أفرجت السلطات السورية أمس عن 1180 معتقلا ممن وصفتهم وكالة الأنباء السورية (سانا) بأنهم تورطوا بالأحداث في سوريا ولم تتلطخ أيديهم بالدماء. وكان عدد من المفرج عنهم وصلوا إلى منازلهم أول من أمس، وتم الإفراج عن أعداد أخرى يوم أمس من مختلف المحافظات.
وقالت صحيفة «الوطن» السورية المقربة من النظام إن ذلك يأتي في إطار «التزام سوريا ببنود الاتفاق مع الجامعة العربية» لافتة إلى أنه سيتم «الإفراج خلال الفترة اللاحقة عن دفعات أخرى». تجدر الإشارة إلى أن ناشطين سوريين يقدرون عدد المعتقلين في السجون السورية منذ بدء الانتفاضة منتصف مارس (آذار) الماضي، بأكثر من 11 ألف معتقل.
وفي السياق ذاته قالت مصادر حقوقية في دمشق إنه تم إطلاق سراح الناشط والمعارض السياسي كمال اللبواني يوم أمس، وذلك بعد انقضاء فترة سجن 6 سنوات. وقال ناشطون إن اللبواني أمضى مدة محكوميته وخرج من السجن منذ نحو أسبوع، إلا أن أحد الأجهزة الأمنية قام باعتقاله قبل مغادرته السجن.
واللبواني معارض سياسي قديم بدأ نشاطه السياسي في الجامعة مع الحزب الشيوعي المكتب السياسي (جناح رياض الترك)، وتابع بعد الجامعة نشاطه الثقافي، ثم عاود النشاط السياسي مع حركة ربيع دمشق فكان عضوا في لجان الدفاع عن حقوق الإنسان وعضوا في لجنة منتدى الحوار الوطني الذي أسسه رياض سيف. اعتقل بتاريخ 8-9-2001 مع حملة قمع نشطاء ربيع دمشق وحكمت محكمة أمن الدولة العليا عليه بالسجن 3 سنوات قضاها كاملة في سجن انفرادي. خرج من السجن 9-9-2004 وعاود نشاطه الثقافي والسياسي مطلقا حملة للتضامن مع السجناء السياسيين، كما أسس التجمع الديمقراطي الليبرالي ليعتقل مرة أخرى عام 2005 في مطار دمشق لدى عودته من زيارة للولايات المتحدة الأميركية التقى خلالها نائب مستشار الرئيس جورج بوش لشؤون الأمن القومي ستيفان كروش وعددا من المسؤولين الأميركيين، وتصريحه من هناك «أن زيارته للولايات المتحدة هي لممارسة مجموعة ضغوط دبلوماسية وسياسية لإجبار النظام على احترام حقوق الإنسان» و«أنه زار أميركا لمحاولة ترجمة إعلان دمشق إلى أفعال ووقائع..».
ويأتي الإفراج عن معتقلين سوريين في وقت استمرت فيه حملات اعتقال عشرات الناشطين في البؤر المتوترة. وأعلن ناشطون في الأوساط الطلابية يوم أمس عن اعتقال أكثر من 30 طالبا من الجامعة الأوروبية والجامعة الدولية بعد مظاهرة خرجت في الجامعة، منهم: فراس حمدي العمري ومحمد النابلسي وخالد الحشيش ومحمد الحشيش ومحمد محاميد وأخوه، ومحمد عسكر ورضوان أبو رومية ومحمد عوض ومحمد الدخان.