المغرب يتهم السلطات السورية بتنظيم المظاهرات ضد السفارات ويقرر سحب سفيره من دمشق

أردوغان: سوريا لا تستأثر بالاهتمام الذي استأثرت به ليبيا لأنها لا تمتلك كميات كافية من النفط

رجب طيب أردوغان
TT

اتهم المغرب السلطات السورية بتنظيم المظاهرات ضد السفارة المغربية في دمشق، وقال الطيب الفاسي الفهري وزير الخارجية المغربي، إن ما يزيد على 150 شخصا اقتحموا السفارة المغربية، وقال إن ما حدث «كان أمرا مدبرا».

وكانت الرباط أعلنت أن الملك محمد السادس قرر سحب السفير المغربي من سوريا «احتجاجا على الاعتداءات التي تعرضت لها السفارة المغربية وسفارات عربية وأجنبية من طرف متظاهرين موالين للنظام».

وقال الفاسي الفهري، خلال افتتاحه الليلة قبل الماضية، منتدى «ميدايز لبلدان الجنوب» في طنجة، إن العاهل المغربي قرر استدعاء سفيره في دمشق بسبب استمرار وتجدد الاعتداءات على السفارات العربية والأجنبية رغم الاعتذار الرسمي السوري. ووصف الفهري المظاهرات التي استهدفت سفارات الدول الأجنبية، في دمشق بأنها غير مقبولة، مشيرا إلى كونها مدبرة وغير عفوية.

وفي خضم حديثه عن الربيع العربي، فضل الفاسي الحديث عن فصول ربيع عربية بصيغة الجمع، نظرا لاختلاف الأوضاع والمسارات، كما نفى وجود تسلسل تفاعلي. وأشار إلى أن «توفر التعددية السياسية وشرعية السلطة والقدرة على الاستشراف والاستماع مكنت بعض البلدان العربية من تحقيق انتقال هادئ، فيما عرفت بلدان أخرى ثورات صاخبة. ففي تونس ومصر وسوريا واليمن، حيث عجزت السلطة عن تلقي رسائل شعوبها، وتطلعاتها المشروعة للعيش الكريم والعدالة الاجتماعية، واستمرت الأنظمة في الاعتقاد بأن الاستقرار هو عدم حدوث أي شيء، لم يكن من مخرج من الأزمة إلا بالثورة». وقال الفاسي الفهري «سمعنا الحديث عن مؤامرات أجنبية وعن مخاطر جهادية كذرائع لعدم التنازل». وأضاف أن «نظام بشار الأسد، كسابقيه، لا يريد الاستماع، لا للنداء الداخلي، ولا للمجهودات الخارجية، خاصة المجهودات التي بذلتها الجامعة العربية. فقد قدمنا في إطار الجامعة العربية، وفي سياق سعينا للمحافظة على مصداقيتها وتعزيز دورها في توقع وحل النزاعات، مخططا تم قبوله لكن لم ينفذ».

وأشار الفاسي الفهري إلى أن الأنظمة التي عجزت عن التجدد والتي لم تعط لشعوبها خيارا آخر غير خيار النظام نفسه لم تترك بديلا سوى الثورة. ودعا الفاسي الفهري إلى العمل على إنجاح هذه الثورات. وقال «على الرغم من بعض القلق سواء في الشمال أو الجنوب، ورغم اللون الذي يخرج من صناديق الاقتراع، علينا أن نناضل جميعا من أجل أن تنجلي الأزمة في هذه البلدان عن بلوغ الأهداف التي من أجلها قامت فيها الثورة».

وأضاف الفاسي الفهري أن غضبة الشباب ليست مقتصرة على العالم العربي، مشيرا إلى استلهام احتجاجات الشباب في إسبانيا والبرتغال وأميركا لما حدث في ساحة التحرير بالقاهرة، وقال «هناك أيضا تذمر وغضب، وإحساس الشباب بأنهم لم يعودوا يجدون أنفسهم في الأحزاب الحكومية».

