الإخوان المسلمين، قائلا: «لست (إخوانيا)، وهناك حملة تشويه تمارس ضدي لحساب سيطرة تيار بعينه على النقابة، ويجب على الجمعية العمومية أن تختار الأصلح للصحافيين في الفترة المقبلة، وأن تنحي عملية الاستقطاب السياسي جانبا».

الاتهامات لمرشحي «الإخوان» يفندها هاني المكاوي، رئيس قسم التعليم بجريدة «الأحرار»، أحد المرشحين من ذوي التوجه «الإخواني»، بقوله لـ«الشرق الأوسط»: «جماعة (الإخوان) لا تتدخل من بعيد أو قريب في اختيار مرشحين، وكذلك مكتب الإرشاد، فهناك جمعية عمومية لصحافيي النقابة المنتمين فكريا لـ(الإخوان)، وهي من تجتهد وتختار من يمثلها في انتخابات النقابة، واختيارنا تم بالفعل بهذه الطريقة، وبالتالي، الجماعة لا تفرض أشخاصا ولا تتدخل في شؤون النقابة».

ويؤكد المكاوي أن المرشحين ذوي التوجه «الإخواني» يدخلون انتخابات اليوم بخلفيتهم المهنية في المقام الأول، مبينا أنه نفسه يفضل العمل النقابي على العمل الحزبي في حزب «الحرية والعدالة» الذراع السياسية لـ«الإخوان» الذي لا يحمل عضويته.

وينتقد المرشح «الإخواني» الأقوال التي يرددها البعض بأنهم قادمون لخطف النقابة، قائلا: «نتعرض لحملة منظمة من المعارضين لنا»، مبينا أن صحفا تفرد المقالات لكتاب اليسار لهذا الهجوم. ورغم ذلك، فإن المكاوي يبدي تفاؤله بمرشحي «الإخوان» بقوله: «نحن نجتهد، والتوفيق من الله»، مختتما حديثه بالإشارة إلى أن ممدوح الولي المرشح على منصب النقيب «ليس إخوانيا، ولكنه محسوب على التيار».

في حين يقارن محمد السويدي، أحد المرشحين المستقلين لمجلس النقابة (تحت السن)، بين دفة الإخوان واليساريين، قائلا لـ«الشرق الأوسط»: «صحافيو (الإخوان) بشكل عام غير مؤثرين ومن دون شعبية باستثناء محمد عبد القدوس، وهم ليسوا في قوة ممثلي اليسار، الذين يحشدون قوتهم بكل الطرق سواء من الناخبين أو الإعلام للفوز بانتخابات النقابة، حيث إن الصحافيين المحسوبين على (الإخوان) لا يتعدون 400 صحافي، وبالتالي، فأصواتهم غير مؤثرة».

ويتوقع السويدي أنه من بين 12 عضوا سيشكلون مجلس النقابة، تميل الترشيحات لأن يفوز «الإخوان» بمقعدين، واليسار بثلاثة، فيما تكون الغلبة للتيار المستقل.