مندوب واشنطن المنتهية ولايته في وكالة الطاقة: الوكالة ليست مطيتنا ولا في جيبنا

السفير ديفيز في حوار مع «الشرق الأوسط» : لن نسمح لإيران بتهديد الأمن العالمي ولن ندعها تقود العالم والشرق الأوسط لسباق نووي

السفير الأميركي غلين ديفيز («الشرق الأوسط»)
TT

بعد عامين فقط من العمل كسفير للولايات المتحدة الأميركية لدى المنظمات الدولية العاملة بالعاصمة النمساوية فيينا، وفي مقدمتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أصدرت واشنطن قرارا مفاجئا بنقل سفيرها غلين ديفيز وتعيينه مندوبا أميركيا للمحادثات السداسية المتجمدة مع كوريا الشمالية بقصد إقناع حكومة بيونغ يانغ بالعودة للوكالة الدولية ولسياسة الالتزام باتفاقات الضمان النووي التي نقضتها بعد خلعها لاتفاقية حظر انتشار السلاح النووي، مما عدته مصادر خطوة تحسب لنجاح حققه السفير ديفيز بفيينا.

وقبل يومين من سفره التقت «الشرق الأوسط» السفير ديفيز بمكتبه بالطابق 37 بمبنى البعثة الأميركية على ضفاف الدانوب، على بعد خطوات من مبنى الأمم المتحدة، وكان حوارا على طريقة «الفلاش باك» للوقوف على سياسة لن تتغير بتغيير سفير، بل تبقى هي تعليمات صادرة من واشنطن مهما طبعها السفير بطابعه وأسلوبه.

وقال ديفيز إن بلاده لن تسمح لإيران بتهديد الأمن العالمي وقيادة العالم ومنطقة الشرق الأوسط إلى سباق نووي. وقال إن التقرير الأخير لوكالة الطاقة الذي قدم أدلة على مساع إيرانية لإنتاج رؤؤس نووية تحملها صواريخ عابرة للقارات، أقر بعد الموافقة عليه بشبه الإجماع وحتى روسيا والصين وافقتا عليه. وقال إنه رغم أن واشنطن تمول 20 في المائة من ميزانية وكالة الطاقة إلا أنها (الأخيرة) «ليست مطيتنا».

وإلى نص الحوار:

* رغم أن الوثائق التي قدمتموها للوكالة تعتبر فيصلا ضد النشاط النووي الإيراني وأبعاده العسكرية، فإنكم تمانعون أن تسلمها الوكالة لإيران، كما تصر، مما يطيل من أمد المماحكات.. ما قولكم؟

-هدف إيران عدم التعاون مع الوكالة، فهي قد قالت أولا إن الوثائق مزورة ثم عادت تطلب الأصل بعد أن أمدتها الوكالة بصور، رغم أن هذا ليس هو المهم، بل المهم هو أن الوثائق قدمتها عشر دول، بالإضافة لما جمعته الوكالة، فهل تثق إيران بالوكالة أم لا؟

* رغم ما تفضلتم به، يظل السؤال قائما: ما الذي يضيركم بتسليم الوثائق؟

- أؤكد مرة أخرى أن غرض إيران هو التطويل وتشتيت الانتباه بعد 8 سنوات من التحقق و11 قرارا من مجلس الحكام (في وكالة الطاقة الدولية) و4 قرارات من مجلس الأمن، لا تزال مصرة على عدم الالتزام. وكل ما أقوله إننا لن نسمح لإيران بتهديد الأمن العالمي، وعلى المجتمع الدولي أن يطلب من إيران أن تتعاون، ولن نيأس ونتركها تفعل ما تشاء حتى تقود العالم ومنطقة الشرق الأوسط لسباق نووي، مما يخلق المزيد من المصاعب الدبلوماسية. ولهذا أقول إن خيارنا الوحيد هو أن ندعم الوكالة وأن نستوعب ما يجيء في تقاريرها.

