دمشق تدرس اقتراح إرسال مراقبين.. ومقتل 12 شخصا في عمليات عسكرية

شريط مصور يوضح حفر خنادق في محيط مدينة حمص

صورة مأخوذة من مواقع المعارضة لمظاهرة مناهضة للنظام في دمشق أمس
TT

أكد ناشطون ومصادر في المعارضة السورية سقوط 12 قتيلا على الأقل أمس، بينهم طفل في الثامنة من عمره، في وقت شن فيه منشقون عن الجيش السوري هجوما على مقر منظمة شبيبة الثورة في مدينة معرة النعمان في محافظة إدلب، بعد يوم من هجوم مماثل شنه ما يسمى «الجيش السوري الحر» على مقر المخابرات الجوية، في منطقة «حرستا» في محافظة «ريف دمشق»، في وقت مبكر من فجر الأربعاء.

وشنت قوات الأمن السورية حملة اعتقالات أمس، شملت العشرات من سكان حرستا، في أعقاب الهجوم على مقر المخابرات الجوية. وقالت لجان التنسيق المحلية للثورة السورية إن 12 قتيلا سقطوا أمس، بينهم أربعة من العناصر المنشقة عن الجيش، قتلوا في معارك بالقرب من مدينة حماه، بالإضافة إلى مقتل ثمانية مدنيين برصاص قوات الأمن، من بين هؤلاء القتلى ثلاثة في إدلب، واثنان في حمص، واثنان أحدهما طفل في الثامنة من عمره، في دير الزور، بالإضافة إلى قتيل واحد في حماه.

وجاء ذلك بعد ساعات من إعلان الجامعة العربية بعد اجتماعها في الرباط، إمهال سوريا ثلاثة أيام للرد على طلب إرسال مراقبين من الجامعة العربية إلى دمشق، والذي قال السفير السوري في واشنطن عماد مصطفى إنه «قيد الدراسة»، مشيرا إلى أن حكومته تنظر إلى الأمور «بتجرد». وقال «ما فيه مصلحة لسوريا ننظر إليه بعين إيجابية». أما ما سماه «عمليات الاستفزاز» فينظر إليها «على أنها استكمال للهجوم الأميركي - الإسرائيلي على سوريا». وجزم مصطفى بعدم فك الارتباط بين النظام السوري وإيران، وفي حديث لقناة «المنار» اللبنانية التابعة لحزب الله قال مصطفى «لطالما كان المطلوب هو فصل العلاقة بين سوريا والمقاومة وإيران، وهذا لم يحصل، ولن نضحي بعلاقتنا مع الأطراف الشريفة في المنطقة». كما هاجم مصطفى دولة قطر ووصفها بأنها «ليست إلا أداة، وهي رأس الحربة في المخطط، ولا نريد أن نعطيها أكبر من حجمها»، مؤكدا على قناعته بـ«أننا نعيش في الزمن العربي الرديء». وقال إنه شخصيا «مؤمن بأنها فترة انتكاسة لن تطول، والأمور ستعود إلى نصابها الصحيح».

وميدانيا، بث ناشطون مقطع فيديو يوضح قيام قوات الجيش السوري بحفر خنادق في محيط مدينة حمص، عند تحويلة طريق دمشق طرطوس، جرى تصويره يوم أول من أمس، وقالوا إن تلك الخنادق يمكن أن تكون لعدة أغراض، أحدها إخفاء الدبابات في حال وافق النظام السوري على دخول المراقبين، كما يمكن أن تكون لحماية الدبابات من هجمات «الجيش الحر». كما أكدت مصادر محلية في مدينة حمص أن قوات الجيش تقوم بحفر خنادق داخل المدينة لا سيما في محيط القلعة القريبة من حي باب السباع.

وقالت مصادر الجناح الإلكتروني في «الجيش السوري الحر»، إن «سرية كاملة من الجيش السوري انشقت يوم أمس في مدينة جسر الشغور في محافظة إدلب، وجرت اشتباكات عنيفة بين الجنود المنشقين وقوات الجيش والأمن والشبيحة، أسفرت عن سقوط عدد كبير من قوات النظام». وفي معرة النعمان، أكدت مصادر في «الجيش الحر» أنه تدخل في مدينة معرة النعمان في إدلب يوم أمس لحماية المدنيين، حيث قام بمهاجمة مقر فرع شبيبة الثورة التابعة للحزب الحاكم والذي تتمركز فيه قوات الأمن والجيش، وسمعت أصوات انفجارات وإطلاق رصاص في المدينة.

