الرئيس التنفيذي لـ«إكسترا»: قطاعا الأجهزة الإلكترونية والمنزلية يحققان نموا بمعدل 10% خلال 2011 في السعودية

محمد جلال لـ «الشرق الأوسط» : المشاريع الضخمة ونمو قطاع المساكن وتزايد وعي المستهلكين.. من أسباب دعم النمو

محمد جلال، الرئيس التنفيذي لشركة «إكسترا»
TT

توقع محمد جلال، الرئيس التنفيذي للشركة المتحدة للإلكترونيات (إكسترا)، أن يواصل سوقا الأجهزة الإلكترونية والمنزلية في السعودية نموهما بنسبة 10 في المائة خلال العام الحالي، حيث من المقدر أن يتجاوزا 5.6 مليار دولار، مشيرا إلى أن التعقيدات المرتبطة بديناميكية السوق والوعي المتنامي للمستهلك تمثل مجتمعة تحديات يصعب تجاوزها من قبل أي لاعبين جدد لدخول السوق.

«إكسترا» سلسلة المتاجر المتخصصة في بيع الإلكترونيات والأجهزة المنزلية عملت على تقديم نموذج جديد في السعودية، وهو جمع الأجهزة الإلكترونية ضمن متجر واحد وتقديم خدمات إضافية لما بعد البيع، وحققت نموا في حركتها وعمليات خلال السنوات الماضية.

وتوقع جلال في حوار مع «الشرق الأوسط» أن تصل قيمة مبيعات قطاع الأجهزة الإلكترونية في جميع أنحاء العالم إلى نحو تريليون دولار بنهاية العام الحالي 2011، مشيرا إلى أن الأرقام الحالية تشكل قدرة القطاع على تجاوز الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها العالم حاليا، كما تحدث عن الطرح الأولي الذي تعتزم الشركة تنفيذه خلال ديسمبر (كانون الأول)، إضافة إلى عدد من المواضيع في القطاع.. وإلى نص الحوار..

* كيف تنظر إلى سوق الأجهزة الإلكترونية حول العالم؟

- بعد مضي أقل من قرن على اختراع التلفاز و3 عقود على انتشار الإنترنت، تواصل السوق العالمية للأجهزة الإلكترونية نموها بسرعة، حتى غدا من المتوقع أن تصل قيمة مبيعات قطاع الأجهزة الإلكترونية في جميع أنحاء العالم إلى نحو تريليون دولار بنهاية العام الحالي 2011، وهو ما يمثل نموا بنسبة 10 في المائة مقارنة بعام 2010، وتعتبر هذه الأرقام جيدة بطبيعة الحال عند النظر إلى الظروف الاقتصادية الصعبة التي يشهدها العالم في الوقت الراهن، لا سيما مع معدلات البطالة المرتفعة في الولايات المتحدة الأميركية، وتتالي الأزمات التي تعصف بالدول الأوروبية، وعلى الرغم من المخاوف الشديدة التي تنتاب المستهلكين حيال المستقبل، فإنهم يواصلون شراء الأجهزة الإلكترونية بما فيها الهواتف الذكية، والشاشات المسطحة، والكومبيوترات اللوحية.

* ألم تتأثر سوق الإلكترونيات بما يحدث من الأزمات المالية العالمية؟

- بغض النظر عما شهده عام 2009 من تباطؤ في مبيعات سوق الأجهزة الإلكترونية على مستوى العالم، وبخاصة في ذروة الأزمة الاقتصادية، فإن هذه السوق تعافت بوتيرة أسرع بكثير من وتيرة تعافي الاقتصاد العالمي ككل؛ فقد بلغت مبيعاتها العالمية 873 مليار دولار محققة نموا نسبته 13 في المائة مقارنة بعام 2008.

* كيف تنظر إلى سوق الإلكترونيات في السعودية؟

- شهدت المملكة العربية السعودية تسارعا في نمو حجم سوق الأجهزة الإلكترونية والأجهزة المنزلية أيضا على نحو فاق سرعة نمو الاقتصاد المحلي، ففي العام الماضي سجل الناتج المحلي الإجمالي للمملكة نموا جيدا بلغت نسبته 3.4 في المائة، في حين سجل قطاعا الأجهزة الإلكترونية والأجهزة المنزلية مجتمعين معدل نمو أكبر بثلاث مرات بنسبة قاربت 11 في المائة ليتجاوز حجم مبيعاتهما السنوية 5 مليارات دولار، بينما سجل قطاع الأجهزة الإلكترونية وحده نسبة نمو بلغت قرابة 15 في المائة بحجم مبيعات فاقت 3.3 مليار دولا. وخلال الفترة الممتدة بين عامي 2005 و2010، شهدت السوق السعودية للأجهزة الإلكترونية والمنزلية معا نموا ملحوظا بمعدل نمو سنوي تراكمي يناهز 15 في المائة مدفوعا بمبيعات الشاشات المسطحة وأجهزة الكومبيوتر، ومن المتوقع أن تستمر وتيرة النمو مع تقدم التقنية كطرح شاشات حديثة بحجم أكبر وأسعار أقل، وتحديثات وتطورات أسرع للهواتف الذكية والكومبيوترات اللوحية، ويجب أن لا ننسى المشاريع الحكومية من مطارات وجامعات وغيرها، بالإضافة إلى استمرار نمو التعداد السكاني.

