وزراء مغاربة يجوبون الأزقة والأحياء ويتنقلون بين الجبال لاستقطاب الناخبين

10 مرشحين من أعضاء الحكومة.. ووزير واحد ترشح في الرباط

عبد الكريم بن عتيق الأمين العام للحزب العمالي المغربي ووزير التجارة الخارجية الأسبق خلال حملته الانتخابية في إحدى قرى إقليم ازيلال (تصوير: كريم سلماوي)
TT

يجوب حاليا عدد من الوزراء في الحكومة المغربية، على أرجلهم، عددا من الأزقة والشوارع والأحياء في عدد من المدن، يوزعون المنشورات والمطويات الانتخابية رفقة مجموعة من أنصارهم على الناخبين ويتحاورون معهم، في محاولة لاستمالتهم. ويخوض الانتخابات حاليا 10 وزراء من أصل 34 وزيرا في حكومة عباس الفاسي في الدوائر الجغرافية. ووضعت الأحزاب هؤلاء الوزراء على رأس لوائحها المحلية.

وفي هذا السياق، يتنافس في فاس وزيران باسم حزب الاتحاد الاشتراكي هما محمد عامر، الوزير المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج، المرشح في دائرة فاس الشمالية، التي لها أربعة مقاعد، والوزير الثاني هو أحمد رضا الشامي، وزير الصناعة والتجارة المرشح في دائرة فاس الجنوبية.

ويواجه الوزيران منافسة قوية من أقوى شخصيتين في حزب الاستقلال في فاس هما حميد شباط، عمدة المدينة الذي يتصدر لائحة حزب الاستقلال في فاس الشمالية، وجواد حمدون وهو مسؤول حزب الاستقلال في المنطقة، ويقود لائحة الحزب في دائرة فاس الجنوبية.

ورشح حزب الاتحاد الاشتراكي كذلك إدريس لشكر، وزير الشؤون البرلمانية، مرشحا للحزب في «دائرة شالة» في الرباط.

ويواجه شكر، وهو قيادي بارز في الاتحاد الاشتراكي، مرشحين أقوياء في دائرته التي سبق له أن ترشح فيها خلال انتخابات 2007، لكنه خسر مقعده خلال تلك الانتخابات.

وعلى صعيد حزب التجمع الوطني للأحرار يخوض الانتخابات ثلاثة وزراء هم رئيس الحزب، صلاح الدين مزوار، وزير الاقتصاد والمالية، وأنيس بيرو، كاتب دولة (وزير الدولة) في الصناعة التقليدية، وعزيز أخنوش، وزير الفلاحة والصيد البحري.

دخل مزوار السباق الانتخابي في مكناس (وسط المغرب) لأول مرة في دائرة تضم خمسة مقاعد، حيث يتنافس هناك مع حزبي العدالة والتنمية وحزب الاستقلال، لكن على الرغم من ذلك فإن حظوظه للفوز وافرة، خاصة أنه يترشح في مسقط رأسه. ومثل مزوار اختار أنيس بيرو أن يترشح في مسقط رأسه مدينة بركان (شرق المغرب)، ويواجه بيرو في هذه الدائرة منافسة من حزب الاستقلال، الذي جرت العادة أن يكتسح هذه الدوائر. أما عزيز أخنوش وزير الفلاحة والصيد البحري، فقد ترشح في تزنيت في جنوب البلاد، مدعوما بسكان منطقته في القرى والبلدات التي تحيط بمدينة تافروات الجبلية وهو يجوب حاليا منطقته ذات التضاريس الوعرة. ويراهن حزب التجمع الوطني للأحرار الحصول على أكبر عدد من المقاعد في هذه المنطقة. وتشير كل المعطيات إلى أن أخنوش سيفوز بسهولة نظرا للمكانة التي تحظى بها عائلته الثرية في هذا الإقليم.

وفي مدينة الدار البيضاء، يخوض الانتخابات وزيران ينتميان لحزب الاستقلال هما ياسمينة بادو، وزيرة الصحة، وكريم غلاب، وزير النقل والتجهيز، الذي انتقل من دائرة سباتة هذه المرة للترشح في دائرة بن مسيك، في حين تخوض بادو معركة شرسة في دائرة آنفا التي تسكن بها فئات ميسورة. وفي منطقة بولمان في الأطلس المتوسط، يتنقل هذه الأيام محند العنصر، الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، ووزير الدولة (أكبر درجة من وزير)، في المناطق الجبيلة بين القبائل الأمازيغية، ساعيا لتجديد انتخابه، وسبق للعنصر أن مثل هذه المنطقة عدة مرات، وهو يحظى بشعبية كبيرة تجعل فوزه شبه مؤكدة. وفي مدينة أفران مدينة الثلوج التي تعرف باسم «سويسرا المغرب» يخوض محمد أوزين، الوزير في وزارة الخارجية، والقيادي الشاب في حزب الحركة الشعبية، الانتخابات لأول مرة، وسبق له أن فاز في المنطقة نفسها بمنصب عمدة إحدى البلدات، خلال الانتخابات البلدية التي جرت عام 2009. وهو مثل العنصر يتنقل بين القرى المعلقة فوق الجبال.

باقي الترشيحات، شملت نزهة الصقلي، وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن التي رشحها حزب التقدم والاشتراكية، في اللائحة الوطنية النساء واحتلت المرتبة الرابعة. وسبق للصقلي أن كانت عضوا في مجلس النواب عندما قادت لائحة النساء في الانتخابات السابقة. واختارت كذلك أمينة بن خضرا، وزيرة الطاقة والمعادن، عن حزب التجمع الوطني للأحرار، اللائحة الوطنية للنساء، وهذه أول مرة تترشح فيها بن خضرا.

باقي الوزراء لم يترشحوا لأسباب متباينة، على سبيل المثال اختار جمال أغماني، وزير الشغل والتكوين المهني، أن يتولى إدارة حملة الاتحاد الاشتراكي. وهو الأمر نفسه الذي ينطبق على وزير الإسكان، توفيق حجيرة، الذي يعمل مستشارا لمرشحي حزب الاستقلال، للاستفادة من خبرته في إدارة الحملات الانتخابية. ولن يخوض الانتخابات التشريعية جميع الوزراء المستقلين، والذي يعرفون أيضا باسم وزراء السيادة.