تقارير بريطانية تكشف عن اتصالات أجراها مسؤولون إيرانيون بالمعارضة السورية

صالحي يدعو لحل في سوريا بعيدا عن التدخل الأجنبي.. وموالون للأسد يتجمعون أمام السفارة الإيرانية «تقديرا» لمواقف طهران

TT

كشفت تقارير صحافية بريطانية عن أن إيران بدأت مشاورات مع مجموعات من المعارضة السورية، منذ نحو شهر من أجل التحضير لمؤتمر للمعارضة السورية، إلا أن محاولتها تلك باءت بالفشل. وفي غضون ذلك، دعا السفير الإيراني في دمشق نظام الرئيس السوري بشار الأسد إلى إجراء إصلاحات جذرية، كما أجرى وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي اتصالا هاتفيا بنظيره الجزائري مراد مدلسي دعا فيه إلى حل الأزمة السورية «بعيدا عن التدخل الخارجي».

وذكرت صحيفة الـ«تلغراف» البريطانية أمس نقلا عن مصادر مختلفة في المعارضة السورية، أن مسؤولين إيرانيين التقوا هيثم المناع، القيادي في «هيئة التنسيق الوطنية» التي تعارض التدخل الدولي في سوريا، ولكن الشارع السوري لا يعتبر أنها تمثله.

وقال صحافي معارض للصحيفة «إيران استعملت هيثم مناع للتحضير لمؤتمر للمعارضة»، ولكنه أضاف أن المحاولة فشلت «لأنه لا أحد يثق بإيران».

وكانت قد وجهت اتهامات لعناصر من فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، في بداية الأحداث السورية منتصف مارس (آذار) الماضي، ومساعدتهم الجيش السوري في إخماد المظاهرات، إلا أن المواقف المعلنة لم تؤكد ذلك، فقد خرج الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في أغسطس (آب) ليطالب الحكومة السورية بالجلوس مع المعارضة ثم خرج الشهر الماضي وطلب بصورة مباشرة من الأسد تنفيذ إصلاحات، إلا أنه أعلن رفضه للتدخل الخارجي.

وفي سياق متصل، دعا السفير الإيراني في دمشق محمد رضا رؤوف شيباني أمس السلطات السورية إلى إجراء إصلاحات جذرية من أجل حل الأزمة. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا) الرسمية عن شيباني، أن «سوريا تحتاج إلى إصلاحات جذرية ولذلك ندعم الإصلاحات ف هذا البلاد»، إلا أنه أضاف قائلا «لكن نقول إن الإصلاحات لا تتحقق بالضغوط الأجنبية». واعتبر أن «إيجاد الأجواء المناسبة للحوار البناء هو الطريق إلى تحقيق الإصلاح»، مبديا «استعداد طهران لوضع كل خبراتها السياسية ف تصرف سوريا من أجل إيجاد جو مناسب للحوار الفعال».

ووصف السفير الإيراني في دمشق الظروف الت تمر بها سوريا بأنها «حساسة»، لافتا إلى أن طهران «تدرس بدقة» التطورات الجارية ف هذا البلد. وقال إن «محور المقاومة يشمل إيران وسوريا والمقاومة الفلسطينية واللبنانية والهدف من سع الأعداء للتدخل ف شؤون سوريا الداخلية هو تدمير هذا المحور، ولذلك نجد الاتهامات توجه إلى إيران وتمارس الضغوط عليها، كما يوجهون الاتهامات إلى سوريا ويضغطون عليها».

وبعد يوم من تنديد الجمهورية الإسلامية بالقرار الذي اتخذته جامعة الدول العربية بتعليق عضوية سوريا تجمع نحو ألف سوري من الموالين لنظام الرئيس بشار الأسد ليل أول من أمس أمام مقر السفارة الإيرانية ف ح المزة الراقي بدمشق «تعبيرا عن تقديرهم لمواقف طهران الداعمة لسوريا حكومة وشعبا ف مواجهة المؤامرة الت تتعرض لها»، وردد المشاركون هتافات تأييد للأسد، وأخرى «تشيد بموقف إيران»، حسبما أوردته وكالة «إرنا». وجاء ذلك بالتزامن مع سلسلة الهجمات التي شنها موالون للأسد على البعثات الدبلوماسية السعودية والقطرية والتركية والفرنسية بعد الإعلان عن تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية يوم السبت الماضي.

إلى ذلك، بحث وزير الخارجية الإيراني الأوضاع في سوريا مع نظيره الجزائري، وأكد صالحي «ضرورة التشاور ف إطار تقديم الدعم للوصول إل أرضية مواتية لحل القضايا استنادا إل مبدأ عدم التدخل الأجنب ودفع مسيرة الإصلاح ف سوريا إل الأمام». ويذكر أن الجزائر كانت واحدة من الدول العربية القلائل التي رفضت قرار تعليق عضوية سوريا رغم أنها صوتت لصالحه، وأعلنت لاحقا أنها لن تسحب سفيرها من دمشق طبقا لأحد بنود القرار.

وأشار صالحي إلى أن «الوضع ف سوريا ووقف التدخل الأجنب قابل للحل»، معربا عن استعداد الجمهورية الإسلامية الإيرانية لاتخاذ أي خطوة في إطار المشاورات الإقليمية وتقديم الدعم لتحقيق هذا الهدف.