عضو المجلس الوطني: الكل اقتنع بأن العرب نفضوا أيديهم من النظام السوري

أسامة المنجد: نوعية التعامل معنا اختلفت منذ إعلان المبادرة العربية

المعارض السوري أسامة المنجد
TT

قال أسامة المنجد، المعارض السوري عضو المجلس الوطني السوري ومستشار أمانته العامة، إن نوعية التعامل مع المجلس الوطني السوري اختلفت منذ إعلان المبادرة العربية بتجميد عضوية سوريا فيها، وتجلى ذلك حتى في المستوى الذي يتم به الاستقبال الرسمي لأعضائه. وأعاد المنجد هذا إلى أن «الكل اقتنع بأن العرب نفضوا أيديهم من النظام السوري». كما أكد المنجد لـ«الشرق الأوسط» أن المبادرة الأخيرة لبت مطالب المجلس. وبين أن هدف المجلس الانطلاق من المنظومة العربية والعمل في فلك الدول العربية «إيمانا منا بحرص الأشقاء العرب على مستقبل وسلامة الشعب السوري».

وطالب مستشار الأمانة العامة أبناء الطوائف، وخاصة العلويين منهم، بأن يكونوا واضحين في موقفهم المتعلق بالابتعاد عن الأسد.

وذكر الجيش بأن واجبه العسكري هو حماية السوريين. وأضاف «ليس لكم عذر وسيحاسب كل من يطلق الرصاص وليس له العذر لاحقا في أنه كان يتبع أوامر عسكرية»، ودعاهم لأن يحموا السوريين، لا أن يقفوا موقف الداعم للنظام.

ولأصحاب رؤوس الأعمال «الواهمين» بأن النظام قد يستمر، قال المنجد إن «كل من قتل سوريا سيحاسب سواء أكان أطلق الرصاص أو أصدر أمرا بإطلاقه أو مول الطلقة، ولكم عبرة في الثورات العربية والتاريخ».

وحول مطالب المجلس قال «نحن لن نطالب بتدخل عسكري وإنما نطالب بحماية المدنيين». وعن استمرارية الأسد أكد المنجد أن الجميع لهم نفس القناعة وأن هذا النظام غير قادر على إصلاح أي جزء من جزئياته، ولو سحب النظام جيوشه سينهار أوتوماتيكيا، وأوضح «الآن رغم وجود آلة القتل، السوريون يخرجون يوميا بالآلاف». كما توقع عضو المجلس أن يرى تصعيدا في الموقف التركي قريبا. وذكر أن أوغلو أكد لهم أن تركيا جاهزة للتعامل مع المجلس الوطني كممثل للشعب السوري.

والتقت «الشرق الأوسط» عضو في المجلس الوطني ومستشار الأمانة العامة في لندن وكان لنا معه حوار هذا نصه:

* ما رأيكم في المبادرة التي قامت بها الجامعة العربية مؤخرا، وقرارها بتجميد عضوية سوريا فيها؟

- بوعوده بالالتزام بالمبادرة العربية من قبل كان النظام يحاول توفير مزيد من الوقت، ظنا منه أنه يستطيع ذلك، لكن الكل يرى أن أيام النظام في سوريا الآن معدودة، ومبادرة الجامعة العربية الأخيرة لبت مطالبنا على الرغم من وجود عدة تحديات منها تحفظات بعض الدول العربية. كما أننا سبق أن طلبنا كذلك سحب السفراء والإبقاء فقط على ممثليات دبلوماسية في سوريا، لكن يبقى هذا الأمر خاصا بقرارات كل دولة وما ترتئيه.

* ما هي أهم الملفات التي ستتحاورون حولها مع الجامعة العربية مع بدء حواركم مع أعضائها؟

- البعد العربي لسوريا المستقبل مهم جدا، فهدفنا الانطلاق من المنظومة العربية والعمل في فلك الدول العربية بداية، إيمانا منا بحرص الأشقاء العرب على مستقبل وسلامة الشعب السوري.