ومن الجدير بالملاحظة أن 69 في المائة من سكان المملكة ينتمون إلى شريحة الشباب ممن تقل أعمارهم عن 35 عاما، ومن المتوقع أن تكون هناك حاجة إلى توفير ما يقارب 1.5 مليون وحدة سكنية جديدة بحلول عام 2015 بناء على معدلات النمو الحالية. وبالتأكيد ستكون جميع العائلات الجديدة بحاجة إلى الأجهزة الإلكترونية والأجهزة المنزلية، وهذا يعد سببا آخر يعزز من ثقتي في مستقبل شركة «إكسترا» التي أتولى قيادتها، لا سيما أنها تعد سلسلة متاجر الأجهزة الإلكترونية والمنزلية الأسرع نموا في المملكة العربية السعودية، والشرق الأوسط كذلك، وفي الواقع، يقدم قطاعا الأجهزة الإلكترونية والمنزلية فرصا متميزة للغاية في السعودية للشركات القائمة؛ حيث يتم اليوم ما يقارب 13 في المائة من إجمالي عمليات شراء الأجهزة الإلكترونية في المملكة عن طريق متاجر التجزئة الضخمة، علما بأن هذه النسبة قد ازدادت بشكل كبير منذ تأسيس «إكسترا» في عام 2003، وأصبح من الواضح أن هذه النسبة قابلة للنمو بشكل كبير في المملكة عند النظر إلى الوضع الحالي؛ إذ تعد متاجر التجزئة الكبيرة الوجهة الأهم التي تتم عبرها أكثر من نصف عمليات بيع الأجهزة الإلكترونية في الولايات المتحدة الأميركية التي تمتلك السوق الأكبر في العالم على هذا الصعيد. وعند المقارنة بين السوقين، يمكن القول إن رحلة النمو قد أقلعت في السوق السعودية، ومن ناحية أخرى، يتوقع أن يبقى معدل النمو السنوي التراكمي مستقرا عند نحو 8 في المائة بين عامي 2011 و2015 مدعوما بمبيعات الهواتف الذكية والكومبيوترات اللوحية والشاشات المسطحة ذات التقنيات الجديدة.

* ما هي أسباب حفاظ قطاع الأجهزة الإلكترونية على تفوقه بهذا الشكل؟

- في الحقيقة، يعود النمو المتسارع الذي تحققه سوق الأجهزة الإلكترونية والمنزلية إلى مجموعة من العوامل المترابطة بشكل وثيق؛ ولعل أهم هذه العوامل هو أن التكنولوجيا قد أصبحت أسرع وأفضل وأرخص، وبالتالي غدت تلعب دورا أكبر في تشكيل الهوية الفردية لكل منا، وعلى سبيل المثال، طرحت شركة «آي بي إم» منذ نصف قرن أول آلة حاسبة إلكترونية تجارية تحت اسم «آي بي إم 608». وكانت هذه الحاسبة قادرة فقط على إنجاز العمليات الحسابية ذاتها التي تنجزها اليوم حاسبة الجيب، التي يقدر ثمنها بـ5 دولارات. وكانت «آي بي إم 608» تتألف من عدة أجزاء ضخمة تستلزم وضعها ضمن غرف كبيرة جدا. بينما كانت تقدر تكلفتها ذلك الوقت بـ80 ألف دولار، في حين كان بيل غيتس محقا عندما نطق بمقولته الشهيرة عن صناعة السيارات بقوله: «لو أن شركة (جنرال موتورز) للسيارات حرصت على مواكبة أحدث التقنيات بالشكل الذي واكبته صناعة الكومبيوتر، لقاد الناس سيارات سعرها 25 دولارا وتستهلك غالونا واحدا فقط من الوقود لكل ألف ميل»، وقد شهد العقدان الماضيان على وجه التحديد تسارعا في وتيرة الابتكارات، ولا يقتصر سبب هذا الازدهار في سوق الأجهزة الإلكترونية على كون منتجاتها غدت أسرع وأفضل وأرخص فحسب، بل يعزى ذلك أيضا إلى قدرتها على دعم التطبيقات الأكثر استخداما، ولا يمكن تجاهل التأثير الواضح للتطبيقات الأكثر استخداما، فعلى سبيل المثال أيضا نجد أن «أنجري بيردز»، وهي من ألعاب الفيديو، تم تحميلها أكثر من 100 مليون مرة، على أجهزة «آي باد» و«آي فون»، كما أسهم موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» أيضا في زيادة حجم مبيعات الهواتف الذكية وأجهزة الكومبيوتر بشكل كبير نظرا لعدد مستخدميه النشطين الهائل الذي يقارب 800 مليون مستخدم.