* في سياق مواز، تتهم إيران مدير الوكالة يوكيا أمانو علنا بأنه عرض عليكم وحفنة دول أخرى معلومات ألحقها بتقريره الأخير قبل أن ينشره، واصفة ذلك بأنه ازدواج في معايير التعامل مع الدول أعضاء الوكالة؟

- أؤكد لك أننا لم نر التقرير أبدا قبل نشره. وإن قررت الوكالة أن تعرض علينا ما أوردته بالملحق الخاص، فذلك شأنها. وأشير إلى أنها لم تعرض تلك المعلومات علينا وحدنا، بل عرضتها على دول مجموعة «5+1» (الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن، بالإضافة لألمانيا)، وهي المجموعة التي كانت قد بدأت حوارا دبلوماسيا ومحادثات مع إيران برعاية الوكالة، وما ذلك - كما أشار مدير الوكالة - إلا للتأكد من صحة معلومات كنا قد قدمناها. وما علمناه، من مصادر صحافية، ولم تكذبه إيران، أن تقرير المدير العام قد وصلها قبل الآخرين.

* سبق أن قللتم من اهمية التسريبات التي تحدث وتتسرب بموجبها بعض المعلومات السرية الخاصة بالوكالة، هل ما زلتم على موقفكم وماذا بشأن الثقة في سرية التعامل؟

-لا أحب التسريبات وهي أمر سيئ، لكن لا بد أن نفهم طبيعة العالم الآن في ظل ثورة اتصال وإنترنت ورسائل نصية وهواتف ذكية، ووكالة تضم أكثر من 152 دولة وأكثر من ألفي موظف ومئات الدبلوماسيين. لقد عرفت فيينا طيلة تاريخها التسريبات ولا تزال، فما الجديد أن نصرخ ونولول.. تسريبات.. تسريبات!! إن ذاك ما هو إلا تشتيت انتباه ومحاولات لصرف النظر عن أساس القضية.

* فرضتم وما زلتم تفرضون عقوبات جماعية وفردية، كانت ولا تزال حكومة طهران تواصل نشاطها، مؤكدة أنها لن تتوقف ولو لثانية.. بينما تضر العقوبات المواطن؟

- دعيني أسألك: هل بالعقوبات ستتعاون إيران؟ الإجابة لا. لقد قررت دول مجموعة «5 +1» أن تعمل في مسارين الدبلوماسي والعقوبات، باعتبار أن العقوبات ليس هي العمل المثالي، وإنما مجرد وسيلة صريحة ومباشرة، الغرض أن تستهدف أشخاصا وجهات معينة، وليس الهدف منها المواطن. نحن نعتقد أن العقوبات أصبحت فاعلة، بدليل ما أصابته من تعطيل وتأخير للنشاط النووي الإيراني وبدليل عجزهم في الحصول على كثير من المعدات، أضف إلى ذلك أن العقوبات تبعث رسالة لإيران ولآخرين مفادها أن من لا يلتزم يدفع وسيدفع ثمنا باهظا. ونتمنى أن تفهم إيران، فليس المقصود العقوبات بل نتائجها.

* في تقديركم الخاص، كم تبعد إيران عن امتلاك سلاح نووي؟

- أنا لست خبيرا عسكريا، كما أنني لست خبير استخبارات. وكل ما يقال هو مجرد تخمينات تتحدث عن 3 سنوات ربما أقل أو أكثر، لا أدري. وحقيقة، فهذا ليس هو ما يشغل بالي، ومهمتي هي أن نصل إلى طريقة تشرح وتقنع إيران بضرورة التعاون، وأن نقدم ذلك الشرح بصورة جماعية وبصوت واحد ينطلق من فيينا.

* في ما يبدو أنكم ما زلتم بعيدين عن تحقيق هذه الجماعية، بدليل أن آخر قرار صدر من مجلس الحكام في 18 نوفمبر (تشرين الثاني) لتوبيخ إيران ولفت نظرها بضرورة التعاون مع الوكالة، لا سيما حول ما يتعلق بالأبعاد العسكرية، قد صدر بالتصويت وليس الإجماع.

