الكنيسة المصرية تدخل على خط أزمة مياه النيل

احتفلت بالذكرى الأربعين لجلوس البابا شنودة على الكرسي البابوي

TT

احتفلت الكنيسة الأرثوذكسية بمصر أمس بالعيد الأربعين لجلوس البابا شنودة الثالث بابا المسيحيين الأرثوذكس على الكرسي البابوي، بحضور عدد من كبار الأساقفة ورؤساء الطوائف المسيحية الأخرى. أقيم الاحتفال بمقر الكاتدرائية المرقسية (المقر البابوي) بالعباسية (شرق القاهرة)، وهو أول احتفال بجلوس البابا منذ عامين، حيث تم إلغاء الاحتفال العام الماضي بسبب تفجيرات طالت كنيسة بالعراق، فيما ألغي الاحتفال عام 2009 بسبب وجود البابا شنودة في رحلة علاجية بأميركا.

وشارك في الاحتفال البطريرك مار أغناطيوس زكا الأول عيواص بطريرك أنطاكية، والأنبا بولس بطريرك إثيوبيا، والكاثوليكوس آرام الأول كاثوليكوس الأرمن الأرثوذكس لبيت كيليكيا، كما حضر الاحتفال كذلك رؤساء الطوائف المسيحية بمصر وعدد من الشخصيات العامة ووسائل الإعلام المحلية والعالمية، كما تلقى البابا شنودة برقية تهنئة من البابا بنديكتوس السادس عشر بابا الفاتيكان، هي الأولى من نوعها منذ تولي البابا بنديكتوس السادس عشر منصبه.

وحظي الاحتفال بإجراءات أمنية مشددة خارج الكاتدرائية، وتولت فرق الكشافة الكنسية الترتيبات الأمنية والإجرائية داخل الكاتدرائية. وتضمن الاحتفال كلمة للبابا شنودة شكر فيها الحضور بالإضافة إلى كلمات لبعض رؤساء الطوائف المسيحية ورجال الدين المسيحي، ثم عزف كورال الكنيسة لمدة 10 دقائق مع تلاوة بعض الترانيم والصلوات الكنسية.

واعتلى البابا شنودة الثالث (88 عاما) الكرسي البابوي عام 1971 خلفا للبابا كيرلس السادس، ويعد هو البابا رقم 117 في تاريخ الكنيسة الأرثوذكسية.

وقالت مصادر كنسية لـ«الشرق الأوسط»: «إن الاحتفال هذا العام غلب عليه الطابع الديني وتقلص الجانب الاحتفالي، باستثناء حفل يقام في الكاتدرائية، مراعاة لمشاعر أسر ضحايا أحداث ماسبيرو، حيث تحل ذكرى الأربعين لوفاتهم يوم السبت المقبل». وقتل وأصيب نحو 400 شخص، أغلبهم من المسيحيين، يوم 9 أكتوبر (تشرين الأول) في اشتباكات بين متظاهرين وقوات من الجيش المصري التي تتولى حماية وتأمين مبنى الإذاعة والتلفزيون الحكومي بمنطقة ماسبيرو بوسط القاهرة.

من ناحية أخرى، يلتقي الأنبا بولس بطريرك إثيوبيا عددا من المسؤولين المصريين، على رأسهم الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر. ومن المتوقع أن تتطرق مباحثات بطريرك إثيوبيا مع المسؤولين المصريين إلى أزمة مياه نهر النيل التي كانت مصر وإثيوبيا طرفين أساسيين فيها.

ويذكر ان الكنيسة الأرثوذكسية لعبت دورا محوريا في حل خلاف سابق حول مياه نهر النيل بين مصر (دولة المصب) وإثيوبيا (دولة المنبع) بسبب مشاريع مائية أعلنت أديس أبابا عن اعتزامها تنفيذها، فيما اعترضت القاهرة عليها قائلة إن ذلك من شأنه الإضرار بحصتها من المياه.

يذكر أن البابا كيرلس السادس بطريرك المسيحيين الأرثوذكس السابق كان قد تدخل لدى الإمبراطور هيلاسلاسي إمبراطور إثيوبيا الأسبق في حل أزمة متعلقة بمياه النيل أثناء حكم الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر لما بين الكنيستين من روابط قوية.

وانفصلت الكنيسة الإثيوبية عن الكنيسة المصرية إداريا عام 1959 بسبب خلاف على تعيين بطريرك مصري على رأس الكنيسة الإثيوبية، وكانت أديس أبابا ترغب في أن يكون إثيوبيا.