كلينتون تنعش الآمال الديمقراطية في ميانمار

زارت زعيمة المعارضة سو تشي ووعدت بتقييم الإصلاحات قبل رفع العقوبات

كلينتون خلال زيارتها زعيمة المعارضة أونغ سان سو تشي في منزلها برانغون أمس (أ.ب)
TT

أعربت زعيمة المعارضة أونغ سان سو تشي عن أمل حذر أمس في وصول الديمقراطية إلى ميانمار (بورما) بينما استقبلت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في منزلها الذي خضعت للإقامة الجبرية فيه لسنين. ففي مشاهد لم يكن بالإمكان تخيلها قبل الإصلاحات التي جرت في البلاد مؤخرا، أمسكت سو تشي بذراع كلينتون ورافقتها في حديقة الفيللا القديمة التي تسكنها في مدينة رانغون التجارية الهامة وحيث ظلت قيد الإقامة الجبرية حتى عام مضى.

وقالت سو تشي الحائزة على جائزة نوبل للسلام: إنها تدعم الزيارة التي قامت بها كلينتون وشملت عاصمة البلاد نايبيداو معربة عن اعتقادها بأن البلاد بلغت «لحظة تاريخية». وقالت سو تشي «أنا واثقة جدا من أننا إذا عملنا معا.. فلن يكون هناك عودة للوراء على درب الديمقراطية»، وإلى جانبها جلست كلينتون وقد بدا عليها الارتياح. وأضافت سو تشي أنه يتعين أن تفعل الحكومة الجديدة المدعومة من العسكر المزيد «لكننا نأمل أن نبلغ ذلك في أقرب وقت ممكن»، فيما أومأت كلينتون بالموافقة، معربة عن اعتقادها بوجود «آفاق بدأت تنفتح» خلال الزيارة التي تستمر 3 أيام «ما يشجعنا شيئا ما».

وتعد زيارة كلينتون لميانمار الأولى لوزير خارجية أميركي للبلاد منذ أكثر من نصف قرن.

وبدا الحماس واضحا على كلينتون، إذ عانقت بطلة الديمقراطية في ميانمار مرارا وقبلتها. كما عقدت اجتماعا خاصا مع سو تشي على مأدبة عشاء ممتدة مساء أول من أمس في مقر البعثة الدبلوماسية الأميركية حيث جرى إعداد أطعمة ترضي سو تشي بشكل خاص. وسلمت كلينتون باليد رسالة شخصية من الرئيس باراك أوباما لسو تشي يشكرها فيها على «إلهامها» لأناس في أنحاء مختلفة من العالم، معربا عن وقوف الولايات المتحدة إلى جانبها «الآن ودائما».

ورغم الأجواء الدافئة للقاء، حذرت كلينتون وسو تشي من بواعث قلق تتعلق بميانمار، إذ يقول نشطاء إن أكثر من 1500 معتقل سياسي ما زالوا في السجون في البلاد، بينما يشيع تعرض الأقليات العرقية في البلاد للاغتصاب والعمل القسري مع تعرض مناطقهم لحرب مستمرة منذ عقود. وقالت: سو تشي «لا بد أن يكف القتال في هذا البلد بأسرع وقت». كما حثت سو تشي مرارا على احترام سيادة القانون، مطالبة بالإفراج عن كافة المعتقلين السياسيين «وألا يعتقل آخرون بعد الآن لما يعتنقونه».

يذكر أن الجيش استولى على السلطة في ميانمار في عام 1962 وظل في الواجهة حتى مارس (آذار) الماضي حين سلم السلطة اسميا لحكومة مدنية. ولم تتطرق سو تشي للحديث عن العقوبات، لكنها رحبت بالمحفزات البسيطة التي عرضتها كلينتون أول من أمس بعد محادثاتها مع الحكومة، بما في ذلك دعم واشنطن لقيام المؤسسات المالية الدولية بتقييم حاجات ميانمار. وأشارت سو تشي إلى أنها تأمل خوض انتخابات فرعية في مطلع العام القادم، ما سيمثل اختبارا لمدى تحمل السلطات في ميانمار لإمكان حدوث تغيير سياسي.

وفي ختام زيارتها أعلنت كلينتون عن مساعدات بقيمة 1.2 مليون دولار للمجتمع المدني دعما للاقتصاد الصغير والرعاية الصحية وضحايا الألغام في البلد الذي يعاني من صراعات مسلحة. وقالت كلينتون إنها أبلغت زعماء البلاد بأن الولايات المتحدة ستقيم التقدم الذي ستحرزه القيادة الجديدة قبل التفكير في رفع العقوبات. وقالت: «سنقابل الأفعال بالأفعال، وإذا جرى تقدم كاف فسننظر بالطبع في رفع العقوبات»، غير أنها أردفت: «ما زلنا في مرحلة مبكرة جدا من هذا الحوار».

وفي بادرة أخرى على تخفيف واشنطن موقفها من ميانمار تراجعت كلينتون عن دعوة لتحقيق دولي في جرائم حرب في ميانمار. وقالت: «سندعم مبدأ المحاسبة وسيتم بحث الآلية المناسبة لضمان العدل والمحاسبة، غير أنني أعتقد أنه من الأهمية منح الحكومة الجديدة والمعارضة فرصة للبرهنة على النهج الذي يريدانه إزاء تحقيق ذلك».