- لقد وصلنا لشبه إجماع، ومجلس الأمناء كرر ويكرر نداءه لإيران أن تتعاون، ومن جانبنا عندما طرحنا القرار طرحناه للحصول على إجماع، لولا طلب تقدمت به دولة واحدة فقط «كوبا» رغبت في التصويت، وما زلنا نؤيد الإجماع ونسعى إليه.

* وماذا عن مواقف دول في أهمية روسيا والصين، دائما ما تبادر بمواقف مختلفة بشأن إيران؟

- صوتتا معنا، ولم تؤيدا فحسب بل وقفتا فعلا معنا. وعلى كل، هناك أساليب مختلفة باختلاف الدول، لكنهم في النهاية يؤيدون. ولنترك روسيا والصين ولنركز على نص القرار وروحه، وهذا هو المهم، فهو يطلب من إيران التعاون، معبرا عن قلق دولي 100 في المائة. إنني لا أتحدث باسم روسيا والصين، وإنما أرجعكم لنص القرار الذي أيدتاه.

* تعبر إيران عن غضب عارم تجاه ما يلاحق علماءها النوويين من اغتيالات تتهم بها بلادكم وإسرائيل، فهل هذه وسيلتكم الجديدة لوقف النشاط النووي الإيراني؟

- أرفض الاغتيالات وأدين الأعمال الإرهابية أيا كانت. ونحن نرفض الاتهامات الإيرانية جملة وتفصيلا. وليس أسلوبا صحيحا أن تلجأ إيران لتلفيق الاتهامات ورميها. ولن تفيدها محاولات شغل الانتباه بالحديث مرة عن تسريبات، ومرة عن أهلية وكفاءة مدير الوكالة، ومرة باتهامنا، بدلا عن أن تتحدث عن التزامها بقرارات الوكالة. على إيران أن تسكت وتصمت عن الأحاديث الجانبية غير المفيدة، وأن تعلم أن الوكالة مهامها التحقق من الأنشطة النووية وليس التحقيق في اتهامات باغتيالات.

* هل كنتم ستسكتون لو تعرض علماؤكم لاغتيالات؟

- هذا إن كان العلماء قد ماتوا اغتيالا، فهي لم تقدم ما يؤكد حقيقة ذلك، وعلى كل فالأمر ليس له علاقة مباشرة بعمل الوكالة.

* بعيدا عن إيران، تطالكم اتهامات بالعمل وفق أجندة خاصة داخل الوكالة، ومن ذلك أنكم قد تأخرتم في الإبلاغ عن ضرب إسرائيل لموقع دير الزور السوري في يوليو (تموز) 2007 عدة شهور، ثم قررتم في أبريل (نيسان) 2008 أن الوقت مناسب لإبلاغ الوكالة..

- منذ أكثر من 230 عاما، ظلت الاتهامات بأجندة سرية تلاحق الولايات المتحدة، وهذا ما أرفضه. وما أؤكده أننا نحاول أن نساعد الوكالة للقيام بمهامها. ورغم أنني لا أتحدث عن قرارات اتخذت قبل سنوات، فإنني أؤكد على ما هو أهم، ألا وهو السؤال: لماذا لم تبادر سوريا بإبلاغ الوكالة أنها كانت تبني مفاعلا نوويا منذ أن بدأت بناءه، بل وقبل أن تشرع في البناء؟ لا أقول إن التغطية أهم من الجريمة، لكن الحقيقة أنهم لم يبلغوا الوكالة بإنشائه إلا بعد أن ظهر الأمر وانكشف. والسؤال الثاني: لماذا لم تسمح سوريا للوكالة بزيارة الموقع مباشرة؟ بل وسؤال ثالث: لماذا لم تجب سوريا عن أسئلة الوكالة؟ لقد توصلت الوكالة في يونيو (حزيران) الماضي لقرار أن سوريا على أكبر احتمال كانت تبني مفاعلا نوويا، وقد تكون الأسئلة من شاكلة «من أخبر من؟» مهمة، لكن هذا ليس هو الأساس. وأقول إننا نحاول ونسعى للوصول لتحقيق أمننا وتعاوننا، وقد لا يكون سجلنا هو الأحسن، لكننا نحاول.

