معارضون سوريون يؤكدون قبولهم الحوار مع الأسد.. للتفاوض حول آلية تسليم السلطة فقط

أعضاء في المجلس الوطني لـ«الشرق الأوسط»: المعارضة موحدة اليوم أكثر من أي وقت مضى والنظام السوري مرتبك

TT

يبدي أعضاء في المجلس الوطني السوري تفاؤلهم لناحية «بلوغ النظام السوري مرحلته الأخيرة»، ولذلك فهو يعمد إلى التصعيد في نبرة خطابه وتصريحات مسؤوليه، على غرار «ما شهدته أنظمة سابقة مع اقتراب سقوطها كما حصل في مصر وليبيا»، مستندين في ذلك إلى «التناقض» و«الضياع» الذي عبر عنه وزير الخارجية السوري وليد المعلم، في مؤتمره الصحافي الأخير منذ يومين.

وفي هذا الإطار، أعرب عضو المجلس الوطني حسان الشبلي، في اتصال مع «الشرق الأوسط»، عن اعتقاده أن «النظام بدأ يشعر بأن الأمور تضيق من حوله، لذا فهو يلصق التهم ويحاول الالتفاف على القرارات الصادرة من خلال شد ظهره بروسيا والصين»، معربا عن اعتقاده أنه «سيخسر هذين الحليفين قريبا بسبب لهجته (التشبيحية) كما خسر تركيا وجامعة الدولة العربية، مع إصرار الشعب السوري على مطالبه وسلمية تحركه وأدائه المتميز».

وأعرب الشبلي عن اعتقاده أن «المعارضة السورية باتت موحدة اليوم أكثر من أي وقت مضى، فمواقف هيئة التنسيق بدأت تذوب مع مواقف المجلس الوطني». وأشار إلى أنه «بعد حملة مندوب سوريا لدى جامعة الدول العربية على وزير الخارجية قطر، جاء دور وزير الخارجية الذي حمل على موقف الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، لكن كل ذلك لا ينفع وهو أشبه (بضرب في الميت)».

وفي حين رأى الشبلي أنه «من الغباء أن تدخل المعارضة في حوار من أي نوع كان مع نظام الأسد، لأن لا حوار إلا حول التفاوض على آلية انتقال السلطة ووقف سفك الدماء» - أكد عضو المجلس الوطني والناطق باسم لجان التنسيق المحلية في سوريا عمر إدلبي لـ«الشرق الأوسط» أن «الحديث عن دعوة جديدة للحوار بلا معنى وجاءت بعد فوات الأوان»، مذكرا بأن «النظام تحدث منذ الأسبوع الأول لاندلاع التحركات الشعبية عن حوار شامل لأطياف المعارضة من دون أن ينفذ شيئا من وعوده».

ولفت إدلبي إلى أن «ثمة تخبطا واضحا من قبل النظام في إدارة أزمته»، موضحا أن «دعوة المعلم لعقد قمة عربية لا تستقيم مع الاتهامات التي وجهها لثماني عشرة دولة شاركت في إصدار القرار»، مؤكدا أن «كل كلام في هذا السياق ليس إلا محاولة لشراء الوقت، ويظهر أن النظام فقد مصداقيته بشكل كامل».

ولم يبتعد عضو المجلس الوطني أديب الشيشكلي عما جاء على لسان زميليه، فأعرب لـ«الشرق الأوسط» عن اعتقاده أن «لروسيا موقفا سياسيا تحاول بيعه»، متوقعا أن «تغير روسيا موقفها الداعم للنظام ما دام العرب اتخذوا قرارا ثابتا، لأنها لن تتخلى عن علاقاتها بالدول العربية من أجل سوريا». وشدد الشيشكلي على «أننا بتنا معتادين أكاذيب النظام ونفاقه»، ملاحظا وجود «نوع من الضياع والتخبط في إطار المحاولة لإيجاد مخرج لأزمتهم، وأعتقد أنهم لن يجدوه أبدا».