القصف السوري لتلكلخ يصيب بلدات وادي خالد اللبنانية ويوقع 4 جرحى لبنانيين

المرعبي لـ «الشرق الأوسط»: ليتحمل الجيش اللبناني مسؤولياته

TT

اشتعل الوضع الأمني على الحدود اللبنانية السورية أمس، وتحديدا في منطقة وادي خالد اللبنانية، التي تعرضت لقصف وإطلاق نار كثيفين من الجانب السوري، ما أدى إلى إصابة 4 لبنانيين بجروح مختلفة داخل منازلهم التي أصيبت بالرصاص.

وأعلنت مصادر ميدانية في وادي خالد أن «الوضع المتفجر في مدينة تلكلخ وصلت شظاياه إلى البلدات اللبنانية المواجهة، لا سيما العريضة ووادي خالد». وأكدت هذه المصادر لـ«الشرق الأوسط» أن «إطلاق النار من الداخل السوري باتجاه المناطق اللبنانية بدأ عند الساعة العاشرة إلا الربع صباحا (أمس) وامتد بشكل متقطع إلى الثالثة من بعد الظهر، ما أدى إلى إصابة الكثير من المنازل بنيران أسلحة خفيفة ومتوسطة بينها رشقات رشاش 500 وقذائف «ب - 7»، كما أصيب 4 لبنانيين بجروح داخل منازلهم وهم: خلود مصطفى الكريم، عفراء خالد الحسين، أحمد خالد الحسين وإبراهيم شهوان، نقلوا جميعا إلى مستشفى السلام في القبيات لتلقي العلاج».

وأشارت المصادر إلى أن «اشتعال الوضع جاء إثر انشقاق عدد من الجنود عن الجيش السوري النظامي، والاشتباكات التي دارت بين الجيش وهؤلاء المنشقين تبعها تمشيط بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة للحدود من الأمن السوري والشبيحة، تحسبا لفرار البعض منهم نحو الأراضي اللبنانية، ما أدى إلى إصابة عدد ما المنازل اللبنانية وجرح الأشخاص الأربعة». مشيرة إلى أن «الجيش السوري في حال استنفار على الحدود، في حين انتشرت وحدات من اللواء الثاني في الجيش اللبناني والقوات المشتركة المولجة ضبط الحدود في القرى اللبنانية التي تعرضت لإطلاق النار بهدف طمأنة الأهالي».

وقال المواطن أحمد سليمان، وهو من وادي خالد وأحد الذين أصيبت منازلهم بالنيران السورية، إن «إطلاق النار على المنازل اللبنانية كان مقصودا ومباشرا وليس عشوائيا كما يشاع». وأوضح لـ«الشرق الأوسط» أن «الوضع متوتر وسيئ وهناك قلق كبير لدى الناس الذين يشعرون أنهم متروكون لقدرهم». ولفت إلى أن «المصلين حوصروا داخل المسجد خلال صلاة الجمعة بسبب القصف، في حين جرى إجلاء السكان من المنازل التي أصيبت وكل المنازل المكشوفة والمواجهة لمرمى النيران». وناشد رئيس الحكومة (نجيب ميقاتي) ووزير الدفاع (غسان غصن) وكل المسؤولين بأن تولي الدولة اللبنانية المناطق الحدودية في الشمال الاهتمام اللازم في هذه الظروف الدقيقة، وأن يكون هناك تواجد دائم للجيش اللبناني والأجهزة الأمنية، لأنها بذلك تطمئن الناس وتمنع أي رد فعل متهور وغير محسوب من الأهالي». واعتبر أن «ما حصل اليوم (أمس) وقبله من حوادث مماثلة هو نتيجة تقصير الدولة اللبنانية ولا مبالاتها».

من جهته اعتبر عضو كتلة المستقبل النائب معين المرعبي الذي تفقد المنطقة أن «القصف الذي طال المنازل في وادي خالد هو قصف متعمد ومركز». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «من خلال معاينتي للبيوت التي أصيبت بنيران الجيش السوري، تبين أن المنازل تعرضت لقنص لأن الطلقات النارية بمعظمها دخلت من النوافذ وأصابت المواطنين الآمنين في منازلهم ومعظمهم من الأطفال، هذا أمر لا يمكن السكوت عنه، ونتمنى على الجيش اللبناني أن يقوم بدوره في حماية الناس، بدل أن يتلهى باتهامنا بالتآمر، ومنع الإعلام من الدخول إلى وادي خالد لرصد ما يفعله شبيحة (الرئيس السوري بشار) الأسد بحق النازحين إلى لبنان». ورأى أن «ما تفعله القوات السورية بحق الآمنين، ليس إلا انتقاما من أبناء وادي خالد بسبب استقبالهم للنازحين السوريين والاهتمام بهم». وشدد على ضرورة أن «يتحمل الجيش اللبناني مسؤولياته وإلا فإن الأهالي سيضطرون للدفاع عن أنفسهم». وردا على سؤال، أوضح أن «هناك تواجدا رمزيا للجيش ولكن ليس بالشكل الكافي، المطلوب انتشار حقيقي لحماية المنازل وأن يتولى الاتصال بالجانب السوري حتى يشعر الأهالي بالأمان»، متمنيا على قيادة الجيش «التراجع عن قرارها بمنع الإعلام من الدخول إلى وادي خالد، وفضح الممارسات التي تجري على الحدود سواء في تلكلخ أو غيرها بحق الشعب السوري البطل».