ومن نقاط حوارنا مع دول الجامعة العربية أن تستعمل مالها من حظوة وأدوات للضغط، وحتى روسيا والصين كانتا تبرران موقفيها بأن دول الجوار لا تشتكي والآن وبعد أن أصبح لديها موقف موحد ولم يعد يوجد عذر، والصينيون أقرب إلى تغيير مواقفهم.

* كيف تقيمون موقف الملك الأردني الذي دعا الأسد للرحيل؟

- الأردن بلد يستشعر خطورة الأزمة مثله مثل كل دول الجوار، والملف السوري أصبح ملفا قوميا في الوقت الحالي، وكانت نصيحة الملك لبشار بأن يتنحى لأنه يرى الجهود العربية التي يعتبر موقفه دعما لها، والمواقف الدولية أيضا، وأصبح موضوع تنحي الأسد تحصيل حاصل، وإن بقي في الحكم فلن يسبب شيئا غير الدمار.

* قامت تركيا بعدة خطوات حول المسألة السورية، هل تنتظرون أن تلعب دورا أكبر في المستقبل القريب؟

- تركيا كانت على أهبة الاستعداد لإعلان عقوبات مالية وأقرت بذلك سابقا، لكنها تريثت إلى أن تتخذ الجامعة العربية موقفا حازما، ونتوقع أن نرى تصعيدا في الموقف التركي قريبا.

وخلال اجتماعي في نيويورك مع أردوغان وكذلك خلال اجتماعات المجلس الوطني مع أوغلو في تركيا أيضا، أكدوا أنه سيتم اتخاذ قرارات، كما أكد أوغلو أن تركيا جاهزة للتعامل مع المجلس الوطني كممثل للشعب السوري.

* الموقف الدولي من المعارضة بعد قرار جامعة الدول العربية؟

- اختلفت نوعية التعامل مع المجلس الوطني السوري، والمستوى الذي يتم به الاستقبال الرسمي لأعضائه بعد قرار الجامعة، لأن الكل اقتنع بأن العرب نفضوا أيديهم من النظام السوري.

* ماذا تتوقعون من إيران الحليف الأقوى لسوريا، هل ستقف مكتوفة الأيدي وتسمح بسقوط الأسد بسهولة؟

- دعم إيران هو معنوي ودبلوماسي للنظام السوري والإيرانيون يعلمون بأن سوريا لن تقوم على علاقات طائفية، وأن الشعب السوري يسعى لإقامة نظام مبني على الديمقراطية والمدنية والتعددية، وإيران تحسب خياراتها وهي تتعامل مع النظام، وفي نفس الوقت تعد العدة لما بعده وقد اجتمعت ببعض أطياف المعارضة.

* ما رأيكم في من يقولون إن الأسد ما زال يحظى بشعبية في سوريا وأن الدليل على ذلك آلاف المؤيدين في الشوارع؟

- شاهدنا الآلاف في الساحة الخضراء في ليبيا، كما شاهدنا آلاف المؤيدين لابن علي قبل سقوطه، وكذلك مبارك في مصر، وأغلب من نراهم في الشوارع السورية هم موظفو قطاع عام أو خاص يهددهم أرباب العمل بفقدان أعمالهم. ونتذكر جيدا تسشاوسيسكو كان أكثر من 100 ألف يهتفون باسمه قبل 24 ساعة من سقوطه. فإننا حين نرى الجماهير في الشوارع فهذا لا يعني أنهم يعبرون عن رغبة حقيقية في بقائه.

