لويا جيرغا الأفغانية تبحث التفاوض مع طالبان والعلاقات مع أميركا

وسط آمال ضعيفة بتحقيق شيء ملموس وتوعد المتمردين لمجلس الأعيان التقليدي

شرطيان يوقفان راكب دراجة نارية للتفتيش عشية انعقاد مجلس اللويا جيرغا، في كابل أمس (إ.ب.أ)
TT

تبحث اللويا جيرغا، مجلس الأعيان التقليدي الأفغاني، اعتبارا من اليوم (الأربعاء)، استراتيجية جديدة للمفاوضات مع حركة طالبان، وكذلك العلاقات مع الولايات المتحدة بعد 2014، رغم أن الأمل ضعيف في إرساء مبادئ واضحة. ولا يبدو المتمردون مستعدين لمثل هذه المفاوضات، بعد أن كثفوا هجماتهم في حين تستعد القوات الأجنبية لمغادرة أفغانستان بعد نزاع استمر عشر سنوات. لا بل إن المتمردين يتوعدون بمهاجمة اللويا جيرغا، مجلس الأعيان الذي يضم ممثلين عن الولايات الأفغانية والقبائل والقوميات وجمعيات المجتمع المدني.

ويجتمع المجلس بصورة استثنائية ليقرر الخطوط العامة للسياسة الأفغانية خلال المرحلة المقبلة. وكلف الرئيس حميد كرزاي لدى دعوته للاجتماع اللويا جيرغا بمناقشة الشراكة الاستراتيجية مع واشنطن بعد انسحاب الجنود الأميركيين بنهاية 2014.

ولكن يتعين عليه كذلك تحديد استراتيجية جديدة لبدء مفاوضات سلام مع المتمردين الذين اغتالوا في 20 سبتمبر (أيلول) برهان الدين رباني، كبير المفاوضين الأفغان. ونفذ العملية انتحاري ادعى أنه أتى مبعوثا من طالبان.

ويقول توماس راتنغ، من شبكة المحللين الأفغانية في كابل إن اللويا جيرغا «لا تملك رؤية واضحة حول عدد من المواضيع ومنها طريقة تعيين المشاركين، كما أنها لم تضع جدول أعمال دقيقا، ولا يعرف بعد مدى إلزامية قراراتها». ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية في تقرير لها حول الموضوع، عن دبلوماسي غربي قوله: «السؤال هو ما سيكون عليه مضمون المناقشات»، معتبرا أن اجتماع مجلس الأعيان «لن يفضي إلى شيء يذكر». ويضيف الدبلوماسي، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن «كرزاي لن يحصل سوى على العموميات. سيطلب تفويضا عاما جدا للتفاوض مع الولايات المتحدة» حول الشراكة الاستراتيجية التي ستحدد الوجود العسكري الأميركي في أفغانستان بعد رحيل القوات القتالية التي يقودها حلف شمال الأطلسي بنهاية 2014. وكان ينبغي في الأساس أن توافق اللويا جيرغا على الوثيقة النهائية، ولكن المفاوضات لم تنتهِ، ويبدو أن الولايات المتحدة كانت حاسمة في ثني كرزاي عن السعي إلى فرض شروط عليها عبر اللويا جيرغا. ويقول الدبلوماسي الغربي إن كرزاي سيطرح «على الأرجح اسم خليفة رباني ويعمل على التصديق على بعض مبادئ التفاوض مع طالبان وباكستان» المتهمة برعاية المتمردين.

ورفضت طالبان التفاوض مع الحكومة قبل مغادرة جميع الجنود الأجانب، واستنكرت اجتماع مجلس الأعيان معتبرة أنه «سيعطي وجها قانونيا للاحتلال غير الشرعي لأفغانستان»، من خلال إقامة قواعد أميركية دائمة. وهددت طالبان بالانتقام من المشاركين. وحاول ثلاثة رجال يحملون متفجرات دخول مكان الاجتماع، ولكنهم فشلوا.

ويتوقع أن يشارك أكثر من ألفي موفد من الولايات الـ34 رغم مقاطعة عدد من الشخصيات السياسية الذين يتهمون كرزاي بالعمل على الالتفاف على الجمعية الوطنية. ويرى الدبلوماسي الغربي أن التغيب لن يكون ملحوظا. ويضيف أن هدف كرزاي هو الخروج من عزلته السياسية.

ويقول المحلل الأفغاني هارون مير: «باتت اجتماعات مجلس الأعيان روتينية بالنسبة لكرزاي في غياب برنامج سياسي لديه، وفي ظل عدم تصديه للمشكلات الأكثر جدية». وأمام الانتقادات التي تصف مجلس الأعيان بأنه «غير دستوري» و«غير قانوني» واتهام كرزاي بالسعي للالتفاف على الجمعية الوطنية (البرلمان) التي لا يحظى فيه بتأييد كبير، أعلن المنظمون أن قرارات اللويا جيرغا لن تكون ملزمة وأنها ستطرح على النواب لاحقا. ويقول الدبلوماسي الغربي: «صدرت انتقادات، وهذا يعني أنه ستتم العودة إلى البرلمان، ولكن من غير الواضح كيف سيخالف البرلمان اللويا جيرغا التي هي ليست سوى هيئة استشارية».

ووصل المشاركون في الاجتماع إلى كابل لأعمال تمهيدية. ويقول راتنغ مازحا: «يبدو أن الحكومة تريد أن تتأكد من أنهم يعرفون تماما ما سيتم الحديث عنه قبل الاجتماع».