بدء أعمال المؤتمر التاسع لجماعة الإخوان المسلمين في بنغازي .. وتعيين خليفة حفتر رئيسا لأركان الجيش

منتدى «ميدايز» في طنجة يحتفي بالثورة الليبية ويمنح الشعب الليبي كبرى جوائزه

إبراهيم الفاسي لدى افتتاحه الليلة قبل الماضية أعمال المنتدى («الشرق الأوسط»)
TT

انطلقت أمس في مدينة بنغازي أعمال المؤتمر التاسع لجماعة الإخوان المسلمين في ليبيا للمرة الأولى منذ الإطاحة بنظام العقيد معمر القذافي.

وقال مصدر مقرب من الجماعة لوكالة الأنباء الألمانية إن المؤتمر يستمر أربعة أيام ويجري خلاله اختيار المسؤول العام للجماعة ومجلس الشورى الخاص بها. وستقر الجماعة خلال المؤتمر التوجهات العامة التي سوف تحكم حركتها في المراحل المقبلة في ليبيا.

وأشار إلى أن أعضاء من المجلس الوطني الانتقالي الليبي والمكتب التنفيذي، وجمعا غفيرا من الساسة والمثقفين ورجال الأعمال الليبيين، بالإضافة إلى العديد من وسائل الإعلام المحلية والدولية، حضروا فعاليات الجلسة الافتتاحية لهذا المؤتمر.

يشار إلى أن المؤتمر الأول لـ«الإخوان» كان انعقد داخل ليبيا سرا في عام 1992، فيما انعقدت بقية المؤتمرات علنا في دول المهجر.

وتعد جماعة الإخوان المسلمين أولى الجماعات الإسلامية في ليبيا التي تنتظم في شكل حزبي وتقول إنها تتبنى منهج الوسطية وتنبذ التطرف.

على صعيد آخر، عين ضباط في الجيش الليبي السابق أمس رئيسا جديدا لأركان «الجيش الوطني»، الذي يجري تشكيله، مما يضع السلطات الليبية الجديدة أمام الأمر الواقع، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.

واجتمع 150 ضابطا وضابط صف في البيضاء التي تبعد 200 كلم عن بنغازي في شرق ليبيا ووافقوا بالإجماع على تعيين خليفة حفتر، رئيسا للأركان، وأعلنوا عن «إعادة تفعيل» الجيش الذي ينتظر الإعلان عن تشكيله الرسمي.

وجاء في بيان تلاه العميد فرج بو نصيرة، رئيس المجلس العسكري في البيضاء، أن «المشاركين اتفقوا على اختيار قائد الفيلق خليفة بلقاسم حفتر، رئيسا لأركان الجيش الوطني الليبي بسبب أقدميته وخبرته وقدرته على القيادة، ونظرا إلى ما بذله من جهود من أجل ثورة 17 فبراير (شباط)».

وأرفق الإعلان بالتصفيق الحاد وهتافات «الله أكبر».

وسيرفع تعيينه إلى رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل للموافقة عليه، كما أضاف العميد بو نصيرة أمام مجموعة من كبار المسؤولين العسكريين ومنهم اللواء الركن سليمان محمود، المقرب من الرئيس السابق لأركان الجيش خلال الثورة، عبد الفتاح يونس، الذي اغتيل خلال الصيف. ويحرص أعضاء الجيش السابق على إثبات وجودهم قبل اجتماع رسمي مقرر الأحد حول «الجيش الوطني» على خلفية حرب خفية مع وزارة الدفاع التي يتهمونها بأنها تريد إضعافهم.

وقد انشق عدد كبير من الضباط خلال الثورة من أجل تدريب المقاتلين المتمردين، لكن ألوية المدنيين الذين حملوا السلاح ضد قوات القذافي ما زالوا أحيانا ينظرون إليهم بارتياب وعداء.

إلى ذلك، أعلن مصدر عسكري في الجيش الوطني الليبي عن اعتزامه تفجير قنبلة من مخلفات غارات طائرات حلف شمال الأطلسي (ناتو) على مقر قيادة العقيد الليبي الراحل معمر القذافي بمعسكر باب العزيزية بطرابلس اليوم (الجمعة)، حسب ما ذكرته وكالة الأنباء الألمانية.

وقال المقدم عمر الرطب في تصريح لوكالة الأنباء الليبية، أمس، إن القنبلة التي تزن 250 كيلوغراما، وهي خاصة بالدشم الخرسانية، سيتم تفجيرها بمعسكر 77 المجاور لمعسكر باب العزيزية في وقت مبكر اليوم من قبل فريق متخصص تابع للسفارة البريطانية تحت إشراف الأمم المتحدة.

وأشار المصدر إلى أن هذه القنبلة التي لم تنفجر كانت تستهدف تدمير الدشم الخرسانية الخاصة بتخزين ترسانة الأسلحة الضخمة بهذا المعسكر الذي يعد من أضخم المعسكرات المحصنة بالكتائب الأمنية والمنتشرة بالعاصمة والمناطق المجاورة لها.

من جهة أخرى, خصص منتدى «ميدايز» لدول الجنوب في طنجة تخصيص جائزته الكبرى لهذه السنة للشعب الليبي تقديرا لتضحياته واستماتته خلال الثورة الليبية. وقال إبراهيم الفاسي الفهري، رئيس المنتدى، إن الجائزة ستسلم اليوم إلى عبد الرحمن شلقم، ممثل ليبيا لدى الأمم المتحدة، نيابة عن الشعب الليبي. وأضاف الفاسي الفهري أن الشعب الليبي واجه خلال ثورته آلة تقتيل جهنمية، وتكبد زهاء 50 ألف شهيد، وأن منحه جائزة «ميدايز» لهذه السنة هو تعبير عن التضامن والتقدير لتضحيات أبنائه. ويشارك في المنتدى، الذي انطلقت أشغاله في طنجة أمس، ويستمر حتى يوم غد السبت، 170 شخصية من كبار المسؤولين في 83 دولة حول العالم، بينهم رؤساء دول وحكومات حاليون وسابقون، وممثلون عن 400 شركة، ويحضر المنتدى نحو ألفي شخص. ويبحث المنتدى هذه السنة موضوع «دول الجنوب في الحكامة الدولية». ويشكل الربيع العربي، إلى جانب العلاقات العربية - الأميركية، والقضية الفلسطينية، أبرز المحاور الرئيسية للمنتدى.

وتأخر افتتاح المنتدى أول من أمس إلى ساعة متأخرة من الليل، بسبب تأخر الطيب الفاسي الفهري، وزير الخارجية المغربي، ونظيره التركي داود أوغلو، بسبب الاجتماع الذي عقد في الرباط حول سوريا. وانطلقت أشغال المنتدى أمس بجلسة عامة حول التحولات المناخية وآفاق الاقتصاد الجديد حول الكربون، بالإضافة إلى ندوة حول واقع ومستقبل الطاقة النووية.

وبالإضافة إلى الجائزة الكبرى التي منحها المنتدى للشعب الليبي، تم منح جائزة التربية والثقافة للشيخ موديبو ديارا، العالم الفيزيائي (مالي)، المدير السابق لبرنامج مارس لدى وكالة الفضاء الأميركية «ناسا»، والرئيس الحالي لـ«مايكروسوفت - أفريقيا».

كما منحت جائزة الأعمال للمجموعة المصرفية المغربية «التجاري وفا بنك» في شخص رئيسه محمد الكتاني، ومنحت جائزة التنمية المستدامة والرفق بالبيئة لدولة كوريا الجنوبية، التي تسلمها نيابة عنها السفير الكوري في الرباط بونام شين.