* ما هي أهم الأعمال التي قام بها المجلس الوطني السوري حتى الآن؟

- قمنا بعدة أمور أهمها بناء مؤسسات المجلس المالية والسياسية، والتي بدأناها منذ الإعلان عنه، والأمانة تعقد مؤتمراتها بشكل مستمر، ونقوم باستكمال تمثيلياتنا في الخارج وكانت تمثيلياتنا قد بدأت بالعمل في كل من واشنطن وباريس ولندن والخليج تركيا والقاهرة، ونبذل جهودا كبيرة من أجل استكمال علاقاتنا الدولية.

* ما هو برنامجكم السياسي الذي تعملون على تحقيقه من خلال اتصالاتكم واجتماعاتكم مؤخرا؟

- نعمل حول عدة ملفات أولها وضع خريطة الطريق لشكل التغيير إعدادا لمرحلة ما بعد الأسد، كما يتضمن برنامجنا حماية الأقليات، وحول شكل العقوبات وتفاصيل العقوبات التي من الممكن أن تساهم في انهيار النظام السوري بشكل أسرع، وقمنا كذلك بتقديم ملفات كثيرة، ووضع برنامج من شأنه أن يؤدي إلى الاعتراف بنا، كما نبحث الخطوات التالية والسيناريوهات المحتملة للتغيير، ولا يمكن أن نتحرك والنظام يقتل المدنيين العزل، لا بد من إعداد سيناريوهات الحقيقة.

ولدينا فريق يعمل على المرحلة الانتقالية في أكثر من 12 حقلا من حقول الحكومة ويعد خبراء محليون بالتعاون مع خبرات عالمية لتطبيق برنامج إصلاحي بأسرع وقت وترتيب الأولويات، وليس التركيز على سيناريو السقوط حاليا بقدر ما هو ما الإعداد لمرحلة ما بعد الأسد.

* هل يمكن أن تتحول المعارضة السورية إلى حركات مسلحة لمواجهة جيش النظام؟

- نحن نرفض أن يحمل مدنيون السلاح ولكن نوجه تحية لأبناء الجيش الذين انشقوا عن النظام، ونشد على يد أبناء الجيش وندعوهم لأن يتخلوا وينشقوا عنه، ويجب أن يكون هناك تمييز بين المنشقين من الأمن أو الجيش الذين يرافقون المتظاهرين ويشكلون حواجز دفاعية عنهم. وقد شاهدنا العقوبات الاقتصادية والمالية على ونعتقد أنها خطة ناجعة حاليا، وفرض حظر صادرات البترول التي تمثل 30% إلى جانب تراجع السياحة إلى مستوى الصفر وهي التي تمثل 27% من الاقتصاد. هذا يساعد على تقصير عمر النظام ونعمل على تحقيق المزيد في هذا الاتجاه.

* هل الخلافات بين عناصر المعارضة السورية من الممكن أن تؤدي إلى انشقاقات في المستقبل؟

- الكتلة الأكبر التي تحظى بتأييد الشارع هي المجلس الوطني السوري، والتنسيقيات التي هي جزء من المجلس، وهناك أطراف أخرى لا تجد نفسها نقول لهم علينا تجاوز أطروحاتنا الشخصية، ويد المجلس مفتوحة للجميع، الكل مدعو للحوار. وخلافاتنا ليست مع المعارضة، بل مع الطغمة المستبدة، كما نؤكد أن الأجندة واحدة بالنسبة لمختلف أطياف المعارضة رغم الاختلافات التنظيمية، والمطلب هو إسقاط الأسد ثم بناء دولة تعددية ديمقراطية، والكل متفق حول تصور دولة حداثية، ومحاور الخلاف لا ترقى لانشقاقات، وإنما هي مرحلة ترتيب أوراق، لكن نقول إن المجلس الوطني اكتسب شرعيته من الأرض ومن ثقة الشارع به، ونعمل ضمن هذه الثقة ونعلم أننا في مرحلة اختبار لمدى جدية المجلس، وهذا ما يشكل حافزا دائما في عملنا.