* لقد صمتم يومها، والأخطر أن صمتكم قد يتكرر في حال قررت إسرائيل ضرب إيران مثلا؟

-لا أعتقد أن ذلك سيحدث، ودوري أن أمنع ذلك دبلوماسيا، ولهذا فإننا نسعى للاستعانة بالوكالة حتى نمنع أي عمل عسكري.

* مع انتهاء أعمال المنتدى الذي استضافته الوكالة يومي 21 و22 نوفمبر لبحث إمكانية أن تصبح منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية من السلاح النووي، وبينما اعتبر خطوة إيجابية بادر رئيسه عند انتهاء المنتدى، معلنا أن لا علاقة بين المنتدى والمؤتمر المتوقع لذات الغرض العام المقبل، ليس ذلك فحسب بل قالت إسرائيل إن ذلك المؤتمر سيتم عقده بموجب اتفاقية حظر انتشار الأسلحة النووية، وهي اتفاقية غير موقعة عليها، مما لن يلزمها بتوابعها، وهكذا لم يتركوا مجالا لأي تفاؤل؟

- تعلمنا من المنتدى الكثير عن تجارب دول مناطق أخرى نجحت في نزع أسلحتها النووية فأصبحت منزوعة السلاح النووي، لكن وفي ما يختص بمنطقة الشرق الأوسط فإننا من المؤمنين بأنها لن تحقق ذلك ما لم تتوصل إلى سلام، وما لم يجلس أطرافها كافة للحديث بعضهم مع بعض، وهنا يتعين علينا أن نسأل عمن تخلف ولم يحضر المنتدى ولم يشارك فيه؟ إنها إيران، وقد شاركت الدول العربية وإسرائيل وتركيا من المنطقة ولم تتخلف غير إيران.

* الربط بين تحقيق السلام ومن ثم نزع السلاح النووي، هو ما تقوله وتصر عليه إسرائيل، بينما تؤمن الدول العربية بإمكانية أن يبدأ نزع السلاح النووي في مسار مواز وليس بالضرورة مسار لاحق؟

- ماذا لو بدأنا بأمر أهم، وهو أن يحضر الجميع ويجلسون معا دون شتائم ودون تبادل اتهامات، وبالجميع أعني الجميع. لقد حقق المنتدى إمكانية أن يجلس العرب مع إسرائيل وفق حوار ونقاش متحضر، لكنني ما زلت أؤكد أن تحقيق السلام أساس لشرق أوسط خال من الأسلحة النووية.

* كثيرا ما قال المندوب الإيراني لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، السفير علي أصغر سلطانية، إن مدير الوكالة الياباني يوكيا أمانو «مطية أميركية» وإنه منحاز إلى صفوفكم، يعمل وفق رؤاكم، ولاحقا كشفت وثائق «ويكيليكس» نقلا عنكم أن أمانو «رجلكم»، وذلك كما جاء في رسالة بعثتم بها لواشنطن؟

- بعيدا عن «ويكيليكس»، ماذا تعتقدين أن يقول الدبلوماسيون؟ يقولون دائما إن الأمور تحت السيطرة «وكله تمام»، وليس عدلا أن نقتطع فقرة ونخرجها من بقية السياق للتشهير، لقد مضوا (ويكيليكس) لأبعد مما يجب. وأقول إن الولايات المتحدة تمول الوكالة بأكثر من 20 في المائة من ميزانيتها، كما أن مقولة «الذرة من أجل السلام» هي مقولة لرئيس أميركي. إننا نشعر ربما أكثر من كثيرين بأن الوكالة جهاز شديد الأهمية يجب الاستثمار فيها لينعم العالم بأمان نووي، وبالمناسبة فهي ليست مطية أميركية. وكم سبق أن سألت مديرا من مديريها، سواء المدير السابق الدكتور محمد البرادعي أو المدير الحالي يوكيا أمانو أن يحققوا لي غرضا، بما في ذلك مجرد طلب لتعيين أميركي مؤهل... وكم رفضوا ذلك رغم ما ندفعه للوكالة، وأعتقد أن القول «الوكالة في جيبنا» قد يكون ذا جرس ووقع جيد، لكنه أمر ليس حقيقيا بالمرة، وصدقيني هذه هي الحقيقة.

