«الأبرتهايد» الإسرائيلي ليس قوانين عنصرية فحسب.. بل طريقة تفكير

دراسة: مناهج التربية في المدارس تصف العرب بأنهم «بدائيون وإرهابيون»

TT

في الوقت الذي تقيم فيه إسرائيل جهازا تعبويا كاملا هدفه إظهار كتب التعليم في السلطة الفلسطينية «كتبا لا سامية تحرض على اليهود وتبث العداء لهم»، وتقدم الشكاوى ضد السلطة في الأمم المتحدة بسببها، كشف النقاب أمس عن دراسة إسرائيلية داخلية أعدتها محاضرة كبيرة في إسرائيل تقول إن المناهج في المدارس الإسرائيلية تربي التلاميذ على كره العرب واحتقارهم وتشويههم بشكل مريع.

وقالت صحيفة «معاريف» إن الدراسة ستصدر قريبا في كتاب باللغة العبرية من تأليف المحاضرة الإسرائيلية والباحثة، بروفسورة نوريت بيليد – الحنان، لكن مضمونه وصل إلى العديد من المؤسسات الأكاديمية في العالم، وإنها تؤكد فيه أن «الأبرتهايد الإسرائيلي ليس سلسلة قوانين عنصرية فحسب، وإنما طريقة تفكير بشأن العرب».

والبروفسورة نوريت بيليد هي محاضرة في الجامعة العبرية في القدس، معروفة بمواقفها النقدية ضد حكومات إسرائيل وسياستها العنصرية. وقد شاركت الأسبوع الماضي في محكمة راسل في جنوب أفريقيا، التي أدينت فيها السياسة الإسرائيلية، وسيصدر كتابها في غضون الأسابيع القليلة القادمة، وهو تحت عنوان «الفلسطينيون في كتب التعليم الإسرائيلية: آيديولوجيا ودعاية في التربية»، وتوقعت الصحيفة أن يثير عاصفة دولية، من جهة كونه يعرض الجهاز التعليمي كجهاز يميز بشكل واضح بين اليهود والعرب، وبين الإسرائيليين والفلسطينيين. كما أشارت الصحيفة إلى أن الكتاب يحظى بشعبية دولية، قبل صدوره، لدرجة أنه يطلب منذ اليوم من المحاضرة إجراء مقابلات في وسائل الإعلام الدولية.

وتتناول هذه الدراسة كتب التعليم الإسرائيلية في الفترة من 1996 إلى 2009، أي بعد اتفاقيات أوسلو التي وقعت سنة 1993 واتفق فيها على محو كل مواد التحريض والعداء من كتب التعليم في جميع المواضيع والمجالات. وبحسبها فإن جهاز التعليم يهدف إلى إعداد الصغار لشرعنة جرائم الجيش من خلال تبسيط تعقيدات الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وأشارت الصحيفة في هذا السياق إلى أن جهاز التعليم الإسرائيلي يلقي المرة تلو المرة مقارنة مضمرة في الكتاب مع الجهاز التعليمي الذي كان سائدا خلال الحكم النازي في ألمانيا، والذي كان ضحيته اليهود.

واقتبست الصحيفة فقرات من الكتاب، جاء فيها «إن الأبرتهايد الإسرائيلي ليس سلسلة قوانين عنصرية فحسب، وإنما طريقة تفكير بشأن العرب». وتقول «إن إحياء الذكرى (ذكرى الهولوكوست) هو اليوم الذي نرقص فيه على دمائنا.. رقصة دامية على احتفال دموي، ونحن لسنا على استعداد لأن تدخل دماء أخرى لهذا الاحتفال الدموي».

وتتناول البروفسورة بيليد في كتابها طريقة عرض صورة العرب المواطنين في إسرائيل (فلسطينيي 48) في كتب التعليم الإسرائيلية، فتقول «يطلق عليهم العرب.. العرب مع الجمل بلباس علي بابا.. يوصفون بأنهم منحطون ومنحرفون ومجرمون.. أناس لا يدفعون الضرائب ولا يريدون التطور.. الصورة الوحيدة لهم هي أنهم لاجئون وفلاحون بدائيون وإرهابيون». وتضيف أن التعامل مع عرب 48 يكون على أساس أنهم يشكلون مشكلة ديموغرافية من الممكن أن تتوسع لتصبح تهديدا ديموغرافيا لليهود. وتقول إنه «عندما تذكر في كتب التعليم الإسرائيلية قصة تتعلق بمجزرة ارتكبت بحق العرب، يطلب من الطلاب اليهود النظر إلى ما وراء الحالة العينية من الموت لصالح الصورة الكبرى للموقف، لكي تبرر الجريمة وتبتعد عن التلاميذ مشاعر الذنب».