اشتباك بالأيدي وشتائم بين مسؤولين لبنانيين مباشرة على الهواء.. بسبب خلاف حول سوريا

ارتفاع حدة السجال السياسي في لبنان على خلفية التباين في مقاربة الملف السوري

لقطة مأخوذة من قناة «إم تي في» اللبنانية لاشتباك بين ممثل حزب البعث فايز شكر (يسار) وعضو مجلس النواب اللبناني السابق مصطفى علوش (يمين) خلال برنامج حواري حول الوضع السوري مساء أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

اعتاد اللبنانيون في السنوات الست الأخيرة على ارتفاع نبرة الخطاب السياسي اللبناني وتخطيه لحدود اللياقات المتعارف عليها، خصوصا عند اتساع هوة الخلاف السياسي بين الفرقاء اللبنانيين، إلا أن النقاش الحاد بين عضو المكتب السياسي في تيار «المستقبل» النائب السابق مصطفى علوش والأمين القطري لحزب البعث فايز شكر ضمن برنامج «توك شو» سياسي بلغ حدودا لم يعرفها المشهد الإعلامي والسياسي في لبنان من قبل.

وقد تمكن مشاهدو قناة الـ«إم تي في» اللبنانية من متابعة الإشكال مباشرة على الهواء، إذ حل الطرفان ضيفين على الإعلامي وليد عبود في برنامجه الأسبوعي «بموضوعية»، ولدى إشارة علوش إلى أنه لا يصدق كلام الرئيس السوري بشار الأسد ومن ثم نعته بـ«الكاذب» بعد استفزازه من قبل شكر الذي وجه كلاما مهينا لخصمه، ارتفعت حدة النقاش المتشنج مع استخدام كلام ناب من الطرفين تطور إلى رشق شكر لعلوش بكوب من الماء، مما دفع الأخير إلى القيام من مقعده متوجها نحو شكر، الذي لم يجد أمامه إلا كرسيه، وما إن هم برفعه حتى تدخل مقدم البرنامج وعدد من فريق عمله لتهدئة الضيفين وتم قطع البث بالكامل. ثم عاد عبود بعد فاصل إعلاني طويل ليعتذر من المشاهدين باسمه وباسم ضيفيه، ويكمل حوارا قصيرا معهما، كل على حدة.

وإذا كان عدد من اللبنانيين انصرف إلى التهكم على أداء ضيفي البرنامج وما صدر عنهما من تصرفات وكلام غير لائق، إلا أن الإشكال يحمل في طياته أبعادا أخرى تعكس التباين الفاضح بين القوى السياسية اللبنانية في مقاربة الملف السوري، وما يخلقه من توتر يتخوف كثر من انتقاله من شاشة التلفزيون والمنابر السياسية والإعلامية إلى الشارع اللبناني.

وعكست ردود الفعل الصادرة أمس عن علوش وشكر، في معرض تفسيرهما لما حصل بينهما، هذا التباين، إذ اعتبر علوش أن «المسألة لا تتصل بشخص شكر أو بشخصي، بقدر ما تعبر عن مدى التوتر الذي يشعر به الفريق التابع لسوريا وعدم تقبله لفكرة سقوط هذا النظام»، معربا عن اعتقاده أن «النظام السوري في أزمة حقيقية، لأنه يرتكز على الديكتاتورية والاستبداد، وهو يعتمد على نقل أزمته إلى الخارج والمحيط، وهذا ما أدى إلى الأزمات المتلاحقة منذ الاحتلال السوري في لبنان والذي يتجدد الآن من خلال بعض الساسة في لبنان».

في المقلب الآخر، أوضح شكر أن علوش «حاول أن يمس رموزا نجلها ونحترمها ونقدسها (على خلفية نعته الأسد بالكاذب)، فاضطررت إلى مواجهته».