* تعاملت خلال فترة عملكم مع عدد من السفراء، أيهم تخصه بالذكر؟

- جميعهم، ربما واحد أو اثنان كانا مؤلمين، بالطبع سوف أذكر كثيرين عندما أذكر الأقاليم والتقسيمات الجغرافية التي يتم بموجبها العمل بالوكالة كمجموعات، وخاصة أن كل إقليم له ما يخصه وما يميزه. وبالنسبة لسفراء المجموعة العربية عرفت أقوياء، وقد كان السفير المصري هو أول سفير اتصلت به وقابلته ثاني يوم من وصولي لفيينا، وحينها كان السفير إيهاب فوزي، وذلك بغرض تأكيد أهميتهم ولبذر بذرة صداقة. إن المجموعة العربية تضم رجالا أشداء، وليس رجالا فقط، بل هناك نساء مثل السفيرة الجزائرية طاؤوس فاروخي. وقد شكرتهم على ما أقدموا عليه من خطوة جيدة بتجميد تقديم مشروع قرارهم حول القدرات النووية الإسرائيلية أثناء المؤتمر العام الأخير للوكالة في سبتمبر (أيلول) 2011 حفاظا على عدم شق الإجماع، مما وفر فرصة كبيرة لمشاركة إسرائيل في جلسات المنتدى الخاص بشرق أوسط خال من السلاح النووي.

* وبدوركم، لماذا لم تتبعوا نهجهم ذاك مع إيران، بدلا عن إصراركم على قرار من مجلس الأمناء وبخ إيران قبل يومين من عقد المنتدى، مما جعلها في رد فعل غاضب تقاطع المنتدى ولا تشارك فيه، مما أضعفه؟

- هذا لا يشبه ذاك. وإيران تختلف عن إسرائيل بحكم توقيعها على اتفاقية الحد من انتشار الأسلحة النووية، بينما إسرائيل غير موقعة. أضف إلى ذلك أن مشروع القرار العربي عادة ما يقسم الوكالة إلى نصفين أحدهما مع والآخر ضد، وهذا ما لم يفعله قرار مجلس الحكام (ضد إيران) الذي فاز بتأييد 32 صوتا وامتناع صوت واعتراض صوتين فقط، ومن المؤيدين 5 دول عربية أعضاء بمجلس الحكام. واسألي السفراء العرب «اسأليهم بطريقة خاصة» وسيؤكدون كلامي هذا.

* وفيم الخصوصية؟

- الدبلوماسيون عادة يتحدثون بحرية وصراحة أكثر بعيدا عن النشر.

* وإن سألناك، ماذا ستفتقد أكثر وأنت تغادر فيينا؟

- سوف أفتقد المناسبات التي مكنتني من الحديث مع أناس من مختلف دول العالم، وأهم من ذلك سوف أفتقد فرص العمل للتوفيق والخروج بإجماع بين هؤلاء.

* وماذا عن مهمتك الجديدة؟

-مهمتي مختلفة باختلاف قضية الملف النووي الكوري، لكون كوريا الشمالية دولة لها علم بالسلاح النووي، وإن كان الأمر شبيها لعدم الالتزام (بقرارات وكالة الطاقة)، وهي بدورها مهمة جماعية تشترك فيها 6 دول، وفي ما يبدو أنني قد أصبحت مدمنا للعمل جماعيا.