* هل تعتقد أن المحتوى أسهم في تحريك أجهزة الهواتف المتحركة وأجهزة الحاسب الآلي اللوحية؟

- من الواضح أن المحتوى يلعب دورا مهما في تحريك السوق، كما أن المبيعات أصبحت الآن تتعلق بأسلوب وجمالية التصميم بعد أن كانت في السابق تعتمد على فعالية الأداء، ويعد هذا الأمر أحد الأسباب الرئيسية التي جعلت من الهواتف الذكية الفئة الأسرع نموا لقطاع الأجهزة الإلكترونية في العالم خلال عام 2010؛ حيث تستحوذ وحدها على 51 في المائة من إجمالي مبيعات هذا القطاع، ومن المتوقع أن تصل هذه النسبة إلى 59 في المائة خلال العام الحالي. وتحتل الحواسب المحمولة المرتبة الثانية في قطاع الأجهزة الإلكترونية بعد أن سجلت نموا بنسبة 26 في المائة مقارنة بالعام الماضي، وبناء على هذه المعطيات، فإن سوق الأجهزة الإلكترونية والمنزلية تعتبر سوقا واعدة، لا سيما هنا في المملكة العربية السعودية.

* ما هي التحديات التي تواجه قطاع الإلكترونيات في السعودية؟

- على الرغم من توفر المناخ الملائم في المملكة العربية السعودية لزيادة نمو سوق تجارة التجزئة، فإن التعقيدات المرتبطة بديناميكية السوق والوعي المتنامي للمستهلك تمثل مجتمعة تحديات يصعب تجاوزها من قبل أي لاعبين جدد لدخول السوق. وعلى سبيل التفصيل، فإن، وبسبب انخفاض نسبة الربحية بهذا القطاع، عظم حجم المبيعات والانتشار الجغرافي السريع مكونان أساسيان لضمان استمرارية التدفق المالي، أضف إلى ذلك التحديات المالية والتنظيمية لبناء منظومة خدمات ما بعد البيع التي أصبحت عاملا مهما في قرار الشراء بسبب الوعي المتنامي للمستهلك، ولعل من أهم التحديات التي تواجه تجار التجزئة في هذا القطاع؛ تزايد وعي المستهلكين ومتطلباتهم لاقتناء أحدث صيحات التكنولوجيا في أسرع وقت. وبالإضافة إلى ذلك، فإن التطور السريع في تقنية الأجهزة الإلكترونية المطروحة من قبل أكبر المصنعين والعديد من الماركات الأخرى يمثل تحديا كبيرا لتجار التجزئة في مواجهة مخاطر أعلى لإدارة المخزون، بسبب التغير السريع في التكنولوجيا وقصر عمر المنتج وكذلك انخفاض متوسط سعره. ناهيك عن افتقار السوق لسياسات تجارية منظمة تحول دون نشوب حرب أسعار بين المتنافسين في هذا القطاع.

* ما هو وضع شركة «إكسترا» في السوق السعودية؟

- تعتبر «إكسترا»، التي تتخذ من مدينة الخُبر مقرا لها، أكبر شركة لتجارة الإلكترونيات الاستهلاكية في المملكة العربية السعودية، حيث تتفوق بثلاثة أضعاف على أقرب منافسيها من حيث إجمالي مبيعاتها وعدد متاجرها، وبناء على النمو المتواصل الذي تحققه والفرص الكبيرة المتاحة في السوق، فإن الشركة تتمتع اليوم بكافة المؤهلات المطلوبة لتحقيق هدفها بأن تصبح بحلول عام 2020 الشركة الرائدة على مستوى المنطقة في تجارة تجزئة الإلكترونيات الاستهلاكية، ونحن نوافق القائلين إنه ليس باستطاعة أحد في هذا العصر–الذي يتسم بابتكاراته غير المسبوقة كمّا ونوعا – أن يتكهن بشكل أكيد ودقيق بطبيعة المنتج الذي سيتربع على عرش الإلكترونيات الاستهلاكية في المستقبل، إلا أنه يمكننا القول بكل ثقة إننا سنعرف هذا المنتج عما قريب. وبغض النظر عن ماهيته، فإنه بالتأكيد سيكون سهل الاستخدام إلى أبعد الحدود، وسيحقق الكثير من المتعة لمن يقتنونه الذين سيحصلون عليه بأسعار زهيدة للغاية.

* مؤخرا وافقت هيئة سوق المال على طرح أولي لشركتكم، ما هي الخطط لديكم حيال هذا الموضوع؟

- أولا أود أن أشكر هيئة سوق المال على الموافقة المبدئية. سيكون موعد الطرح الأولي يوم 5 ديسمبر 2011، بناء على مدى نجاح عملية بناء سجل الأوامر، الذي سيكون بتاريخ 21 نوفمبر (تشرين الثاني) 2011، وتمثل هذه الخطوة التطور الطبيعي لأي شركة تحقق نجاحا وذلك لعدة أهداف، منها مشاركة المستثمرين في النجاح، بالإضافة إلى استمرار عملية الحوكمة التي حققتها الشركة، وتسهيل الحصول على السيولة عند الحاجة إلى أي خطط مستقبلية.