«المؤتمر الشعبي السوداني» يدعو إلى توحيد قوى المعارضة لإسقاط النظام

متهما الحكومة بإطلاق شائعة وفاة الترابي

د. حسن الترابي
TT

افتتح الدكتور حسن الترابي، الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي، أمس، في الخرطوم، المؤتمر العام الثاني للحزب في ولاية الخرطوم، بحضور 3 آلاف عضو تم تصعيدهم بواسطة عملية تنظيمية مكثفة، بدأت من الأحياء مرورا بالوحدات الإدارية ثم المحليات. كما حضر فعاليات الجلسة الافتتاحية للمؤتمر ممثلو الأحزاب السياسية، عدا المؤتمر الوطني. وأشاد الدكتور الترابي بالحضور الواسع للأحزاب السياسية في هذا المؤتمر؛ حيث اعتبره بادرة طيبة لتوحد الشعب السوداني، ممثلا في قواه السياسية. وقال في كلمته الافتتاحية للمؤتمر: إن وجود الأحزاب والقوى السياسية اليوم يؤكد إجماعه على إنقاذ السودان من حكم المؤتمر الوطني بعد إخفاقاته المتعددة، مشيرا إلى أنه في وجود حكومة المؤتمر الوطني فإن مصير السودان سيكون المزيد من التمزق والتفتت، وليس أمام الشعب وقواه السياسية سوى إسقاط هذا النظام.

وأضاف الدكتور الترابي أن هذا المؤتمر يجيء استفتاء حقيقيا لخط «المؤتمر الشعبي» وسط قواعده للتوجه بخطوات ثابتة وقوية من أجل إسقاط نظام المؤتمر الوطني. وأشار إلى أن السودان في ظل حكومة المؤتمر الوطني أصبح أضحوكة العالم. وأنه بعد انفصال الجنوب وما يجري في دارفور أُعطيت صورة مشوهة للإسلام، وأنه ما قام حكم إسلامي في بلد إلا تمزق. ودعا لتجاوز الانتفاضات السابقة التي شهدها تاريخ السودان في إسقاط حكمين عسكريين، في إشارة إلى ثورة 21 أكتوبر (تشرين الأول) 1964 ضد نظام الرئيس الأسبق الراحل الفريق إبراهيم عبود، وانتفاضة 6 أبريل (نيسان) 1985 التي أسقطت نظام الرئيس السابق الراحل (المشير جعفر محمد نميري)، والعمل على إسقاط النظام، مؤكدا أنه في حال تحرك الشعب السوداني لإسقاط النظام والتخلص منه، فلن يستطيع المجتمع الدولي أو أي جهة أن تحميه من غضبة الشعب.

وقال الأمين العام لـ«المؤتمر الشعبي»: إن مشاركة الحزب الاتحادي الديمقراطي (الأصل)، برئاسة محمد عثمان الميرغني، في حكومة المؤتمر الوطني، لن تؤثر على وحدة المعارضة؛ إذ إن قواعد الاتحادي الديمقراطي (الأصل) غير راضية عن هذه المشاركة، وتتململ وهي مع خيارات الشعب السوداني.

كانت شائعة قد سرت في المواقع الإلكترونية السودانية، الليلة قبل الماضية، عن وفاة الدكتور حسن الترابي، لكن سرعان ما نُفي هذا الخبر في بعض هذه المواقع الإلكترونية. وسارع «المؤتمر الشعبي» إلى اتهام الحكومة بإطلاق هذه الشائعة لإفشال المؤتمر العام الثاني للحزب في ولاية الخرطوم، الذي بدأ أعماله أمس.

وقال الدكتور بشير آدم رحمة، أمين أمانة العلاقة الخارجية في «المؤتمر الشعبي»، في اتصال هاتفي أجرته معه «الشرق الأوسط» من لندن أمس: «جاءت شائعة وفاة الدكتور حسن الترابي، الأمين العام لـ(المؤتمر الشعبي) في المواقع الإسفيرية التي ربما تكون مخترقة من قبل جهاز الأمن والمخابرات الوطني السوداني، بهدف التأثير على أعمال المؤتمر الثاني للحزب في ولاية الخرطوم، خاصة أن بعض قياديي المؤتمر الوطني كانوا يدعون في تصريحاتهم الصحافية أنه ليس هناك أحزاب سياسية في السودان سوى المؤتمر الوطني، لكن (المؤتمر الشعبي) في ولاية الخرطوم، وهو مؤتمر ولائي وليس المؤتمر العام القومي، حضره 3 آلاف من أعضاء (المؤتمر الشعبي)، مما يعني أن ادعاءهم غير صحيح. من هنا اعتقد البعض أن هذه الشائعة قد تكون من تدابير (المؤتمر الوطني) في محاولة لإفشال المؤتمر العام الثاني للحزب في ولاية الخرطوم، بإحداث قدر من الربكة والارتباك في أوساط مؤيدي (المؤتمر الشعبي) وأعضائه، على كلٍّ خاب فأل مصدر هذه الشائعة؛ لأن اليوم الأول للمؤتمر لاقى نجاحا كبيرا؛ حيث حضره ممثلو جميع الأحزاب السياسية، بمن فيهم ممثلة الحركة الشعبية - قطاع الشمال، عدا المؤتمر الوطني».

وأضاف الدكتور رحمة أن الدكتور الترابي وعد المؤتمرين بحديث سياسي مفصل عن الأزمة الراهنة في السودان وآفاق التغيير من خلال مخاطبته لختام فعاليات المؤتمر الثاني للحزب في ولاية الخرطوم، مشيرا إلى أن جلسة صباح اليوم (السبت) ستشهد إجراء انتخاب الأمين العام لـ«المؤتمر الشعبي» في ولاية الخرطوم؛ إذ رشح مجلس شورى الولاية المهندس آدم الطاهر حمدون والدكتورة نجوى عبد اللطيف والناجي عبد الله، ويحق لأعضاء المؤتمر ترشيح أي شخص آخر. وأوضح إسماعيل الأزهري، الأمين العام لـ«المؤتمر الشعبي» في ولاية الخرطوم، في تصريحات صحافية، أنه تم تصعيد 85% منهم عن طريق المؤتمرات القاعدية، و15% استكمالا بقرار من هيئة شورى الحزب استكمالا بالولاية. وقال الأزهري: إن المؤتمر سيناقش 4 أوراق عمل (ورقة سياسية وورقة اقتصادية وورقة اجتماعية وورقة تنظيمية)، ويستمر ليومين تتخلله جلسة إجرائية لاختيار الأمين العام الجديد للحزب بالولاية، كما سيختار المؤتمر مجلس شورى الولاية الجديد وممثلي الولاية في المؤتمر العام للحزب. وأضاف أنه سيختتم بتلاوة توصياته مساء اليوم السبت وخطاب من الأمين العام الجديد للولاية، وكلمة من الدكتور حسن الترابي، الأمين العام لـ«المؤتمر الشعبي».