* تحدث الإعلام الغربي هذا الأسبوع عن المشهد السوري، وعن إمكانية تكرار المشهد الليبي في سوريا إذا ما واصل الأسد عمله بنفس الطريقة، هل من الممكن أن نرى ما حدث في ليبيا يتكرر في سوريا؟

- هناك العشرات من الفوارق، فليبيا كانت متجانسة عرقيا وطائفيا، لكن في سوريا لدينا طوائف وأقليات، جغرافيا ليبيا تفصلها صحراء شاسعة عن جيرانها، لكن بالنسبة لسوريا الأمر مختلف، الجيش السوري ترتيبه 16 في العالم، وهذا ما يختلف كثيرا عن تركيبة الجيش في ليبيا، والانتشار أفقي للسكان في ليبيا، لكن في سوريا وطريقة توزع السكان البؤرية وصعوبة الوصول لعدة مناطق، وصعب في سوريا. واقتصاديا في ليبيا تتوفر لهم السيولة، وهذا مختلف أيضا عن الوضع في سوريا.

كما في سوريا يوجد التنوع السياسي، وعموما هناك فوارق كثيرة. ونحن لن نطالب بتدخل عسكري وإنما نطالب بحماية المدنيين، ولا يمكن أن يكون هذا الجمود في قرار سياسي، ما نراه الآن هو أفضل خيار الحفاظ على سلمية الثورة ونسعى فقط لحماية المدنيين وهناك شواهد عن أدوار لعبتها الأمم المتحدة في هذا المجال، وخير مثال ما حدث في كوسوفو سنة 1998.

* إذا ما قرر النظام الالتزام بالمبادرة العربية الأولى، وأمر جيوشه بالتوقف عن قتل المتظاهرين، ونفذ الإصلاحات التي أكد وليد المعلم مؤخرا أنهم يعملون على إنجازها، هل لديه فرصة في البقاء؟

- انتهى هذا الكلام منذ شهور، ولو غير ما غير، الجميع لهم نفس القناعة بأن هذا النظام غير قادر على إصلاح أي جزء من جزئياته، ولو سحب النظام جيوشه سينهار أوتوماتيكيا، والآن رغم وجود آلة القتل فالسوريون يخرجون يوميا بالآلاف، وإن انسحب فسيخرج ملايين المطالبين بإسقاطه للشوارع وفي كل المدن.

* ما هي رسالتكم في المجلس الوطني للسوريين في الداخل؟

- لدينا ثلاث رسائل نحرص على إيصالها الأولى لأبناء الطوائف الذين نقول لهم إن معركتنا في سوريا ليست طائفية هي وإياكم ضد نظام يحتجزكم كرهينة ضد الشعب، المسألة الطائفية أكذوبة، نحن شركاء لكم، حرمة دمكم من دمنا ومصير أبنائكم من أبنائنا، وخاصة العلويين، نتمنى أن يكونوا واضحين في موقفهم المتعلق بالابتعاد عن الأسد.

والثانية للجيش ونقول لهم أنتم أقسمتم على الحفاظ على الوطن ولم تقسموا على حماية أسرة، واجبكم العسكري هو حماية السوريين، وليس لكم عذر، وسيحاسب كل من يطلق الرصاص، وليس له العذر لاحقا في أنه كان يتبع أوامر عسكرية، وندعوهم لأن يحموا السوريين، لا أن يقفوا موقف الداعم للنظام.

ولأصحاب رؤوس الأعمال الواهمين بأن النظام قد يستمر، نقول إن كل من قتل سوريا سيحاسب سواء أكان أطلق الرصاص أو أصدر أمرا بإطلاقه أو مول الطلقة، ولكم عبرة في الثورات العربية والتاريخ، ونريد منكم اتخاذ موقف تاريخي وهناك فرص عظيمة، فنصف السكان تحت العشرين وهناك استثمارات خارجية وهناك آفاق كبيرة وأدعوهم إلى مرحلة جديدة.