يوسف الأحمد على خطى عزة الدوري في سياسة الرد بـ«الشتائم»

نائب المسؤول العراقي فقد صوابه في قمة قطر ووجه سيلا من الشتائم للوفد الكويتي

TT

ذكرت الشتائم التي كالها المندوب السوري يوسف الأحمد في جامعة الدول العربية أمس للجامعة وأعضائها، التي استخدم خلالها ألفاظا نابية قال خلالها: «طز بالجامعة العربية»، بموقف مماثل حدث قبل عدة أعوام، وبالتحديد قبل الغزو الأميركي للعراق في مارس (آذار) 2003، وذلك خلال مؤتمر القمة الإسلامية الذي عُقد في قطر، عندما وقعت مشادة بين الوفدين العراقي والكويتي؛ حيث وجه عزة إبراهيم الدوري، ممثل العراق نائب مجلس قيادة الثورة آنذاك، للوفد الكويتي سيلا من السباب ووصف أحد أعضائه بأنه «قرد وعميل». ومثلما يعاني النظام السوري حاليا ضغوطا دولية وعربية هائلة لوقف العنف والقمع ضد المتظاهرين المناوئين للرئيس السوري بشار الأسد، ناهيك عن استمرار المظاهرات والمواجهات المسلحة في مدن سورية عدة، التي خلخلت حسابات النظام، وسط مؤشرات قوية على قرب نهايته، فضلا عن الدعوات الدولية المتكررة للأسد بالتنحي عن السلطة، فقد النظام العراقي صوابه أيضا في الأشهر القلائل التي سبقت الحرب على العراق عام 2003، وذلك مع تصاعد الضغوط الدولية وتحشيدات القوات الأميركية في الكويت من أجل هدف معلن، ألا وهو غزو العراق لتحريره من نظام الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين. وفقد النظام العراقي توازنه في الأشهر الأخيرة التي سبقت سقوطه، ودل على ذلك لهجة المسؤولين العراقيين التي خلت من أبسط قواعد اللياقة الدبلوماسية، فكانت تصريحاتهم مليئة بالشتائم والسباب التي طالت دول جوار وملوكا ورؤساء. وخلال مؤتمر القمة الإسلامية الذي ترأسه أمير قطر، الشيخ حمد بن خليفة ، كال الدوري السباب لوفد الكويت أمام عدسات مراسلي محطات التلفزة العالمية؛ حيث كانت وقائع المؤتمر تُنقل على الهواء مباشرة. وتابع المشاهدون في مختلف دول العالم آنذاك الملاسنة الحادة التي وصف فيها الدوري مسؤولا كويتيا حاول الرد على اتهامات الوفد العراقي للكويت بالتحريض ضد العراق وقال: «اخرس يا صغير يا عميل.. اخرس يا قرد.. اخرس أنت أمام العراق لعن الله أبو شاربك». وتدخل الشيخ حمد بن خليفة الذي يستضيف القمة، قائلا: «لا نريد تحويل الموضوع إلى مشادة ونحن على الفضاء». فرد إبراهيم قائلا: «كان يفترض أن توقفه عندما خرق قرارات القمة وميثاق الجامعة العربية والأمم المتحدة». وقعت المشادة أثناء الجلسة الافتتاحية للقمة التي عُقدت في مسعى لمنع وقوع حرب على العراق ونقلت على الهواء قبل أن تقطع قطر الإرسال.

كان إبراهيم يقرأ كلمة مكتوبة إلى أن خلع نظارته وقال مرتجلا: «في مؤتمر القمة العربية، وهذه القمة الإسلامية رجانا أكثر من عشرة رؤساء كي لا نرد على هذا الذي رأيتموه يتكلم (ممثل دولة الكويت)، وتحملنا جسارته على العملاق الكبير، على رمز الأمة (صدام حسين)». وعندما حاول المسؤول الكويتي مقاطعته، رد إبراهيم واصفا إياه بأنه «عميل وقرد».

وبعد إسكات إبراهيم، قال المسؤول الكويتي إنه يريد إتاحة الفرصة له «للرد على هذه الأقاويل الكاذبة.. هذا كفر وكذب ودجل».

ولم ينفرد الدوري بالابتعاد عن الكياسة والحرص على القواعد الدبلوماسية المألوفة، فقد أورد طه ياسين رمضان، نائب صدام آنذاك، الذي تم إعدامه لاحقا بعد الإطاحة بالنظام العراقي، قاموسا من الشتائم بعد توجيه دعوة من الأمير سعود الفيصل، وزير الخارجية السعودي، للرئيس العراقي آنذاك بالتنحي من أجل تجنيب العراق كارثة واقعة لا محالة.