حملة اغتيالات غير مسبوقة تستهدف قادة وعناصر الصحوات في مناطق مختلفة من العراق

رئيس لجنة المصالحة البرلمانية لـ «الشرق الأوسط»: أوساط في الحكومة تحارب الصحوات

TT

مع تسارع وتيرة الانسحاب الأميركي من العراق وتجدد الجدل بين القوى والكتل السياسية بشأن مدى ما تتمتع به الأجهزة الأمنية والقوات العسكرية العراقية من جاهزية لمسك الملف الأمني، سجل الوضع الأمني في الكثير من أنحاء العراق تدهورا ملحوظا، لا سيما على صعيد استهداف قادة وعناصر الصحوات، الذين كان لهم الدور الأبرز في استتباب الأمن في المحافظات الغربية، وصولا إلى بغداد وضواحيها.

فبعد يوم واحد من مقتل قائد صحوة بعقوبة بمحافظة ديالى مع شقيقه وعدد من أفراد أسرتيهم (11 شخصا منهم نساء وأطفال من أسرة واحدة)، تجددت أمس عمليات الملاحقة والاغتيال في محافظتي صلاح الدين وبغداد مستهدفة بعض قادة وعناصر الصحوات. ففي منطقة التاجي شمالي بغداد لقي قائد صحوة التاجي مصرعه بانفجار عبوة ناسفة في مدخل منزله تسببت أيضا بمقتل والدته. وطبقا لمصدر في الشرطة العراقية فإن الشيخ ناظم كريم قائد صحوة منطقة التاجي (20 كلم شمال بغداد) ووالدته قتلا بانفجار عبوة ناسفة زرعت في مدخل منزله في وقت مبكر من صباح أمس. وأشار المصدر إلى أنه لدى وصول دوريات الشرطة إلى المنزل انفجرت عبوة ناسفة ثانية أدت إلى مقتل اثنين من الشرطة وجرح سبعة آخرين.

وفي محافظة صلاح الدين قتل خمسة من عناصر الصحوة وأصيب عنصر آخر بجروح في هجوم مسلح على نقطة تفتيش تابعة لقوات الصحوة في قضاء الشرقاط شمال تكريت. وقالت شرطة صلاح الدين إن مسلحين مجهولين كالعادة فتحوا نيران أسلحتهم على نقطة تفتيش لقوات الصحوة في قرية تلول الباج، غرب قضاء الشرقاط شمال تكريت، مما أسفر عن مقتل خمسة من عناصر النقطة، وإصابة عنصر آخر بجروح بليغة.

وعلى الرغم من أن استهداف قادة الصحوات وعناصرهم المسلحة ليس جديدا، لا سيما أن هناك جهات سياسية تنظر إليهم على أنهم كانوا يوما ما جزء من تنظيم القاعدة في العراق، فإن الجديد فيه أن التنظيمات المسلحة وفي مقدمتها «القاعدة» لا تزال تنظر إلى قوات الصحوات بوصفها البطن الرخوة على صعيد الوضع الأمني في العراق.

وفي هذا السياق، أكد عضو البرلمان العراقي عن القائمة العراقية ورئيس لجنة المصالحة الوطنية والمساءلة في البرلمان قيس الشذر في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «المشكلة التي تواجهها الصحوات في السابق والحاضر هي أن هناك جهات في الحكومة لا تريد الاعتراف بأي دور لها على الرغم من أنه من المنصف الإقرار أنه لولا الصحوات وما قامت به في مناطقها لما حل الأمان في تلك المناطق وتهيئة الأرضية المناسبة حتى للانسحاب الأميركي اليوم من العراق».

على صعيد متصل، أعلنت مديرية مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة التابعة لوكالة الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية في وزارة الداخلية، أنها ألقت القبض على مجموعة إرهابية استهدفت واغتالت أبناء القوات الأمنية من ضباط ومنتسبين بعملياتها الإجرامية، من خلال زرع العبوات الناسفة.