مظاهرات عارمة تلف سوريا في جمعة «المنطقة العازلة مطلبنا».. وإحراق صور نصر الله بدمشق

تزايد عدد نقاط التظاهر رغم العمليات العسكرية الواسعة

صورة مأخوذة من أحد المواقع المعارضة السورية لمظاهرة عارمة في تفتناز بإدلب أمس
TT

خرج السوريون في مظاهرات زاخمة أمس في جمعة «المنطقة العازلة مطلبنا»، في أنحاء البلاد، وقال ناشطون، إن عدد نقاط التظاهر سجل ارتفاعا ملحوظا، حيث تجاوز الـ247 نقطة في مختلف أنحاء البلاد، من الجنوب إلى الشمال ومن الغرب إلى الشرق.

ويأتي ذلك في ظل استمرار النظام في تصعيد عملياته العسكرية والأمنية ضد الناشطين، لا سيما في منطقة تلكلخ التي تتعرض لاجتياح عسكري منذ ثلاثة أيام، ومنطقة رنكوس في ريف دمشق، والتي شهدت أعنف حملة عسكرية، ولا تزال مغلقة والمعلومات المتوفرة عما يحصل هناك قليلة جدا. وبحسب الناشطين تدور هناك معارك بين الجيش الحر والجيش النظامي، وأنه وصل إلى مستشفى تشرين العسكري بداية المواجهات الأسبوع الماضي نحو ثلاثين جثة من قوى الجيش النظامي وأكثر من ثمانين إصابة، وأن هذه الحصيلة لا تتضمن الخسائر التي وقعت في مواجهات بلدتي كريسة وأم الزنانير، كما تمت الإشارة إلى أن الجيش الحر قام بعملية «نوعية» في بلدة جب الجوز.

وقالت جماعة معارضة أمس، إن منشقين على الجيش السوري قتلوا ثمانية من أفراد مخابرات القوات الجوية في هجوم على قاعدتهم بشمال البلاد.

وفي مظاهرات أمس قال ناشطون، إن أكثر من عشرة أشخاص قتلوا بإطلاق رصاص الجيش على المتظاهرين. وفي دمشق خرجت مظاهرات في حي الميدان، وأظهر شريط مصور تم تحميله على موقع «يوتيوب» حرق المتظاهرين لصورة للأمين العام لحزب الله حسن نصر الله. وتعرضت مظاهرة انطلقت صباح أمس في حي الميدان، قبل الصلاة، لإطلاق نار، ووصف ناشطون المظاهرة بشدة حماس المتظاهرين وتحديهم للشبيحة والأمن الذين ألقوا قنابل مسيلة للدموع لتفريقهم، وجرت ملاحقة المتظاهرين في الأزقة والحارات. وفي حي القابون جرت محاصرة الحي وإغلاق المداخل مع محاصرة كل المساجد، ونشر لدوريات الشبيحة، في الشوارع الرئيسية واحتلال للمستوصف الطبي، منعا لإسعاف الجرحى في حال حدوث إصابات. وفي حي الدحاديل خرجت مظاهرة حاشدة من مسجد أنس بن مالك، وجرى إطلاق نار كثيف لتفريق المتظاهرين أسفرت عن وقوع عدة إصابات. وفي ريف دمشق جرى إطلاق نار على المتظاهرين في دوما وتمت محاصرة المصلين في جامع البغدادي مع إطلاق النار قبل انتهاء الصلاة، مما دفع المصلين في جامع التوحيد إلى التظاهر نصرة للمصلين في البغدادي والتوجه إليهم لدعمهم وتشتيت قوات الأمن، بعدها جرى فرض حالة حظر تجول غير معلن في جميع أحياء المدينة، حيث أجبر الأهالي على التزام منازلهم. وفي درعا وريفها خرجت مظاهرات حاشدة بعد صلاة الجمعة في درعا البلد والصنمين وجاسم وعتمان والغارية الشرقية والجيزة ونافعة وسحم وبصرى الشام وغيرها وقامت قوات الأمن والجيش بشن حملات اعتقالات واسعة في مدينتي جاسم والصنمين، كما قامت بإغلاق المداخل الشرقية لمدينة درعا البلد ومنعت حركة السير. وقال ناشطون إن تعزيزات أمنية كبيرة محملة برشاشات دوشكا دخلت درعا البلد من الطريق الغربي، وشنت حملة اعتقالات ومداهمات في حي الأربعين وفي مدينة جاسم وفي الأخيرة جرى اعتقال نحو 250 شخصا.

