مواجهات ثأرية تشهدها «مجموعة الموت» المتفجرة في يورو 2012

المدربون الـ4 شعروا بالحزن بعد القرعة وأجمعوا على أنها الأقوى والأكثر سخونة

TT

مثلما تشير أسماء الفرق ومستوياتها وتعليقات المحللين والمشجعين، أجمع مدربو منتخبات المجموعة الثانية ببطولة كأس الأمم الأوروبية القادمة (يورو 2012) على أنها الأقوى والأكثر سخونة وإثارة من بين المجموعات الأربع في الدور الأول للبطولة. ولكن المدرب مورتن أولسن المدير الفني للمنتخب الدنماركي كان الأكثر دقة في وصفه للمجموعة قائلا إنها «مجموعة متفجرة كالبارود».

وتستضيف بولندا وأوكرانيا فعاليات البطولة بالتنظيم المشترك خلال الفترة من الثامن من يونيو (حزيران) وحتى أول يوليو (تموز) المقبلين. وأسفرت القرعة، التي أجريت مساء أول من أمس بالعاصمة الأوكرانية كييف، عن وقوع منتخبات هولندا والدنمارك وألمانيا والبرتغال في المجموعة الثانية (مجموعة الموت).

وقال بيرت فان مارفييك المدير الفني للمنتخب الهولندي «رأيت جميع المدربين ولم أر أحدا منهم سعيدا. كل ما أجمعنا عليه هو أنها المجموعة الأكثر صعوبة».

وقال باولو بينتو المدير الفني للمنتخب البرتغالي «نحن في أصعب وأقوى مجموعة. المنتخب الدنماركي تصدر مجموعته متفوقا علينا في التصفيات. المنتخب الهولندي قدم مسيرة رائعة في التصفيات والمنتخب الألماني حقق الفوز في جميع مبارياته العشر بالتصفيات كما أنه صاحب أكبر عدد من الألقاب الأوروبية ولم يفشل في بلوغ المربع الذهبي في أي بطولة كبيرة خاضها منذ عام 2006».

وأضاف: «أمامنا مهمة صعبة وعمل جاد وكثير إذا أردنا اجتياز هذه المجموعة والوصول لدور الـ8. نتوقع أن نواجه مشاكل وصعوبات. مستوى هذه المجموعة مرتفع للغاية». وأكد بينتو «كل ما نعد به هو أن ننافس بقوة. سنجهز أنفسنا بشكل جيد وخاصة للمباراة الأولى (أمام ألمانيا). المباراة الأولى في غاية الأهمية».

وأوضح أولسن أنها «مجموعة متفجرة كالبارود». وأعرب أولسن عن أمله في أن يحافظ الفريق على فرصته في المنافسة على التأهل للدور الثاني حتى مباراته مع ألمانيا في ختام مبارياته بهذه المجموعة الصعبة وهي المباراة التي يخوضها بمدينة لفيف الأوكرانية في 17 يونيو 2012. وقال أولسن «إنها مجموعة صعبة بلا شك. إنها كذلك من وجهة نظري ومن وجهة نظر المشجعين أيضا لأنها تضم اثنين من أبرز المرشحين للمنافسة على اللقب وهما منتخبا هولندا وألمانيا». وأوضح أولسن أن المنتخب البرتغالي من الفرق القوية أيضا ويضم مجموعة من اللاعبين أصحاب الطراز العالمي.

وأضاف: «التقينا المنتخب البرتغالي في التصفيات ذهابا وإيابا وتغلبوا علينا في البرتغال ولكننا تغلبنا عليهم في كوبنهاغن». وأشار أولسن إلى أنه يدرك تماما أن فريقه هو المرشح الأقوى للخروج مبكرا من هذه المجموعة. وقال: «ولكن ربما نلعب بحرية أكبر ونفجر مفاجأة. إنها مجموعة يمكن لكل فريق بها أن يحصل على نقاط من الآخر».

ويبقى الشيء المؤكد أن واحدا على الأقل من أبرز نجوم البطولة سيستطيع قيادة فريقه من هذه المجموعة إلى دور الـ8. وقد يكون هذا النجم هو البرتغالي كريستيانو رونالدو أو الهولندي ويسلي شنايدر أو الألماني مسعود أوزيل.

وكان الوحيد الذي حاول الظهور بشكل أكثر هدوءا وثباتا هو المدرب يواخيم لوف المدير الفني للمنتخب الألماني. وقد يكون ذلك لاطمئنانه التام على قدرة فريقه على اجتياز هذه المجموعة في ضوء مستوى الفريق على مدار السنوات الماضية وبلوغه المباراة النهائية ليورو 2008 بالنمسا وسويسرا والمربع الذهبي في كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا. وقال لوف «لا نخشى أي منافس. نعرف أن الفريق الأفضل في المستوى هو من سيفوز بلقب البطولة».

وأوضح لوف أن أقوى المرشحين للعبور مع فريقه إلى دور الـ8 هم منتخبات هولندا والبرتغال من نفس مجموعته وإسبانيا وإيطاليا وإنجلترا وفرنسا. وأوضح لوف «هذه المجموعة هي الأقوى والأكثر إثارة وتوازنا.. ولذلك يجب أن ننتظر بعض المواجهات المثيرة». وأضاف: «هولندا والبرتغال لديهما لاعبون من طراز عالمي... المنتخب الدنماركي يتميز دائما بأنه فريق صعب وقوي في البطولات ولديه عقلية رائعة ولا يخشى الفرق الكبيرة». وأوضح لوف «ليس هناك أي مجال لاختيار منافسينا أو الخوف منهم. هذه البطولة تختلف عن بطولات كأس العالم التي يمكنك أن تلتقي فيها منتخبات مثل كوستاريكا والإكوادور. علينا مواجهة البطولة كما هي».

ورغم قوة هذه المجموعة، سيكون العزاء الوحيد للفريقين المتأهلين منها أنهما سيواجهان اختبارا أقل قوة في دور الـ8 أمام أي من المنتخبين المتأهلين من المجموعة الأولى التي تمثل أقل المجموعات في المستوى حيث تضم منتخبات بولندا واليونان وروسيا والتشيك.

كما تجنب المنتخب الألماني المواجهة المبكرة مع نظيره الإسباني حامل اللقب كما تأكد ابتعاد الفريقين عن مواجهة بعضهما البعض حتى المباراة النهائية بشرط فوز كل منهما بصدارة مجموعته في نهاية فعاليات الدور الأول. وتشهد المجموعة الثانية عددا من المواجهات المثيرة وسيكون أبرزها على الإطلاق المواجهة بين المنتخبين الهولندي والألماني المرشحين بقوة للمنافسة مع المنتخب الإسباني على لقب البطولة. وسحق المنتخب الألماني نظيره الهولندي بثلاثة أهداف نظيفة في هامبورغ خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي ولكنها كانت مواجهة ودية.

وبرر فان مارفييك هذه الهزيمة بغياب أبرز لاعبيه عن التشكيلة في هذا اللقاء. كما سيسعى المنتخب الهولندي للثأر من نظيره البرتغالي الذي أطاح به من دور الـ16 في كأس العالم 2006 بألمانيا في مباراة حافلة بالإثارة والخشونة عرفت باسم «موقعة نورنبرغ» حيث شهدت 4 حالات طرد بواقع حالتي طرد من كل فريق إضافة لعدد قياسي من الإنذارات.