كما أشار الفاسي إلى استمرار المحنة الفلسطينية رغم الاستنكار العالمي لاستمرار الاعتداءات الإسرائيلية ورفضها الجلوس إلى طاولة المفاوضات. وقال «لا يمكن أن نتحدث عن تشجيع الثورات التحررية لباقي الشعوب ونرفضها للشعب الفلسطيني المكافح».

وعبر الفاسي الفهري عن امتعاضه من الأوضاع الأفريقية، وقال إنه ليس فخورا بكون العائلة الأفريقية لم تواكب التحولات التي تعرفها المنطقة، خاصة في ليبيا التي نجحت فيها الثورة بفضل جهود الدول العربية والدعم التركي في مجلس الأمن، مؤكدا أنه لا يحصر العائلة الأفريقية في إطار الاتحاد الأفريقي وحده، وأشار إلى سقوط ساحل العاج في فخ الصراع بين المسيحيين والمسلمين، واستمرار الحرب والاقتتال في السودان رغم الانفصال. كما عبر عن قلق المغرب من توسع نفوذ «القاعدة في المغرب الإسلامي» وعصابات تهريب الكوكايين والمخدرات وتداخل مصالحهما في المنطقة الممتدة من موريتانيا على الساحل الأطلسي حتى البحر الأحمر شرقا. وجدد دعوة المغرب للتعاون الدولي من أجل مواجهة هذا الخطر الداهم. وقال «من دون سلام لا استقرار سواء في الشمال أو الجنوب». ودعا الاتحاد الأوروبي لإرساء أسس علاقة جديدة مع المنطقة.

ودعا أحمد داوود أوغلو وزير خارجية تركيا، الذي شارك في افتتاح منتدى ميدايز لبلدان الجنوب، إلى إقامة نظام عالمي ثقافي واقتصادي جديد، يقوم على قيم الإدماج والمشاركة. وقال إن الأنظمة العالمية المتعاقبة مند القرن السابع عشر كلها ارتبطت بالحروب، وتنظيم مؤتمرات وضعت أسسها. واستغرب أوغلو عدم تنظيم أي مؤتمر حول النظام العالمي الجديد مند سقوط الاتحاد السوفياتي وانتهاء الحرب الباردة. وقال «إننا نسمع عن إصلاح الأمم المتحدة لكن أي شيء من هذا لم يحدث». وأشار إلى أن العالم لا يزال يسير من طرف مؤسسات تعكس ميزان القوى لمرحلة ما بعد نهاية الحرب العالمية الثانية. وحول الربيع العربي قال أوغلو إن الثورات العربية قد تأخرت كثيرا إذ كان يجب أن تقع مباشرة بعد انهيار الاتحاد السوفياتي.

أما مورغان تسفانجيراي، رئيس حكومة زيمبابوي، فيرى أن تحقيق الديمقراطية لن يكون سهلا في أفريقيا، خاصة بسبب عدم احترام نتائج الانتخابات وتشبث الزعامات التاريخية بالسلطة. وتحدث تسفانجيراي عن التاريخ المؤلم لأفريقيا خلال الفترة الاستعمارية، وكيف سيطرت زعامات حركات التحرر الوطني على السلطة وحولتها إلى شأن خاص.

من جهته، انتقد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أمس المجموعة الدولية التي لم تتصد بالحزم الكافي لقمع المعارضة في سوريا، مؤكدا أن ذلك ما كان ليحصل لو كانت سوريا تنتج مزيدا من النفط. وقال أردوغان في منتدى إقليمي في اسطنبول «يبدو أن سوريا لم تحصل من المجموعة الدولية على الاهتمام والحرص اللذين تستحقهما لأنها ليست غنية بالقدر الكافي بموارد الطاقة». وأكد أن سوريا لا تستأثر بالاهتمام الذي استأثرت به ليبيا «لأنها لا تمتلك كميات كافية من النفط»، واتهم القوى العظمى الدولية التي لم يسمها بإظهار «شهيتها» لليبيا، لكنها لزمت الصمت حيال «المجازر» في سوريا.