القاهرة: سوسن أبو حسين
وعبد الستار حتيتة
لندن: ثائر عباس
بعد أشهر من التلكؤ والتردد، وجه العرب أمس صفعة للنظام السوري بإعلان تعليق عضوية دمشق في الجامعة العربية، وإمهال النظام 4 أيام لوقف العنف ضد المدنيين، قد تمهد الطريق أمام تدخل دولي لتوفير الحماية للمدنيين السوريين، وفي حال عدم توقف أعمال العنف والقتل يقوم الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي بالاتصال بالمنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان بما فيها الأمم المتحدة، بالتشاور مع أطياف المعارضة السورية، لوضع تصور بالإجراءات المناسبة لوقف هذا النزيف، وعرضها على مجلس الجامعة الوزاري للبت فيها، في اجتماعه المقرر يوم الأربعاء المقبل في الرباط.
كما دعت الجامعة الدول الأعضاء إلى سحب سفرائها من دمشق، مهددة في الوقت نفسه بالاعتراف بالمجلس الوطني السوري المعارض, كما دعت المجلس المعارض إلى الاجتماع خلال ثلاثة أيام للاتفاق على صيغة لمرحلة انتقالية في سوريا. وقررت أيضا فرض عقوبات اقتصادية وسياسية على الحكومة السورية. وقالت الجامعة إن قرار تعليق عضوية سوريا سيسري اعتبارا من 16 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي. واعترض على قرار الجامعة أمس كل من لبنان واليمن، وامتنع العراق عن التصويت.
وبينما رفضت دمشق القرار العربي واعتبرته «غير قانوني», هاجم موالون للنظام السوري مساء أمس مبنى السفارة القطرية في دمشق واقتحموا لاحقا مبنى السفارة السعودية احتجاجا على قرار الجامعة العربية.
من جهته, لاقى المجلس الوطني السوري قرارات الجامعة العربية بكثير من الإيجابية والحماس، حيث أعلن أعضاؤه انطلاق العد العكسي لبدء مرحلة انتقالية جديدة في سوريا بعد وضع حد لحكم بشار الأسد.
وفور الإعلان عن قرار الجامعة العربية خرجت مظاهرات في الشوارع في بعض بؤر التظاهر، لا سيما في مدينة حمص، للترحيب بهذه القرارات، والتي قوبلت بإطلاق نار كثيف من قوات الأمن السورية لتفريقها.
إلى ذلك, رحبت واشنطن وباريس ولندن بالقرار العربي وسط دعوات لإحالة الملف إلى مجلس الأمن الدولي.
من ناحيته, قال مسؤول تركي لـ«الشرق الأوسط» إن المبادرة العربية «أتت في وقتها», مشيرا إلى أنها«كانت الفرصة الأخيرة» لهذا النظام، «ولا بد الآن من موقف دولي متمم».