كما أعلنت كتيبة «الشهيد أحمد خلف» المنشقة، حصول اشتباك مع قوات الأمن في مدينة صيدا في محافظة درعا، وأن نحو 15 عنصر من الأمن قتلوا منهم وجرح عدد آخر. كما قالت الكتيبة إنها قامت بتأمين مجموعة من المنشقين الذين انضموا إلى الكتيبة. وفي مدينة درعا قالت مصادر محلية إن قوات الأمن قامت بتخريب أكثر من 25 محلا ونهب محتوياتها، ردا على مشاركة أصحابها في الإضراب العام.

من جانب آخر، قامت قوات الأمن بفرض حصار على المدارس لمنع خروج أي مظاهرات مع انتشار كثيف للقوى الأمنية والشبيحة لمراقبة خروج الطلاب من المدارس بشكل تدريجي لمنع أي تجمع لهم.

وفي ريف دمشق، قال ناشطون إن الوضع متوتر هناك. وفي مدينة عربين استمر انقطاع الاتصالات الجوالة والأرضية والإنترنت عن المدينة منذ يومين لمرات متعددة ولمدد متفاوتة تصل إلى 8 ساعات أحيانا. وكانت عربين قد شهدت انفجارات منذ يومين بين منتصف الليل والفجر، ولا تزال قوات الأمن والجيش تنتشر في المدينة واضعة عددا كبيرا من الحواجز. وفي مدينة كفر بطنا سمعت بعد ظهر يوم أمس أصوات انفجارات عنيفة هزت المنطقة، وأضواء قوية في سمائها.

وفي مدينة حمص، قالت مصادر محلية إن قوات الأمن في حاجز دوار القاهرة ألقت قنبلة مسمارية باتجاه حي الخالدية، أسفرت عن سقوط عدد من الجرحى، وتم منع سيارات الهلال الأحمر من دخول الحي، وتم استهداف سيارة تابعة له. كما قامت قوات الأمن والجيش باقتحام المنطقة الصناعية على طريق حمص حماه، وجرت عمليات مداهمة وتفتيش لكل المحلات هناك بحثا عن مطلوبين وسيارات مصابة بطلقات نارية، وترافقت الحملة التي استمرت ثلاث ساعات بعد ظهر يوم أمس مع إطلاق نار كثيف.

وقال ناشطون إن تعزيزات عسكرية جديدة وصلت أمس إلى منطقة الحولة، وتمركزت في مؤسسة المياه في بلدة تلدو التي تحولت إلى ثكنة عسكرية، وتضمنت التعزيزات مدرعتين و7 دبابات و100 جندي يرتدون لباس الشرطة العسكرية وعددا من ناقلات الجند مع 9 سيارات «بيك أب» مثبت عليها رشاشات 500. وفي مدينة دير الزور، قال ناشطون إن شبيحة الأمن العسكري صدموا شابا عند مدرسة حسان العطرة في حي القصور، وبعد سقوطه على الأرض نزلوا من السيارة وانهالوا عليه بالضرب، وعند تجمع الأهالي لتخليص الشاب قامت قوات الأمن بإطلاق النار عليهم. كما أعلن في دير الزور عن استشهاد هشام بدري الأحمد في حي الجورة.

وفي محافظة الحسكة، قامت قوات الأمن مدعومة بالشبيحة بمداهمة قرية جرنك القريبة من مدينة القامشلي بأكثر من عشرين سيارة، وقد دهس ثلاثة أطفال، اثنان منهم في حالة خطرة، واعتقال العشرات. وقالت مصادر محلية في القامشلي إن 10 دبابات و5 قطع مدفعية ثقيلة تمركزت على طريق حلب القامشلي في منطقة عين عيسى. وفي السويداء، قام شباب صباح أمس بصبغ صورة للرئيس موجودة أمام نقابة الأطباء في السويداء باللون الأحمر رمزا للدم السوري المراق على أيدي قوات الأمن وتضامنا مع أطباء سوريا الأحرار. وتشهد مدينة السويداء حيث تتركز الطائفة الدرزية تشديدا أمنيا كبيرا لمنع انضمامها إلى الحركة الاحتجاجية بقوة، كما تجري ملاحقة الناشطين من أبناء محافظة السويداء من الدروز واعتقالهم وتعريضهم لأشد أنواع التعذيب والإهانات.