«بارسا ميلان» في مواجهة «ريال يوفنتوس»

لويجي جارلاندو

TT

تبشر بطولة الدوري الإيطالي، خاصة، بمواجهة بين فريقي يوفنتوس والميلان، أبرز المرشحين للقب هذا الموسم، مما رأيناه في الملمح الأول لمسيرة الفريقين. إنه صراع ثنائي تاريخي يتجدد، وتوجد وجهة نظر خاصة وموضوعية لاعتبار ذلك، وهو إسبانيا. إذا ما نظرنا بعين الليغا الإسبانية نجد أن يوفنتوس في مواجهة الميلان يصير انعكاسا لموجهة ريال مدريد ضد برشلونة، ولو تفضلون: ريال يوفي ضد بارسا ميلان.

يبدأ التشابه بين يوفنتوس وريال مدريد من مقعد المدرب، حيث يجلس مديران فنيان يمتلكان قوة الإرادة، والتفكير الشديد، وهما كونتي، الأكثر تلقائية، ومورينهو، الأكثر كاريزمية، وقد عكسا صورتيهما على فريقيهما الإبداعيين، وحصناهما بالشخصية القتالية، وأيضا في فلسفة اللعب، ورغم اختلافهما في الملامح الخططية، فإن الفريقين يتشابهان. ومقارنة بالميلان وبرشلونة، فإنهما يركزان أكثر كثيرا على النواحي البدنية، وعلى تغيير الإيقاع، وعلى التسريع في الأداء. وإذا كان ميلان بارسا مجرد مطر خريفي خفيف فإن ريال يوفي هو أشبه بعاصفة مارس (آذار)، فالمدربان كونتي ومورينهو يعشقان تفريغ الملعب كي يملآنه بالركض بعدها، ويكون المسؤول عن تطبيق فكر المدرب في القلب (بيرلو مثل تشابي ألونسو) وأمامه الكثير من اللاعبين للقيام بالهجوم، فهناك ماركيزيو وفيدال مثل أوزيل ودي ماريا! ولتجنب البلاغات من جانب البعض، فلن نثير الغضب بالمقارنة بين بيبي وكريستيانو رونالدو، لكن من حيث السرعة هناك مقارنة بين صاحبي القميص رقم 7، وهما لاعبان أساسيان في الملعب، مثل ذلك العيب بالدخول إلى القلب من على الأطراف مع لعب الكرة بالكعب أثناء الركض. إنهما CR7 وSP7. إن يوفنتوس والريال، وهما ناديا الحكومة تاريخيا، وناديا الدولة، قادمان من مواقف صعبة ويتقاسمان التعطش للانتقام.

أليغري وغوارديولا، كي نقولها مع إبراهيموفيتش، يعدان فيلسوفين، الأول في الحياة والثاني في الكتب. إنهما يتشابهان بالكلمات والمفاهيم، وليس بالنظرات والصيحات، وهما لاعبا وسط سابقان من العيار الثقيل، ولديهما موهبة المقنعين والذين يجيدون جعل الآخرين يستمعون إليهما، ومن الصعب أن تبدو عليهما العصبية والثورة، مثل كونتي ومورينهو. وقد تخلى أليغري عن الاستحواذ على الكرة بتركيزه على المهاجمين من القلب، لكن الكنز يظل كما هو دائما، وهو نفسه الخاص بالبارسا، وهو التفوق الفني في المنافسة. ولدى ميلان وبرشلونة اللاعبان المهاريان الأكثر حسما في بطولة الدوري وهما: إبراهيموفيتش وميسي. عبر رونالدينهو، كاكا وميسي، دائما ما بحث الناديان عن الأداء الممتع والجمالي والساحر. ناديا ميلان وبرشلونة يربطهما اللون الأحمر على قميصيهما، وهو لون يشير إلى الحرارة، بينما يميز اليوفي والريال نصاعة الثلج في اللون الأبيض. إنها تحديات متوازية، وهي أبرز ما يميز هذا الموسم.