وفي محافظة إدلب خرجت مظاهرات في مدينة إدلب وريفها. ففي مدينة أريحا حاصر الجيش المساجد والساحات في المدينة، ومع ذلك خرجت مظاهرة من جامع الفتح الكبير وجرى إطلاق النار كثيف لتفريقها وكذلك في خان شيخون وسراقب وفي كفر نبل جرت حملة اعتقالات واسعة بعد المظاهرة.

وفي مدينة حمص وريفها خرجت مظاهرات في الكثير من الأحياء والمدن. وقال ناشطون في حمص إن انشقاقا حصل صباح أمس في باب عمرو في الحاجز القائم عند المؤسسة الاستهلاكية، حيث انشق نحو 19 عسكري بينهم ضابطين برتبة نقيب وملازم أول. وأدى الانشقاق إلى إطلاق نار كثيف وجنوني عند الحاجز وباتجاه المنازل.

وفي ريف حمص تمت محاصرة بلدة القريتين، كما شهدت الرستن حظر تجول عن طريق إطلاق نار كثيف لترهيب الناس ومنع خروجهم من المنازل، مع حملة مداهمات لبعض الأحياء وجرى اعتقال أكثر من 60 شخصا.

وفي مدينة القصير أصيب أربعة أشخاص في إطلاق نار لتفريق المظاهرة الحاشدة التي خرجت هناك للمطالبة بالحماية الدولية والمنطقة العازلة. وفي تلكلخ عادت الاتصالات الجوالة والثابتة بعد عدة أيام من قطعها، وقال ناشطون إن تلكلخ تعرضت يوم أمس إلى قصف عنيف بدأ منذ منتصف ليلة أول من أمس، حيث لا تزال المدينة مطوقة عسكريا. وفي اللاذقية على الساحل السوري، هاجمت قوات الأمن المصلين في جامع الفتاحي وقامت باعتقالات عشوائية بمجرد أن علا صوت التكبير داخل المسجد.

وفي حماه، سمع أصوات انفجارات في حي جنوب الملعب وحي الصابونية، وآخر عند دوار النسر، مع إطلاق رصاص من مجمع حماه الطبي في منطقة المناخ باتجاه مظاهرة خرجت في الحميدية أسفرت عن إصابة الكثير بجراح. وفي دير الزور شرق البلاد، خرجت مظاهرة حاشدة جدا من منطقة المطار وفي البوكمال خرجت مظاهرات من مساجد الرحمن والشرعية والشافعي. وفي القامشلي شمال شرق جرت حملة اعتقالات واسعة واقتحام المنازل في الحي الغربي بعد مظاهرات حاشدة شهدتها القامشلي وعامودا تمت مواجهتها بإطلاق النار والقنابل المسيلة للدموع.

وفي حلب شمال البلاد قامت قوات الأمن والشبيحة بالهجوم على المتظاهرين في حي صلاح الدين، أمام جامع سعد بن أبي وقاص واعتقلت خمسة أشخاص هناك كما هاجمت قوات الأمن متظاهرين أخرجوا في حي هنانو وقامت بإطلاق النار عليهم. وفي ريف حلب خرجت مظاهرات في منطقة أعزاز والباب وعندان وتل رفعت وغيرها تطالب بمنطقة عازلة وحماية المدنيين.